كشفت دراسة طبية حديثة عن نتائج واعدة لعلاج تجريبي جديد قد يُحدث نقلة نوعية في التعامل مع حالات سرطان الجلد المتقدم، عبر مضاعفة فعالية العلاج وإطالة مدة بقاء المرضى دون تدهور في حالتهم الصحية.
وقد أجرى هذه الدراسة فريق بحثي أمريكي بقيادة الدكتور دان زاندربرج من مركز "UPMC هيلمان" للسرطان، حيث أظهرت النتائج أن دمج دواءين هما "أفيليماب" و"سيتوكسيماب" أدى إلى تحسين كبير في استجابة المرضى مقارنة باستخدام العلاج المناعي وحده.
- آلية علاجية مزدوجة: تنشيط المناعة واستهداف الخلايا السرطانية
يعتمد النهج العلاجي الجديد على توظيف آليتين متكاملتين:
"أفيليماب": يعمل على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية.
"سيتوكسيماب": يستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر، مما يعزز من قوة الاستجابة.
هذا التآزر بين الآليتين خلق تأثيرا مزدوجا فعالا، إذ أظهرت الدراسة أن المرضى الذين تلقوا هذا العلاج المركب كانت استجابتهم أفضل بمعدل أربع مرات مقارنة بمن تلقوا العلاج المناعي بمفرده.
- ما هو سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي المتقدم؟
يُعد سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي المتقدم مرحلة متقدمة وخطيرة من سرطان الجلد، حيث يمكن أن ينتشر الورم بعمق داخل الجلد أو ينتقل إلى أعضاء أخرى.
أبرز الأعراض تشمل:
تقرحات جلدية لا تلتئم.
كتل صلبة أو بارزة ذات سطح خشن.
ألم أو نزيف في المناطق المصابة.
تضخم في العقد اللمفاوية.
فقدان وزن غير مبرر وإرهاق عام.
يُعد هذا النوع من السرطان أكثر عدوانية من سرطان الخلايا القاعدية، خاصة إذا بلغ مرحلة الانتشار، مما يتطلب تدخلا علاجيا مكثفا.
- نتائج سريرية مشجعة: ارتفاع متوسط البقاء دون تدهور من 3 إلى 11 شهرا
شملت الدراسة 57 مريضا يعانون من مراحل متقدمة من سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي، وأظهرت أن متوسط فترة بقاء المرضى دون تدهور ارتفع من 3 أشهر إلى 11 شهرا باستخدام المزيج العلاجي الجديد.
وقد نُشرت النتائج في مجلة Journal of Clinical Oncology، كما تم عرضها خلال اجتماع الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، مما يعكس أهمية هذه النتائج في المجتمع الطبي والعلمي.
- قيود وتوصيات: هل العلاج الجديد جاهز للاعتماد؟
رغم النتائج المشجعة، أكد الباحثون أن هذا المزيج العلاجي لا يزال في طور الدراسة، ولا يُعد علاجًا قياسيًا حتى الآن. ولاحظ الفريق البحثي أن هناك أدوية أخرى مثل "بيمبروليزوماب" و"سيميبليماب" قد أظهرت فعالية أعلى في بعض الدراسات السابقة.
ومع ذلك، تمثل هذه الدراسة أول مقارنة منظمة بين هذا المزيج العلاجي والعلاجات المنفردة، مما قد يُمهّد الطريق نحو تطوير بروتوكولات علاجية أكثر كفاءة في المستقبل.
- آفاق مستقبلية: نحو تحسين خيارات العلاج لمرضى سرطان الجلد
تشير نتائج الدراسة إلى أن إضافة "سيتوكسيماب" بعد فشل العلاج المناعي قد يكون خيارًا أفضل من اللجوء المباشر إلى العلاج الكيميائي، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة أكثر فعالية وأقل سمّية للمرضى.
ويؤكد الدكتور زاندربرج على أهمية الاستمرار في التجارب السريرية لتوسيع نطاق فهمنا لهذا النوع العدواني من السرطانات، وتطوير خيارات علاجية محسّنة تراعي فعالية العلاج وجودة حياة المرضى.


