فقرة إخترت لكم/المقاومة الثقافية/أميركا...والخوف من فشل مشروعها في لبنان!
مقالات
فقرة إخترت لكم/المقاومة الثقافية/أميركا...والخوف من فشل مشروعها في لبنان!
عدنان علامه
11 آب 2025 , 17:42 م


في مقالة إلى للدكتور نسيب حطيط تشريح دقيق لتفاصيل المؤامرة الَمتعددة الأطراف على لبنان وآلية مواجهته التي ستؤدي حتمََا إلى إنتصار خيار المقاومة بإذن الله.

لطفَا تابعوا بدقة وعناية المقالة الإستراتيجية للدكتور حطيط

 عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين 

المقاومة الثقافية.

أميركا...والخوف من فشل مشروعها في لبنان!

بعد تسعة أشهر على إسقاط النظام السوري ،الداعم للمقاومة وعلى مشارف الذكرى السنوية الأولى لإغتيال "السيد الشهيد" تعيش أميركا وحلفاؤها القلق والإرباك والخوف من فشل المشروع الأميركي_الإسرائيلي_ العربي ،لإسقاط لبنان وإحتلاله سياسياً وعسكرياً بعد فشله الأول ،بإجتياح عام 1982,

تُدرك أميركا وحلفاؤها ،أن الوقت ليس لصالحهم، بل لصالح قوى المقاومة التي بدأت تصعد من قعر البئر الذي وصلت اليه ،بالتلازم من مع نزول المحور الأميركي من أعلى القمة التي وصلت اليها.

تهدف أميركا ،للسيطرة السياسية والأمنية على لبنان ،لإتخاذه قاعدة ،للقيادة والسيطرة وإدارة الشرق الأوسط الأميركي الجديد ،ولذا كان بناء القاعدة العسكرية والسياسية في "عوكر" وتحاول اميركا البقاء في لبنان وان لا تخرجها المقاومة، ثانية من لبنان ،كما حدث بعد إجتياح 82 وهي مستعدة للتفاوض والقبول بأي حلٍ، يضمن أمنها وسيطرتها والأمن الإسرائيلي، بدون صدام مع المقاومة وصولاً للرضى، ببقاء سلاح المقاومة "الصاروخي والمسيّر" ضمن صيغة مشاركة وتنسيق مع الجيش اللبناني وتقييد إستعماله ضد إسرائيل ،مقابل التعهد بعدم الإعتداء الاسرائيلي ،ولو لمرحلة زمنية محدّدة تحتاجها أميركا للتخلص من "إيران" ، لتعود ،للإنقضاض على المقاومة ،عندما تصبح وحيدة ومحاصرة في الميدان وتقف أميركا أمام خيارين :-

- الخيار الأول: التصعيد العسكري ،المتعدّد المحاور والجبهات ويضم (السلطة اللبنانية وإسرائيل والتكفيريين وميليشيا الأحزاب (التي تؤيد نزع السلاح والتطبيع، بالإضافة للمال والحضور السعودي ،لتوجيه ضربة قاضية للمقاومة وطائفتها وأنصارها ، دون ضمان النجاح ، فربما تستطيع أميركا توجيه ضربات قاسية للمقاومة وطائفتها ودفعهم ،لحافة الإبادة، بالتلازم مع الخوف من ردود المقاومة القاسية والموضعية والإستراتجية ، بطرق مختلفة لا تستطيع أميركا وأدواتها في لبنان منعها او الصمود أمامها .

-الخيار الثاني: مرحبا المهادنة والمساكنة مع المقاومة وإعتماد أنصاف الحلول والتنازلات المتبادلة المغلّفة، بقرارات رسمية وقبول أميركي، تُظهر كل الأطراف في دائرة الإنتصار وعدم الخسارة وفق "لاغالب ولا مغلوب"، بسبب معاناة المحور الأميركي رغم ،تفوقه العسكري والشامل من بعض نقاط الضعف على عدة مستويات ،تمنعه من القدرة على الحسم العسكري وفق التالي:-

َ- القرار الأميركي، بعدم التدخل العسكري المباشر.

— التردّد الإسرائيلي، بالإجتياح البري والإكتفاء بحرب الإغتيالات وتكثيف القصف الجوي.

-الفوضى والإرتباك التي تعيشها سوريا، مما يعطّل مرحلياً، دورها السلبي ضد المقاومة.

-التدخل السعودي غير المُحترف والمغرور الذي يريد حرق المراحل، مما أوقع السلطة بحفرة قرار نزع السلاح الذي يمكن ان يعطّل فعاليتها.

-عجز وضعف الأحزاب اللبنانية المؤيدة للتطبيع عن خوض حرب أهلية ضد المقاومة وعدم وجود تحالف حقيقي، بل تقاطع مصالح وإنقسام الموقف المسيحي والتشتّت الدرزي المسُتجد بعد أحداث السويداء والحياد الإيجابي للطائفة إلسنية.

- إمتلاك المقاومة وأهلها الكثير من أوراق القوة رغم كل الضربات القاسية وفي أسوأ الحالات، يمتلكون القدرة على تعطيل الإنجازات السياسية الأميركية وزعزعة الأمن الأميركي وتقييد حرية الحركة للجميع، فإن لم تكن المقاومة وأهلها شركاء في لبنان الجديد، فلن يكون لبنان لأحد ...!

لا زالت قوى المقاومة ،تمتلك الكثير من أوراق القوة وقد نجحت بمعركة الصبر الشجاع في الأشهر الثمانية الماضية التي كانت تحتاجها_رغم الأثمان الكبيرة من الشهداء والتهجير_ وكل يوم إضافي سيكون في رصيد المقاومة وأهلها مع وجوب عدم الإنهزام النفسي أو التسليم بإنتصار المشروع الأميركي، فالحرب لم تنته بعد وضرورة تغليب العقلانية والحكمة على الإنفعال والغرور والمكابرة والعاطفة وعدم مغادره الثوابت العقدية والسياسية رغم كل القتل والحصار.

ان الإستعداد لمواجهة المشروع الأميركي والإنتصار عليه ، يستوجب:

- الإنضباط والتخطيط ، للمقاومة الشاملة وعدم حصرها بالمقاومة العسكرية.

- عدم حصر المواجهة بحزب أو حركة ،بل حشد "المجتمع المقاوم" .

- حصر مهمة المقاومة_ الآن_ ،بحماية نفسها وأهلها وعدم تشتيت قدراتها.

- المبادرة، لتوسعة "جبهة المقاومة" على المستوى اللبناني، سواء بتحييد بعض الخصوم او بجذبهم وإعادة التواصل مع القوى التي قاومت والتي لن تنحاز الى مشروع التطبيع مع اسرائيل او قتال المقاومة

سننتصر بإذن الله كما نصرنا الله بعد إجتياح عام 1982...وكما يقول الرسول الأكرم"ص"(إن النصر مع الصبر( .. (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا(...وسيكون خيراً إن شاء الله...

سَيُهزَمون...وسننتصر.

د. نسيب حطيط

أستاذ جامعي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري