النساء الكوريات المسنات يمتلكن قوة خارقة جينية
منوعات
النساء الكوريات المسنات يمتلكن قوة خارقة جينية
23 أيار 2025 , 16:06 م

كشفت دراسة علمية جديدة أجرتها جامعة "يوتا" أن نساء هاينيو، وهن مجموعة من النساء الكوريات المسنّات اللواتي يمارسن الغوص الحر منذ عقود على سواحل جزيرة جيجو، يتمتعن بصفات جينية نادرة قد تمنحهن قدرة خارقة على تحمل الظروف البيئية القاسية المرتبطة بالغوص، مثل ارتفاع ضغط الدم وانخفاض درجات الحرارة.
ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Cell Reports المتخصصة.
- تقليد يمتد لقرون من الغوص تحت الماء
هاينيو هن نساء يعشن على جزيرة جيجو الواقعة على بعد حوالي 80 كيلومترًا جنوب البر الرئيسي لكوريا الجنوبية، ويمضين حياتهن في الغوص الحر لجمع الطحالب البحرية والمحار وقنافذ البحر من أعماق تصل إلى 18 مترا، وعلى الرغم من قسوة المناخ، يمارسن هذا النشاط لساعات يوميا على مدار العام، واليوم معظم النساء الغواصات الناشطات تتراوح أعمارهن بين الستين والسبعين، وبعضهن في الثمانين من العمر.
تقول الدكتورة ميليسا إيلاردو، الأستاذة المساعدة في المعلوماتية الطبية الحيوية بجامعة يوتا والمشرفة الرئيسية على الدراسة: "هؤلاء النساء استثنائيات بحق. رأيت بنفسي امرأة تبلغ الثمانين من عمرها تقفز من القارب للغوص قبل أن يتوقف حتى عن الحركة."
- هل تعود قدرات الغوص إلى الجينات؟
للكشف عن مدى مساهمة العوامل الجينية في قدرات هاينيو، قام الباحثون بقياس مؤشرات فسيولوجية مثل معدل نبض القلب وضغط الدم، ثم قاموا بتحليل الحمض النووي للمشاركات، وقد حددوا طفرتين جينيتين مرتبطتين بخصائص قد تعزز الأداء أثناء الغوص الحر.
- التكيف الجيني مع ضغط الدم المرتفع
أظهرت الدراسة أن نساء هاينيو أكثر عرضة بأربعة أضعاف تقريبًا من النساء الكوريات الأخريات لحمل طفرة جينية ترتبط بانخفاض ضغط الدم أثناء الغوص. ويرى الباحثون أن هذه الطفرة قد تلعب دورا في حماية النساء الغواصات، بل وأجنّتهن أثناء الحمل، من حالات ضغط الدم الخطيرة مثل تسمم الحمل الذي قد يكون مميتا.
وتشير ديانا أغيلار-غوميز، الباحثة في علم الأحياء التطوري بجامعة كاليفورنيا وأول مؤلفة للدراسة:
"هذا ليس أمرًا يمكن لكل إنسان أو كل امرأة القيام به، وكأن لديهن قدرة خارقة بالفعل."
- قدرة على مقاومة البرد
إحدى الطفرات الجينية الأخرى المكتشفة تتعلق بزيادة تحمل الألم الناتج عن البرد، فعلى الرغم من أن درجات الحرارة في جزيرة جيجو قد تقترب من درجة التجمد شتاءً، إلا أن نساء هاينيو لا يتوقفن عن الغوص.
توضح إيلاردو:"سألت إحداهن ذات مرة إن كنّ سيتوقفن عن الغوص إن اشتد البرد، فأجابت: طالما لم تصدر صافرة الرياح، سندخل الماء."
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يقيسوا درجة تحمل البرد لدى المشاركات بشكل مباشر، إلا أنهم يخططون لدراسة تأثير هذه الطفرة في أبحاث مستقبلية.
- التدريب مدى الحياة يعزز التأثير الجيني
على الرغم من وجود الطفرات الجينية في سكان جيجو عمومًا، إلا أن نساء هاينيو يتميزن بتأثير إضافي ناتج عن سنوات طويلة من التمرين والتكيّف. فمثلًا، معدل نبض القلب لدى الغواصين ينخفض تلقائيا أثناء الغوص لتوفير الأوكسجين، ولكن الانخفاض لدى هاينيو المتمرّسات يكون أكبر بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص العاديين غير المدربين.
- نتائج واعدة لتحسين الرعاية الصحية القلبية
يأمل العلماء أن تسهم نتائج الدراسة في تحسين فهم وعلاج الحالات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مثل السكتات الدماغية، ومن اللافت أن جزيرة جيجو تُسجل أحد أقل معدلات الوفاة بالسكتة الدماغية في كوريا، ما يعزز فرضية أن الطفرة الجينية المكتشفة قد توفر حماية طبيعية ضد هذه الحالة.
تختم إيلاردو بالقول: "إذا تبيّن فعلا أن لهذه الطفرة دورًا في تقليل خطر الوفاة بالسكتة، فإن فهم خصائص نساء هاينيو قد يساعد في تطوير حلول طبية يستفيد منها الناس في كل أنحاء العالم."

المصدر: SciTechDaily.com