المشروع النهضوي: مشروع تغيير النهج والبنية, المشروع الحداثي, مشروع اصلاح وتطوير ما هو قائم
مقالات
المشروع النهضوي: مشروع تغيير النهج والبنية, المشروع الحداثي, مشروع اصلاح وتطوير ما هو قائم
جورج حدادين
3 حزيران 2025 , 19:51 م


المبادرة الوطنية الأردنية

جورج حدادين

من المهم توضيح الفرق بين المشروع النهضوي ومشروع التحديث، النهضة والحداثة،

المعنى الكلاسيكي للنهضة: التمكّين والتعافي ، الحصول على القوة وتوظيفها، تجدد الحياة، الارتفاع بعد انحطاط، بناء تشكيلة اقتصادية اجتماعية متقدمة ومتطورة.

مشروع يهدف الى تغيير جذري للبنى التحتية والفوقية، بناء قوى الإنتاج الوطني، بناء الاقتصاد الوطني المنتج، بناء مجتمع الانتاج، تعميم ثقافة القيم الإنسانية النبيلة،

تغير واقع قائم بائس، وبناء واقع جديد متقدم أرقى في السلم الحضاري، يعتمد عناصر بناء القوة: الاجتماعية الاقتصادية الثقافية السياسية والروحية.

لا يحصل النهوض إلا في حال تفجير حشد طاقات المجتمع الكامنة، وتوظيفها في سيرورة التغيير، حشد منظم ضمن أطر تجمع شرائح المجتمع وتمثل مصالحها الحقيقية:

النقابات العمالية والمهنية، اتحادات الفلاحين والمزراعين، مربي الحيوانات، النساء والشباب والطلاب، المنتديات الثقافية، والجمعيات التعاونية والاجتماعية والأحزاب السياسية.

وغرف الصناعة والتجارة وكافة الجمعيات الأهلية،

النخب المنتمية والكفاءات والخبرات الوطنية وقوى الإنتاج الوطني.

المشروع النهضوي، يستند الى صياغة خطط تنمية وطنية متمحورة حول الذات الوطنية ، اي بناء قوى الانتاج الوطني.

الحداثة: تحديث ما هو قديم، هو مصطلح يخص البنى الفوقية: الثقافية والفكرية والقانونية والفنية والفلسفية، الحداثة مصطلح يطلق على مرحلة ما بعد انتصار الثورة الديمقرايطة البرجوازية في الغرب، الإنتقال من مرحلة الاقطاع الى مرحلة الرأسمالية، وتتميز بالتحول من التقاليد والأفكار القديمة الى أساليب وأفكار حديثة، علماً بأن محاولة البعض تطبيق الحداثة على دول تابعة، التي تعرف بكونها سلطة ما قبل الدولة الحديثة، بأت بالفشل.

تعرّف الدولة الحديثة بأنها الدولة التي حققت الشرطين التالين:

• دمج المجاميع لتشكيل مجتمع مندمج موحد، تم الفرز الاجتماعي بداخله بناء على الموقع في العمل، الى طبقات وشرائح، وليس بنا على علاقات الدم والقربى والدين والمذهب البدائية.

• بناء اقتصاد وطني منتج ، بناء قوى الإنتاج الوطني، حيث يتم استثمار الثروات الطبيعية والعناصر النادرة المختزنة تحت سطح أرضه، لتحويلها الى خيرات تعم المجتمع والدولة.

بناء الاقتصاد المنتج يعتمد جناحين رئسين:

التراكم المعرفي بشقيه التقني والإداري، والتراكم الرأسمالي الوطني، على العكس من فكرة قوى التبعية جلب استثمارات خارجية، يكون همها الرئيس تحقيق الربح السريع على حساب الاقتصاد الوطني، وعلى حساب جيوب البشر، حيث تدخل في مضاربات داخلية ومشاريع خدمية مربحة، مشروع العبدلي،

خسارة الأردنين المضاربين في البورصات فقط عام 2023 تراوحت بين 2- 4 مليار دينار، وبلغ حجم أموال أردنية وطنية مهربة للخارج 20 – 30 مليار دينار، لو ىتم استثمار هذه الأموال في مشاريع انتاج وطني لحققت النهضة المنشودة.

" كلكم للوطن والوطن لكم "

المصدر: موقع إضاءات الإخباري