تشكل الحضارة العربية
جورج حدادين
يبدو أن جغرافيا الأردن هي الأرض التي كانت نواة تشكل الحضارة العربية،
للأسف الشديد ما يزال هذا التاريخ مهملاً، ولم يخضع للبحث والدراسة العلمية المعمقة، لأسباب متعددة:
• غياب دور المؤسسات الرسمية والشعبية، في البحث والتنقيب عن جذور هذه الحضارة.
• غياب دور النخب الوطنية وعدم صياغة مشروعها الخاص،
• عدم وعي بصيرورة تشكل الحضارة، من الماضي الى الحاضر، حيث الماضي موجود بالقوة وبالضرورة في الحاضر، وسوف يكون الحاضر موجود بالقوة وبالضرورة في المستقببل، بحسب قانون التراكم
• سيادة نهج التبعية للغرب، الذي ولّد شعور الدونية لدى هذه النخب، امام حضارة الغرب السائدة، أدا الى تبنى أعمى للحضارة الغربية، واحتقار حضارتها الخاصة .
• غياب مشروع وطني مؤسسي، تتوفر له عناصر النجاح: وفي المقدمة الإيمان بأهمية هذا المشروع، والوعي التاريخي به، وتوفير شروط نجاحه المادية والمعنوية.
بسبب هذه المعطيات المحبطة، لم يتم صياغة مشروع نهوضي حضاري، قائم على دراسة علمية وبحث معمق من قبل علماء الاجتماع والآثار والتاريخ، في الأردن.
تشكلت حضارة الأمة العربية، على الجغرافية الممتدة بين العلا جنوباً الى دمشق والرها شمالاً ( مملكة الرها، هي اليوم أورفل في تركيا، حكمها ملوك الأباجرة، كانوا يطلقوا على أنفسهم ملوك العرب) ومن الفرات شرقاً الى البحر الأبيض المتوسط غرباً، بما يشمل سيناء وشرق الدلتا.
أول كتابة عربية، الف قبل الميلاد، وجدت في منطقة باير محافظة معان / الأردن
أول قصيدة شعر عربية وجدت في شمال الأردن على يد الباحشة البريطانية ( جرالدين كنج) منتصف ثمانينات القرن الماضي.
أول إنتقال من عصر الصيادين اللمامين الى العصر الزراعي في تاريخ البشرية جمعاء، حدث بالقرب من قصر الحرانة، شرق الأردن، قبل ثلاثة وعشرون ألف عاماً.
أول مجتمع في تاريخ البشرية يكتشف البعد الثالث قبل حوالي 12 ألف عام، مجتمع عين غزال، حيث وجدت تماثيل ،
أول رغيف خبز، عمره حوالي 14 ألف وخمسمائة عاماً، وجد في شمال شرق الأردن
واول سد وجد في منطقة جاوا.
ومادبا المدينة الوحيدة في الأردن، التي لم تغير أسمها، منذو التأسيس قبل حوالي أربعة ألاف عام، على يد المؤابين، الى اليوم.
مادبا مدينة الفسيفساء الأولى في العالم، حيث تم صنع هذه الخرائط الفسيفسائة الجميلة في عصر الغساسنة، وتحديداً على يد المعلم سلمان المادبي، الذي صنع خارطة الأراضي المقدسة ووضع المواقع الحقيقية للمدن بين النيل والفرات، استعمل مليوني مكعب حجر بألوان مختلفة لصنع هذه الخريطة، وكذلك المعلم سلمان من حسبان، الذي صنع خارطة فسيفساء كنيسة الرسل، للأسف الشديد ما زالت المؤسسات الشعبية والرسمية، تطلق عليها أثار بيزنطية،
وا عجباه!.
كذلك ما زالت هذه المؤسسات تطلق على الأثار المؤابية، البرك والسدود والأبار، تسمية الرومانية، وحتى الزيتون القديم يطلق عليه روماني.
وكذلك المدرجات المشرقية يطلقوا عليها المدرجات الرومانية، علماً بأن المدرجات الرومانية والهيلينية تختلف كلياً من ناحية الهندسة والوظيفة، عن المشرقية، حيث:
• المدرج الغربي دائري وبه ممر وميل الدرج حوالي 40 درجة، أما من ناحية الوظيفة تخدم الصراع، صراع الحيوانات، وصراع العبيد.
• بينما المدرج الشرقي، نصف دائري وميل الدرج حوالي 60 درجة، والوظيفة للخطابه، ولذلك على وتر نصف الدائرة توجد نقطة محددة عند الحديث يسمع الصوت عالياً على المدرج كاملاً.
فهل تعلمون لماذا يتم تزييف و تصفير الوعي الجمعي لهذ ا الشعب؟


