كتب الأستاذ حليم خاتون:
لا ينصر الله إلا من ينصره، إن الله لا يحب "القاعدين"...
"ما أٌخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة"..
"يا ما أحلى أيام الشعارات الخشبية"...
يومها، كان نواف سلام لا يزال إبن منظمة العمل الشيوعي التي انشقت عن حزب العمل الاشتراكي العربي، الجناح اللبناني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين...
لم يكن نواف بيك قد تزوج من ست الحسن التي تكره مذهبيا وعقائديا ووطنيا حزب الله...
هي الست التي أرسلها فؤاد السنيورة إلى الخارج لتمثل لبنان/ السنيورة، والتي باتت من المؤمنين بالديانة الإبراهيمية الجديدة حيث تجلس إسرائيل على عرش السماوات و"تُدندل رجليها" فوق الرؤوس...
"في ناس بتمشي لقدام، وفي ناس بترجع لوارا... وهور يا بو الهوارة..."
على الأقل كانت هذه الشعارات توحي بأن هناك من يفهم ماذا يجري في هذه الأمة اللعينة، قبل أن تلدغها ذبابة بندر بن سلطان "سيّخ الله حجره"( بالإذن من الشيخ إمام في هذا التعبير)، فلا كان هو، ولا كان سلطان، ولا ابو سلطان ولا جد سلطان...
من يتابع ما يجري في غزة، يعرف إلى أي مدى وصلت درجة الإنحطاط العربي والإسلامي...
تصرخ حماس محتجة أن ما يقدمه ويتكوف ليس سوى اقتراح بنيامين نتنياهو؛ لكن وزير السلطة السابق نبيل عمرو يرى أن على حماس القبول بهذا المقترح رأفة بأهل غزة (صار نتنياهو الأب الحنون لأهل غزة بنظر أهل السلطة)؛ فيتلقف الضيف المصري على شاشة "الغد" مع الأستاذ سامي كليب تلحين سلطة محمود عباس ليخرج بأغنية تقول إن المصري والقطري قلبهما على غزة... هما ليسا وسيطين... هما أم الصبي... أم الصبي؛ تختلفان في أمر الإخوان عامة؛ لكنهما تتفقان مع إخوان الكيان على رأس السلطة الجديدة في سوريا...
الجولاني والموساد: اجتماعات تنسيق ماراثونية (الرجل رياضي ما شاء الله): يوم في دمشق، ويوم في القدس المحتلة...
آخر ما توصل اليه الجولاني هو الصمت المطبق على احتلال الكيان الإسرائيلي كامل جنوب سوريا، بما في ذلك مدينة درعا حيث انطلقت "ثورة!" الإخوان المسلمين المظفّرة في سوريا سنة ٢٠١١...
لكن الأخ الرفيق الجولاني (رفيق شارل جبور في حزب القوات اللبنانية) يرفض ادعاءات لبنان بشدة حول ملكية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا... على الأقل هذه هي الأخبار التي أرسلتها مورغان أورثاغوس ل"بسينات" عوكر مطمئنة فؤاد السنيورة وشلة مروان حماده ونايلة معوض ومن لم يعد يتكلم عن ال ١٠٤٥٢كلم٢ في حزبي القوات اللبنانية والكتائب...
مورغان اورثاغوس لا تريد سماع حجة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعد اليوم... هذه أرض كانت سورية وسوف تصبح إسرائيلية برضا احمد الشرع والأربعين ألف إرهابي الذين تدفقوا إلى سوريا ليكون هذا البلد، الخامس بعد الصومال والسودان والعراق وليبيا التي تعهدت أميركا بتدميرها كرمى لعيون إسرائيل وفق الوصف الحرفي لوزير خارجية فرنسا الأسبقDUMAS...
طلبت أورثاغوس من إسرائيل قصف البقاع والجنوب بقوة يوم أمس الخميس بمناسبة عيد الصعود لمنع السيد المسيح من الصعود إلى السماء من بوابة الجرح اللبناني...
هي في طريقها إلى لبنان...
يجب تأديب من لم يتأدب في لبنان ويقف احتراما لصاحبة السعادة مبعوثة العم سام في الظاهر، ومندوبة الكيان الصهيوني في واقع الأمر...
مبروك لمن قبل بهوكشتاين أمس...
اليوم جاءت أورثاغوس متهودة أميركية ثانية تؤمن بأن الله قد خلق الاسرائيليين من البشر، وجعل بقية العالم حيوانات على شكل بشر حتى يرتاح بن غفير وسموتريتش...
لكن... المضحك المبكي أكثر من كل ما سبق، هو الحديث عن اتفاق حتمي أميركي إيراني...
إتفاق أميركي إيراني على أي أساس؟
"عشم ابليس بالجنه"، يقول المثل...
بعد ٦٠٠ يوم من أكل (الخرا)، هناك من لا يزال غير متأكد من طعم ما يأكل...
صحيح أن فحيح أفاعي النظام الرسمي العربي/ الإسلامي وعملائهم في لبنان والعالم يتحدث بخبث عن بيع إيران لمحور المقاومة مقابل تحقيق مصالح الجمهورية الإسلامية...
صحيح ان هذا الإدعاء فارغ ولا معنى له لأن إيران لم تبع، ولم تقبض اصلا أي ثمن حتى الآن كما يظهر للجميع...
لكن الغباء الإيراني الذي أدى إلى كسر حلفائها بسبب تحليلات غبية حول وجوب تجنب الحرب الكبرى هو ما سوف يؤدي إلى اتفاق، (إذا وصلنا إلى اتفاق)، تتنازل بموجبه إيران عن الكثير من سيادتها كما تشي الأمور، وكما هو ظاهر حتى الآن...
حتى النمسا التي لا تساوي شيئا في الميزان الأوروبي تتهم إيران بتصنيع قنبلة نووية...
تحتج إيران على هذا الكذب الذي لطالما تمنينا أن لا يكون كذبا... لكنها لا تقطع العلاقات مع فيينا، وتضع فيتو على حيادية هذا البلد...
لكن كل هذا "كوم " والرهان على خلافات اميركية إسرائيلية "كوم" ثاني...
جعلت هذه "الخلافات" بعض أبواق محور المقاومة يتحدثون عن تخلي أميركا عن إسرائيل وهم يشيرون إلى وقف الحرب الأميركية على اليمن...
يا حبيبي أوقف الاميركيون الحرب على اليمن ليس تخليا عن إسرائيل؛ بل لأنهم فشلوا ويفشلون في اليمن...
هم فشلوا، وكذلك إسرائيل، تماما كما فشلت السعودية والإمارات قبلهما؛ لذلك قرروا التعايش مع الوضع اليمني وتحمل الخسائر الناجمة عنه والتي تدفعها في النهاية تريليونات الخليج المنهوبة...
خرج بوق من أبواق المحور يتحدث عن خسارة مطار بن غوريون ٢٨ مليون دولار خلال بضعة أشهر...
هناك خسارة معنوية لأميركا وإسرائيل صحيح، وحتى الآن لم يتوصل الأميركيون والغرب والكيان إلى حل...
لكن الخسارة المادية أقل بكثير مما خسرته أميركا خلال حربها ضد اليمن...
ما هي ال ٢٨ مليون دولار مقابل أكثر من مليار دولار كلفة الهجوم المستمر على اليمن...
ثم ان الخسائر المادية غير مهمة فمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد هما من سوف يدفع، وكذلك أمير قطر صاحب المليارات التي أسقطت النظام السوري تنفيذا للخطة الأميركية في تدمير سبع دول في الشرق الأوسط كمل صرح أحد جنرالات أميركا استنادا على كلمة جيفري ساكس أثناء منتدى اسطنبول...
ستمائة يوم من الإبادة بكل المقاييس؛ حرب عسكرية تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة بما في ذلك السلاح البيولوجي؛ تجويع؛ تدمير كل أنواع الحياة البشرية؛ مدارس، مستشفيات، جامعات، أفران، مخازن... حتى مراكز تابعة للأمم المتحدة؛ كل ذلك وملياري مسلم بينهم على الأقل مليار ونصف المليار سُنّي إما "سُكات"، وإما متوحشون مشغولون بقتل ونهب وسبي الأقليات دون أن يجرؤ أي واحد فيهم على خدش إسرائيلي واحد...
تصوروا فقط لو أن المقاطعة التي تطالب بها الBDS طبقها نصف هؤلاء الملياري مسلم عقابا على حرب الإبادة...
تخلى النظام الغربي عن نظام الابارتايد في جنوب أفريقيا بعد أن وقف النظام الرسمي الأفريقي وقفة رجل واحد وطبق العقوبات على من يتعامل مع نظام الفصل العنصري هناك... فسقط دوكليرك وخرج "الإرهابي!!!" نيلسون مانديلا يرفع شارة النصر ويصبح أول رئيس لجمهورية جنوب أفريقيا الديمقراطية الحرة...
بينما لا يعبأ مليار ونصف المليار سُنّي بما يحصل لأهل فلسطين السُنّة بأغلبهم...
ولا يعبأ تنظيم الإخوان المسلمين العالمي بما يحصل للإخوان المسلمين في فلسطين..
أما نحن، فقد دخلنا الحرب خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الوراء ثم رحنا نبكي استشهاد القادة وعلى رأسهم السيد نصرالله...
معكم كل الحق في الخوف من أميركا الشيطان الأكبر الذي تحاوره إيران بعد خسارة سببها أنكم دخلتم الحرب وأنتم تعلنون ليل نهار أنكم لا ترغبون بها إلى درجة أن نتنياهو ذهب إلى أبعد ما يكون الإذلال في حق شعوبنا، وأنتم كما أنتم؛ ظللتم على نفس موقف من تحرقه النيران من كل صوب وهو يحاول إخمادها بالتبول عليها...
معكم كل الحق في الخوف من التزام الغرب الكامل بإسرائيل...
معكم كل الحق في الخوف من السلفيين ومن الإخوان المسلمين الكذابين...
معكم كل الحق في الخوف من طعن العملاء في الظهر...
معكم كل الحق في الاشمئزاز من النظام الرسمي العربي/ الإسلامي...
لكن الحل ليس بالسكوت...
الحل ليس بالذهاب إلى البيت...
كل ما نريده من المقاومة هو أن تكون تعلمت الدرس بعد المصائب التي حلت علينا بفضل الغباء الاستراتيجي الذي اسميتموه صبرا استراتيجيا...
لكن... فجأة يخرج بيان من حزب الله يستنكر "تخوين نواف سلام" في المدينة الرياضية...
عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وعاد حزب الله إلى الترقيع كما فعل بعد السابع من أيار، وبعد نصر تموز...
يا أخي الناس لم تخوّن نواف من فراغ...
"إذا واحد بيخون بلده، ويمنع المساعدات أن تأتي من إيران والعراق ويمنع إعادة الإعمار، ويخرج كل يوم هو وشلته من "كلنا إرادة" ممن هم مباعين للأميركيين يريدون النيل من أهل الجنوب والبقاع والضاحية، ويخرج وزير خارحيته من عَاهري السفارة اللبنانية في باريس الذين كانوا يشبحون على من كن يردن فيزا لزيارة لبنان؛ يخرج هذا الوزير المسخ ليقول عن الحق إنه باطل...
وفي الأخير، يخرج علينا حزب الله ليطلب منا أن لا نتهم هؤلاء بالعمالة...
بالله عليكم بماذا نتهمهم بعد كل هذا؟...
في إحدى مجالس العزاء الحسينية، استرسل أحد قراء هذا العزاء من يزيد ووصل إلى معاوية وأبي سفيان فقام أحدهم بالطلب اليه مراعاة وجود ضيوف من مذاهب أخرى...
ما كان من القارئ الا ان أجاب:
"شو بدك قول يعني؟...
بقول إنه الحسين مات بتماس كهربائي...
تعلموا من كل ما حصل...
إعادة ترميم القدرات شيء عظيم...
لكن معرفة عدوك ومن يقف وراء عدوك شيء أعظم بكثير...
نعم، نواف سلام والسلطة الحاكمة في لبنان اليوم، هي سلطة عميلة للأميركيين...
وبين أميركا وإسرائيل لا يوجد الا فرق واحد...
لكننا حتى اليوم، لم نستطع معرفة من منهم أكثر خنزرة من الآخر...


