أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا أن دواء الميتفورمين، المستخدم على نطاق واسع في علاج مرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة تكيّس المبايض (PCOS)، يمكن أن يعزز بشكل كبير إنتاج البيض لدى الدجاج، خاصة في الأعمار المتقدمة.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Biology of Reproduction تُظهر أن الميتفورمين يعمل في أجسام الدجاج بطريقة مشابهة لتأثيره على النساء المصابات بتكيّس المبايض، من خلال تحفيز الجينات الكبدية المسؤولة عن إنتاج صفار البيض وتقليل تراكم الدهون.
- تشابه مذهل بين خصوبة الدجاج والبشر
بالرغم من الاختلاف البيولوجي الكبير، إلا أن هناك تقاطعا ملفتا بين البشر والدجاج في آلية الخصوبة، في الحالة البشرية، تُعدّ متلازمة تكيّس المبايض اضطرابا هرمونيا شائعا يصيب ما بين 4% إلى 12% من النساء، ويُعدّ السبب الرئيسي للعقم. يُستخدم الميتفورمين غالبًا خارج التوصيات الرسمية لتحسين الخصوبة لدى هؤلاء النساء عبر تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم الهرمونات.
وقد لاحظ الباحثون أن الدجاج، وتحديدا إناث "الرويلر بريدر" التي تُعد المصدر الرئيسي للدجاج اللاحم، يعانين من انخفاض الخصوبة مع التقدم في العمر بطريقة تشبه النساء المصابات بتكيّس المبايض، ما دفعهم لتجربة تأثير الميتفورمين على الطيور.
- تجربة بحثية رائدة: جرعة يومية واحدة أحدثت فرقا واضحا
في تجربة علمية أُجريت عام 2023، قام الباحثون بإعطاء مجموعة من الدجاجات جرعة صغيرة يومية من الميتفورمين لمدة 40 أسبوعًا. النتائج كانت مذهلة:
زيادة ملحوظة في عدد البيض المخصب
انخفاض في نسبة الدهون داخل الجسم
تحسّن في مستويات الهرمونات التناسلية
وقد علّق الدكتور راميش راماشاندران، أستاذ علم الأحياء التناسلي في كلية العلوم الزراعية، بأن هذه النتائج تشير إلى "تحسّن كبير في وظيفة المبيض بفضل الميتفورمين".
- الجينات الكبدية هي السر
باستخدام تقنيات تسلسل الجينات المتقدمة، قام الباحثون بتحليل الحمض النووي الريبي (RNA) لعينة من أكباد الدجاج، واكتشفوا أن الميتفورمين:
يُفعّل الجينات المسؤولة عن إنتاج بروتينات صفار البيض وتنظيم مستوى السكر في الدم
يُعطّل الجينات المرتبطة بتراكم الدهون
هذا النمط الجيني يُشبه تماما ما يفعله الميتفورمين لدى المرضى من البشر المصابين بالاضطرابات الاستقلابية.
- مستقبل واعد للزراعة المستدامة وسلامة الغذاء
تشير هذه النتائج إلى إمكانيات كبيرة في قطاع تربية الدواجن، حيث يمكن للميتفورمين أن:
يُطيل فترة الإنتاج لدى الدجاج الأكبر سنًا
يقلل الحاجة إلى تبديل القطعان بشكل متكرر
يُحسّن رفاهية الحيوان
يُعزز الكفاءة الإنتاجية
ووفقا للدكتورة إيفلين ويفر، الباحثة الرئيسية في الدراسة، فإن الميتفورمين يُستقلب بسرعة في أجسام الدجاج، مما يجعله آمنًا تمامًا من ناحية انتقاله إلى السلسلة الغذائية البشرية.
- تقاطع علمي بين الإنسان والطير
هذا الاكتشاف العلمي يُسلّط الضوء على الإمكانيات الكامنة في استخدام الأدوية البشرية، مثل الميتفورمين، لتحسين إنتاج الغذاء بطرق صحية وآمنة ومستدامة. وإذا ما تم تبنّيه على نطاق واسع، فقد يُحدث الميتفورمين نقلة نوعية في قطاع الدواجن والإنتاج الحيواني عموما.



