صواريخ الجولان؛ المقاومة باقية وتتمدد, الزمن يصحح مساراته
مقالات
صواريخ الجولان؛ المقاومة باقية وتتمدد, الزمن يصحح مساراته
ميخائيل عوض
4 حزيران 2025 , 15:22 م


٤/٦/٢٠٢٥

كتب الدكتور ميخائيل عوض:

1

لم نخطأ التقدير ولم نتردد ولا همنَّا القدح والذم الذي تعرضنا له من صغار العقل وضعاف النفوس المتعبدون لواقع زائل، والمنبهرون بعضلات نتنياهو الفارغة.

منذ بدأت حرب الإسناد قلنا الزحف والعبور من الجولان اولاً، والضفة بوابة تحرير فلسطين.

قرأنا بتركيز جبهة الجنوب على قصف وتدمير مقرات القيادة والسيطرة في جبل دوف وطبريا وإسقاط المناطيد فعلاً بأبعاد استراتيجية تفيد بأن المقاومة تحضر المسرح لعمل هجومي.

خذلتنا المقاومة وبنيتها الهشة والاختراقات وتفريطها بسيد الأمة وشهيدها السيد حسن نصرالله.

وأكدنا أنَّ زمن التحرير أزف ولم ترمش لنا عين عندما انهار النظام السوري،والسبب الأهم لانهياره أنه تخلَّف عن فتح جبهة الجولان ليس للإسناد بل للتحرير. فقد أزف موعده والحرب الجارية حربه.

٢

فلسطين قضية سورية شامية أولاً وكان الأسد الأب يكرر قوله؛ الجولان وسط سورية وفلسطين جنوبها، ولن يقبل تنازلات ولا تخلي أو تفريط.

وبالقدر الذي تشكل الشام روح العروبة وقبضتها، هي كذلك قضية عربية ومن ثم إسلامية وإنسانية عالمية، وقضية سنية بحسب التصنيفات الطائفية. وبإعلان "حماس مشعل" إخوانيتها كان يجب أن تكون أيضا إخوانية وسلفية، غير أنَّ "حماس مشعل" والإخوان طعنت سورية بظهرها عندما ناصرت وقاتلت وسلَّحت فصائل الإرهاب، واحتفت بالجولاني وهيئته وهنأه مشعل.

حسمنا أن فلسطين حق قومي لا تقبل القسمة أو التسويات، والحرب الجارية حرب تحريرها، وأكدنا أن الزمن يصحح مساراته.

فـ "ما حك جلدك ابداً مثل ظفرك فقم أنت بجميع أمرك"

٣

صواريخ الجولان كما هي رمية من رميات الله المحكمات، هي كذلك نذير وإشارة ووعد.

هما صاروخا كاتيوشا متقادمان لكن أثرهما ودلالاتهما هامة ومؤسسة ومؤشر صاعق عما سيكون.

هم صفعة بل بصقه في وجه أبو محمد الجولاني المنتحل اسم أحمد الشرع.

عندما انخرط وقاد مجموعات الإرهاب، وقطع الأعناق بالسكين وبقر البطون، وأكل الأكباد الحية اعتمد اسمه الجولاني بفطنه وللدلالة على أهمية الجولان، وتشهيراً بالنظام السابق الذي لم يحررها لكنه لم يتخلى عنها.

الجولاني عندما سُلِّم قصر الشعب في دمشق غيَّر اسمه إلى أحمد الشرع أيضاً، في محاولة للتخفي والاحتماء بعائلة سورية حورانية ومن درعا وعلى تخوم الجولان اشتهرت بوطنيتها وعروبتها، وكانت قد ثارت ضد الفرنسيين وقاتلت ببسالة لسنوات وسميت ثورتها بثورة آل الشرع.

آل الشرع لم يتبنوا أحمد ولا ناصروه ولا فاخروا به وبمكانته.

الجولان بصواريخه تبرأ منه.

بل جاءت الصواريخ لتضيء على خيانته الفاجرة.

أعلن استعداده للتنازل عن سيادة سوريا، سلَّم الجولان وجبل الشيخ وثلاث محافظات لنتنياهو، ويعمل أجيراً طائعاً عنده، ويلبي كل شروطه. ومازال نتنياهو يتعامل معه باحتقار واستصغار، ويخرج وزير دفاعه ويهدده شخصياً، بعد أن سبق و تطاولت الطائرات الاسرائيلية وقصفت القصر.

٤

الجولاني وعند إعداده على يد المخابرات البريطانية والسفير الأمريكي السابق في سورية، التزم وتعهد بإهداء سورية لنتنياهو وإردوغان بقايا أدوات لوبي العولمة. وبالاستجابة لكل مطالبهم ولتأمين إسرائيل؛ فحلَّ الدولة والجيش، وأرشد نتنياهو لمخازن وأنفاق ومعامل السلاح، ووحدات السلاح النوعي من الصواريخ والدفاع الجوي، وأهداه أرشيف الجاسوس "كوهين" وجثة الجندي الإسرائيلي "تسفيكا فيلدمان"، ووقف يفرك يديه باسماً على تدمير مقدرات سورية وبنيتها التحتية الأمنية والعسكرية والإنتاجية، بل وصرح علناً وجهاراً أنه عازم ويدعو نتنياهو لتحالف استراتيجي بذريعة وجود عدو مشترك.

من هو العدو المشترك؟! الشام وطبيعتها وقيمتها وثقافتها المشهود لها منذ بدء الدهور مقاومة لا تقبل اغتصاب وظلم ولا ترفع راية بيضاء. ومن الشام وفي عهد الأسد والبعث نشأت المقاومة، وأسندت ودربت وأعدت وسلحت واحتضنت، بما فيها حماس التي آواها نظام الأسد عندما تخلى عنها الجميع بما فيهم إردوغان وقطر وطردوهم شر طردٍ.

الشام تصبر وعندما تتمكن وتنهض تكنس النفايات وتطيح بالخونة والمتسلقين، لا تهاب، متمكنة من تاريخها، وساعية إلى دورها الريادي لصناعة واقع العرب ومستقبلهم.

الشام تفردَّت بأن قدمت في قرن ثلاث وزراء دفاع شهداء سعداء ولم تسجل على نفسها خيانة أو تسليم، ويوسف العظمة وواقعة ميسلون شاهد ناطق. وقول حق؛ "الشام تستشهد ولا تستسلم أو تخون".

٥

صواريخ الجولان والإعلان عن "كتائب محمد الضيف" ومن الشام ودرعا حصنها المقاتل ليست ولن تكون حدثاً عابراً أو زلةً أو صدفة أو من فعل شراذم وبقايا وفلول، ولا هي فعلة جماعة ممولة من إيران وحزب الله برغم ان هذا ليس عيباً أو تهمة.

هي سورية شامية وحورانية ومن درعا.

ومن أطلقها سوري وشامي وعربي ومسلم وسني قح، ولن نستغرب إذا اكتشف أن رماتها من آل الشرع!

أهميتها لا في عددها ولا في فعاليتها ومدى ما ألحقت بإسرائيل من خسائر، إنما في الزمان والمكان والرجال والبيئة الاستراتيجية وميزان القوى الكلي للحرب الوجودية والمصيرية الجارية، والتي تفتدي فيها غزة من أبنائها العطاش والجوعى الأمة والدين والإنسانية قاطبة وتغير فيهم ومن أجلهم جميعاً.

صواريخ الجولان هي رمية من الله، وشرارة في غابة اشتد يباسها، وفي زمن وفصل الحرائق.

الحروب الكبرى والتطورات التي غيرت في الحياة الإنسانية كانت بسبب أحداث لو وقعت في أزمنة وأمكنة مختلفة لما تسببت بها.

٦

إيران وكتلتها الشيعية حملت الراية وأحيت القضية وقاتلت ببسالة وتضحيات عظيمة وكرَّست خيار المقاومة وحده يستعيد الحقوق ويجدي في استعادة الحق القومي، وأبلَّت كثيراً ووفرت كل شروط تحرير فلسطين، وإنكفاء أمريكا وعالمها الانجلو ساكسوني، وكشفت زيف وخيانة الجماعات الإسلامية الأمريكية الإسرائيلية، والإردوغانية والجولاني مثالٌ حي ساطع، وأمنَّت غزة ورجالها الأساطير بالخبرة والمال والسلاح، ومازال اليمن يقاتل ويحقق المعجزات، وقد تعود المقاومة العراقية إلى مسرح الاشتباك كما أفاد بيان حزب الله العراقي أمس وهدد الوجود الامريكي بإنذار أخير، ولم يعلن حزب الله تخليه عن السلاح ولا تخلى عن شعار "يا قدس إنا قادمون".

لا عيب أن تتقدم حوران وتعود الشام وتغدو الجولان مسرحاً محورياً في حرب تحرير فلسطين، وبوابة الزحف لتحرير القدس مع الضفة.

هكذا هو منطق التاريخ وحاجات الأزمنة والجغرافية ورميات الله المحكمات، فغزة بوابة الشرق والعروبة، والشام ومعاركها منذ بدء التاريخ دالة وفاصلة وتقرر مسارات وتواريخ مستقبل جديد.

هنيئاً للشام ولدرعا ولسورية ولفلسطين عودتهم إلى التاريخ والجغرافية يقاتلون لاستعادة الجولان وسط سورية وفلسطين جنوبها.

فوعد الله حق وقريب.

عناوين التواصل:

1- telegram https://t.me/+i66XTHZEAhs4ZTBk

https://t.me/+mG8Y-Nfk4NU2NzI0

2- Instagram https://www.instagram.com/amikhael517/profilecard/?igsh=dzB5enoyOWhkYmdl

3- Whats App https://whatsapp.com/channel/0029VbAIMnI9MF99CqCYX52Q

4- TikTok https://www.tiktok.com/@mikhael.awad6?_t=ZN-8wHyrIzPA7q&_r=1

5- youtube https://youtube.com/@mikhaelawad-i2k?si=ppU1vMmj_qDu-GZr

https://youtube.com/@daniaalmeleiji8474?si=zjHlYx9wwMhWKIxJ

6- (substack) https://substack.com/@mikhaelawad?utm_source=notes-invite-friends-item&r=5fnw4e

7- (facebook) https://www.facebook.com/share/19NFLPCsCL/

(X )

8- https://x.com/MikhaelAwad?t=QkWHFaGdvK1wEAExxPXHeg&s=03

المصدر: موقع إضاءات الإخباري