إعداد: بدور الديلمي اعللمية يمنية
مقدمة
منذ السابع من أكتوبر 2023، تقف غزة في واجهة واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية على الإطلاق. غير أن هذه الحرب لم تبقَ محصورة في الجغرافيا الفلسطينية، بل فتحت الأبواب أمام انخراط أطراف من محور المقاومة في مشهد المواجهة. أحد أبرز هذه الأطراف هي القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله، التي دخلت على خط المعركة بأسلوب فريد، أعاد رسم خارطة الاشتباك الإقليمي.
الإسناد اليمني: من صنعاء إلى المتوسط
في نوفمبر 2023، أعلنت القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله انخراطها العسكري المباشر في دعم غزة، عبر استهداف سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ومهاجمة أهداف إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة بعيدة المدى. هذا القرار جاء ضمن إعلان واضح بأن "الاعتداء على غزة لن يبقى دون ردّ"، وفق الناطق العسكري باسم القوات اليمنية.
وبحسب مصادر استخباراتية وملاحية، نفذت صنعاء عشرات العمليات البحرية والجوية خلال الشهور التالية، مما أجبر شركات الشحن الدولية على تغيير مساراتها، وأثّر بشكل مباشر على الاقتصاد الإسرائيلي.
ردود الفعل الإسرائيلية والدولية
تل أبيب، التي طالما تعاملت مع التهديدات من الجنوب اليمني كأمر نظري، وجدت نفسها مضطرة إلى اتخاذ تدابير دفاعية جديدة، تضمنت نشر بطاريات باتريوت وإغلاق بعض المنشآت الحيوية لفترات مؤقتة. أما الولايات المتحدة، فقد سارعت إلى تشكيل تحالف بحري دولي تحت ذريعة "تأمين حرية الملاحة"، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لاحتواء النفوذ اليمني المتصاعد.
الإسناد الرمزي والسياسي
بعيدًا عن الجانب العسكري، شكل الموقف اليمني دعمًا رمزيًا قويًا لغزة. ففي الوقت الذي التزمت فيه بعض الأنظمة العربية الصمت أو الحياد، جاءت الرسالة من صنعاء صريحة: "من اليمن إلى فلسطين، الدم واحد والمصير مشترك".
كما ساهم الخطاب اليمني في كسر الطوق الإعلامي على غزة، وسحب البساط من الحملات التي حاولت عزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي والإسلامي.
ماذا بعد؟
حتى لحظة إعداد هذا التحقيق، لا تزال القوات المسلحة اليمنية تنفّذ عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، وتواصل توجيه رسائل بأن معركة غزة لم تعد تخص أهلها فقط، بل باتت شأناً إقليميًا بامتياز.
خاتمة
يكشف هذا التفاعل اليمني مع العدوان على غزة، ليس فقط عن قدرات عسكرية مفاجئة، بل عن تحوّل نوعي في ميزان الردع الإقليمي. وبينما تتسابق بعض العواصم للتطبيع، اختارت صنعاء أن تكون في خط المواجهة. ومع استمرار الحرب، يبدو أن الجبهة اليمنية لن تكون هامشية، بل فاعلًا مركزيًا في المعادلة القادمة.
بقلم الاعلامية بدور الديلمي اليمن


