صفعة بريجيت، وفحولة أولاد العرب
مقالات
صفعة بريجيت، وفحولة أولاد العرب
حليم خاتون
3 حزيران 2025 , 11:33 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

يقال إن ما أخذته إيفانكا ترامب فاق بكثير ما أخذه زوجها اليهودي الصهيوني جاريد كوشنير في زيارتهما منذ ثماني سنوات إلى الخليج في فترة ترامب الأولى...

العرب بشكل عام مشهورون جدا بمعاملة النساء معاملة جيدة، هكذا يحب العرب ترداد إحدى "خصائلهم!"...

يدّعي العرب إن التكفيريين حين جاؤوا من بلاد العجم، هم من خرّب هذه السمعة رغم أن ابن تيمية خرج من بين وحوش العرب وإن شيوخ الوهابية خرجوا من الجزيرة العربية وبزوا أشباه البشر من عالم القرون الوسطى جهلا ونفاقا ووحشية...

إلى أي مدى يمكن الوثوق بالشهامة العربية تجاه النساء، بحث قد يطول...

لكن تاريخ العرب منذ الجاهلية قام على الغزوات والنهب وسبي النساء ولم تتوقف هذه الرذيلة مع مجيء الإسلام حتى يقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قام بعزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيوش الإسلامية في بلاد الشام فور جلوسه على (عرش) الخلافة بسبب تهمة هذا الأخير بقتل، أو التسبب بقتل مسلم فقط لأنه كان يشتهي زوجته وهذا ما اعتبره الخليفة عمر من كبائر الزنا في أعراف العرب...

قد يعتقد المرء أن الرذائل تقتصر على الحكام وأولياء الأمور بسبب "حريم السلطان" إلى درجة أن الخليفة العباسي الذي لم يحارب التتار دفاعا عن بغداد كان لديه يوم سقوط الخلافة أكثر من سبعمائة جارية يلهو معهن عن شؤون الناس والدين والدولة رغم ان الفياجرا لم تكن معروفة في تلك الأزمان...

الأفارقة والعرب مسرورون جدا بسمعتهم الجنسية إلى درجة أن الموساد اذا أراد تجنيد جاسوس أو اغتيال شخص ما يكتفي بإرسال أنثى...

حتى في أميركا والغرب، قام الموساد بتنظيم مافيا قاصرات للإيقاع بمن يرى من الرجال أهلية لتولي مناصب عالية في الميادين التي تهم دولة الكيان؛ هذا ما كشفته محاكمات إبستين واستشراس المحامي اليهودي الصهيوني دارفوفيتش في الدفاع عنه قبل أن يُقتل بطريقة غامضة في السجن حين بدأ الاعتراف وتسمية شركائه ومن ورائهم ليتبين ان معظمهم من اليهود الصهاينة بما في ذلك بعض الحاخامات...

في الشرق يكفي التحقق من هوية زوجات بعض أهم المسؤولين السوفيات حتى في زمن ستالين وما رُوِيَ عن مؤامرة الأطباء...

لم يسلم من مكائد زرع النساء حتى أهل الفن والثقافة والعلماء كما كبير علماء الذرة المنشق زاخاروف...

كل القصص التي يرويها الإعلامي رضوان مرتضى عن الجواسيس الذين وقعوا في فخ العمالة من بيئة المقاومة تّظهر هذه الحقيقة: النساء والغرائز الجنسية...

أحيانا كثيرة أشكر الله اني شخصيا نجوت من أكثر من فخ نسائي أثناء سنوات الدراسة في موسكو...

مرت شهور قبل أن أنتبه أن معظم النساء الذين أحاطوا بدورتنا كانوا من بنات اليهود...

لم يكن من السهل معرفة هؤلاء فعلا في البداية...

الأسماء كلها كانت روسية: كاتيا، لينا، ليزا، إيلا، لودا... الخ...

لكن سرعان ما بدأنا نميز بفضل الإسم العائلي: فيشرمان، باومان، زينغر، فينوغرادوفنا، كوخ...الخ

لم تخجل الوزيرة السابقة في حكومة الكيان تسيبي ليفني من الاعتراف بأنها نامت في فراش أكثر من مسؤول عربي وحتى فلسطيني حين كانت في الموساد وإنها حصلت على مباركة حاخامية خاصة لهذا (الواجب الوطني!)؛ هذا عندهم... أ

ما عندنا فنظرية جهاد النكاح تلخص كل شيء...

منذ حوالي اليومين، خرج فيديو يصور الرئيس الفرنسي ماكرون يتلقى ما يشبه دفعة او صفعة...

احتار المعلقون إلى أن اعترف الرئيس بهذا الأمر...

هاج الإعلام العربي وماج حتى غطت المسألة على الإبادة في غزة...

تم تناقل هذا الخبر في التواصل الاجتماعي بوتيرة أعلى حتى من الحرب الروسية الأوكرانية...

بالتأكيد لن تجرؤ أية سيدة عربية على أي عمل مشابه مع أي مسؤول عربي...

في هذه المسألة لا يتهاون أي مسؤول عربي...

العار كل العار في النيل من الفحولة؛ أما الرجولة في ميادين القتال؛ هذا شيء آخر...

"كل شيء إلا هذا"...

منذ بعض الوقت وصل فيديو يصور اقتحام جنود من اليونيفيل حقلا (ملكية خاصة) في جنوب لبنان تفتيشا عن أسلحة او أنفاق او أي شيء يمكن اعتباره تهديدا لأمن إسرائيل...

ضمن هذه القوة تواجد جنود يتكلمون العربية بلهجة سورية...

اليوم تفاجأ أهل غزة بجنود يتكلمون بلهجة خليجية يرافقون ويقومون بحراسة الشركات الأميركية الخاصة التي توزع بعض فتات الإعاشة على بعض أهل القطاع رغم رفض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذا الأمر، واعتبار ما يحصل أمر غير شرعي واتهام هذه الشركات من قبل المنظمات الحقوقية الدولية بإجراء نوع من مسح من تبقى من الفلسطينيين على قيد الحياة وسحب وتكوين داتا جديدة تمهيدا لمجازر جديدة سوف ترتكب...

خرجت صحيفة يديعوت احرونوت تخبرنا بأن هؤلاء جنود من السعودية!!!...

لم يجرؤ حاكم عربي على خرق حصار مفروض على غزة منذ أكثر من ١٧ سنة...

ساهم الكثيرون من حكام العرب في هذا الحصار وسط صمت شعوبهم النائمة في أحضان التفاهة والترفيه...

لم يتجرأ أي شعب عربي ليس على خرق هذا الحصار فحسب، بل حتى عن التنديد بالسكوت عن الإبادة...

فحول العرب الذين تناولوا صفعة بريجيت لماكرون بالسخرية، لم يستطيعوا هم أن يُظهروا هذه الفحولة في ميدان الإنسانية والدفاع عن المظلوم...

أشباه الرجال من العرب لا تظهر رجولتهم الا مع النساء أما مع الأعداء فالحرام يصبح حلالا...

تنحني قامات، تُغتصب حقوق، تختفي كرامات...

أما الشرف عند العرب،

فلم يعد يُراق على جوانبه الدم...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري