رياضة كمال الأجسام مرتبط بارتفاع خطر الموت القلبي المفاجئ لدى الرياضيين الذكور
منوعات
رياضة كمال الأجسام مرتبط بارتفاع خطر الموت القلبي المفاجئ لدى الرياضيين الذكور
22 أيار 2025 , 11:37 ص

يكرّس لاعبو كمال الأجسام ساعات طويلة في صالات الرياضة لبناء أجسام مذهلة وخارقة، لكن هذا السعي قد يكون على حساب سلامة قلوبهم، فقد كشفت دراسة جديدة أن الموت القلبي المفاجئ مسؤول عن نسبة مرتفعة وغير عادية من حالات الوفاة بين لاعبي كمال الأجسام الذكور.
- نتائج الدراسة: الرياضيون المحترفون الأكثر عرضة للخطر
بحسب نتائج نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب European Heart Journal، فإن لاعبي كمال الأجسام المحترفين معرضون للوفاة المفاجئة نتيجة توقف القلب بنسبة تصل إلى خمسة أضعاف مقارنة بالهواة.
قال الدكتور ماركو فيكياتو، أخصائي الطب الرياضي في جامعة بادوفا الإيطالية، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة: "خطر الوفاة بين لاعبي كمال الأجسام الذكور مرتفع بشكل ملحوظ، وبيّنت النتائج أن الرياضيين المحترفين يواجهون معدلات أعلى من الموت القلبي المفاجئ، مما يشير إلى أن مستوى التنافس قد يسهم في زيادة هذا الخطر."
وأضاف أن هذا البحث جاء استجابة لتزايد التقارير حول وفيات مبكرة بين المهتمين بكمال الأجسام واللياقة البدنية، والتي غالبا ما تتضمن توقف القلب المفاجئ.
- حالة واقعية: وفاة لاعب برازيلي خلال التمارين
في نوفمبر 2024، توفي لاعب كمال الأجسام المعتزل "خوسيه ماتيوس كوريا سيلفا" بعد إصابته بسكتة قلبية أثناء التمارين في صالة رياضية بالبرازيل. وعلى الرغم من جهود الإنقاذ التي استمرت لأكثر من ساعة، لم يتمكن المسعفون من إنعاشه. وكان يبلغ من العمر 28 عاما ولا يعاني من أي أمراض سابقة، بحسب تصريحات شقيقه.
- أرقام مقلقة: 38% من وفيات اللاعبين بسبب القلب
حلل الباحثون بيانات 20,300 رياضي شاركوا في بطولات الاتحاد الدولي لكمال الأجسام واللياقة البدنية (IFBB) بين عامي 2005 و2020، وتابعوا حالاتهم الصحية حتى يوليو 2023، بمتوسط متابعة تجاوز ثماني سنوات، خلال هذه الفترة، توفي 121 لاعبا.
ومن بين هؤلاء، كانت نسبة الوفيات الناتجة عن توقف القلب المفاجئ تقارب 38%، أي أن حوالي اثنين من كل خمسة لاعبين توفوا نتيجة هذه الحالة.
وتبين أن 11 من الوفيات القلبية المفاجئة وقعت بين لاعبين لا يزالون في مرحلة التنافس، وكان متوسط أعمارهم أقل من 35 سنة.
- أسباب طبية وراء الخطر
يشير الباحثون إلى أن كمال الأجسام يتضمن ممارسات قد تجهد القلب بشكل كبير، منها:
تدريبات القوة المفرطة
استراتيجيات إنقاص الوزن السريعة (مثل التجفيف الحاد والقيود الغذائية الصارمة)
الاستخدام الواسع للمواد المنشطة والمكملات المعززة للأداء
قال الدكتور فيكياتو: "هذه الأساليب قد تفرض ضغطًا كبيرًا على الجهاز القلبي الوعائي، وتزيد من خطر اضطراب نظم القلب، وتؤدي مع الوقت إلى تغيرات هيكلية في القلب."
وقد أظهرت عمليات التشريح أن أربعة من أصل خمسة من لاعبي كمال الأجسام الذين توفوا بسبب توقف القلب، كانوا يعانون من تضخم في القلب وزيادة في سماكة عضلته، مما يزيد احتمال الإصابة بقصور قلبي.
- الجانب النفسي والثقافي: مخاطر لا تُرى
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن حوالي 15% من وفيات لاعبي كمال الأجسام تم تصنيفها على أنها "وفيات صادمة مفاجئة"، مثل حوادث السير والانتحار والقتل والجرعات الزائدة، مما يسلط الضوء على الأبعاد النفسية والثقافية المرتبطة بثقافة كمال الأجسام.
وقال فيكياتو: "تؤكد هذه النتائج ضرورة الاهتمام بالأثر النفسي لثقافة كمال الأجسام، حيث قد تتفاقم التحديات النفسية بسبب تعاطي المواد، مما يرفع من احتمالية السلوكيات الاندفاعية أو المؤذية للنفس."
- الخلاصة: المظهر لا يساوي الصحة
يعمل الفريق البحثي حاليًا على دراسة مماثلة تستهدف لاعبات كمال الأجسام، وأكد فيكياتو في ختام حديثه:
"تتحدى هذه النتائج الفكرة السائدة بأن المظهر الجسدي المثالي هو دليل على الصحة، فقد تخفي الأجسام المنحوتة مخاطر صحية جسيمة."
ورغم التحذيرات، شدد الباحث على أن الدراسة لا تُدين ممارسة تدريبات القوة أو ثقافة اللياقة البدنية عموما، بل تدعو إلى التوازن والوعي الصحي، حيث قال: "النشاط البدني المنتظم وتمارين القوة يمكن أن تكون مفيدة للغاية للصحة وجودة الحياة وتقليل خطر الوفاة، لكن يجب ممارستها ضمن حدود السلامة والمعقولية."

المصدر: sciencealert