كتب الأستاذ حليم خاتون:
نعم، يجب قطع كل يد تمتد على سلاح المقاومة حتى لو كانت من المقاومة نفسها...
اليد التي سلمت ألفي صاروخ كورنيت يجب أن تخرج وتقول لنا لماذا فعلت ذلك...
الذي وافق على وقف النار يجب أن يقول لنا رأيه في آخر كلمات السيد الشهيد:
نحن قوم لا نُهزم...
نحن ننتصر حين ننتصر...
وننتصر حين نُستشهد...
هل يعرف أحد ما معنى هذا القول العظيم؟
الأفضل ألف مرة الاستشهاد، ولا مرة واحدة تسليم سلاح ومواقع...
حتى الوقوع في الأسر، له حالات قليلة جدا قد تبرره؛ مثل فقدان القدرة على رمي آخر طلقة، أو تفجير آخر قنبلة بكل ما يحيط قبل السماح للعدو الاقتراب...
هل تذكرون السيد وهو يردد كلمات عاشوراء:
لو أنا أُحرقت، ثم بُعثت حيا، ثم أُحرقت، ثم بُعثت حيا...
والله،
لو فُعِل بي ذلك ألف مرة...
ما تركتك يا حسين...
اعرف كل التبريرات...
اعرف كل التحليلات...
أعرف ما تقولونه عن مؤامرات عملاء الداخل...
اعرف ان سمير جعجع وطوني ابو نجم وشارل جبور وكل حزب القوات كانوا يَسِنّون السكاكين لذبحنا...
أعرف أن جولاني سوريا، وكلاب إبن تيمية، ووحوش محمد عبد الوهاب كانوا يعدّون العدّة لغزونا وحرق بيوتنا وسبي نسائنا كما فعلوا في سوريا والعراق...
أعرف أن تركيا مشاركة مع الناتو في التآمر علينا...
أعرف أن ميزانية قطر والخليج في خدمة بني صهيون وأنهم شياطين في ثياب ملائكة مسروقة...
أعرف أن أكثر من ثلاثة ارباع السُنّة في هذا العالم الجاحد مستعدون لمشاركة الصهاينة في ذبحنا ليس باسم الدين، ولا باسم العقيدة، فقط باسم الجهل الذي ورثوه عن أبي سفيان ومعاوية ويزيد وقبلها عن أبي لهب وامرأته حمّالة الحطب...
أعرف أن أتباع هند الحاقدة الجاحدة الكافرة الزنديقة يوم أكلت كبد حمزة، جعلت من هذا تقليدا في أكل قلوب جنود وضباط المخلصين في الجيش العربي السوري قبل أن يبيعهم مدير مكتب بشار الأسد طلال مخلوف، والجنرال علي سليمان في مثلث سعسع بأكياس من ذهب قطر...
هل سمعتموني أشتكي؟
هل اشتكى حفيدي من تحت الأنقاض في الضاحية او الجنوب أو البقاع؟
هل أفلتت خالتي يديها عن جذع زيتونة في الضفة ليقتلعها المستوطنون؟
هل مرر شهداء الحافة منذ حرب فلسطين الأولى سنة ٤٨ إلى يومنا هذا رسالة تقول اننا تعبنا ونريد الاستسلام؟
بالله عليكم،
كيف استطعتم خيانة دماء السيد الشهيد حتى قبل أن يتم دفنه؟
هل نسيتم شعارنا الذي نحمله منذ ألف وأربعمائة سنة من أن
الموت عندنا عادة،
وكرامتنا من الله الشهادة...
؟؟؟
هل أصاب هذه اليد الإحباط بعد استشهاد السيد نصرالله؟
هل أنتم اليوم نادمون بعد أن طلعت طبخة البحص الأميركية في الشرق الأوسط "فالصو"؟...
لم يهدأ الشرق الأوسط...
لن يهدأ الشرق الأوسط...
كأن طبخة الشرق الأوسط الجديد ليست على النار فحسب؛ بل أن معايير مكوناتها لا تزال تتعرض للتغيير...
ما أن يتم زيادة مكون، حتى يتغير لون وطعم الطبخة فيسارع الطباخون إلى زيادة مكون ثاني، ثم ثالث، ثم رابع وهكذا دواليك...
الطباخون كثر؛ قام الطباخ الأميركي في لحظة ما بطرد بقية الطباخين...
أعلن أن وصفته هي التي سوف تمشي...
الجنرال الأميركي الذي يترأس لجنة من الطباخين لا يهتم لما يقوله الآخرون...
الجنرال الأميركي لا يعير كل الشكاوى اي إهتمام...
هل تعرفون لماذا؟
اسألوا أبطال أنصار الله في اليمن يجيبون...
أسرع نتنياهو يعلن ولادة الشرق الأوسط الاسرائيلي...
قواته اجتاحت جنوب سوريا بعد أن دمر الطيران الإسرائيلي كل مقومات الدولة السورية بفضل سياسة الصبر الاسترتيجي ونظريات الزمان والمكان المناسبين العربية التي تمسك بها بشار الأسد حتى صدأت الصواريخ، وتعفن الشعور الوطني والقومي...
سوريا اليوم دولة فاشلة بكل المعايير...
إسرائيل تسيطر مباشرة على حوالي ربع البلاد؛ وتسيطر بالنار والطيران على كل البلاد وصولا الى تركيا نفسها التي لا يتوقف فيها إردوغان عن النباح المجاني في الهواء...
ركض إردوغان يبكي عند ترامب بأن ما حصل في سوريا كان بفضله وفضل تركيا، وفضل العالم السُنّي الذي يقوده التنظيم العالمي للإخوان المسلمين...
نظريا يسيطر الأتراك على أقل بقليل من نصف سوريا؛
لكن فعليا،
كل المناطق الخاضعة لتركيا على الأرض، تخضع لإسرائيل في السماء...
بحر سوريا تحت سيطرة إسرائيل...
كل مقدرات حلف الناتو من طيران تجسس وأقمار اصطناعية هي في يد إسرائيل وليس تركيا...
الروس الذين باعوا سوريا، عادوا قوة أقل من عظمى...
إذا كانت الحرب السورية هي من رفعت روسيا إلى مصاف الدول العظمى؛ ها هي الصفقة التي رتبها الاسرائيلي مع الروسي والتركي ترتد على روسيا وعلى تركيا...
الروس ناموا على حرير وعود إنهاء الحرب في أوكرانيا بنصر روسي كما وعدهم مستشار نتنياهو ديرمر؛ استفاق الروس على أكثر من خازوق نجرته لهم ال MI/6 البريطانية مع مجموعات طوني بلير التي تعمل بتلاحم كامل مع إسرائيل منذ انشاء غرفة الموك في الأردن مع اندلاع أحداث درعا...
الدولة العميقة في أميركا لا تعبأ بما يقوله ترامب إلى درجة أن هذا الأخير بدأ يخاف على حياته من الاغتيال كما حدث مع جون كينيدي الذي تشير التسريبات أن الموساد هو من كان خلف اغتياله...
أما تركيا التي فرحت كثيرا بحل حزب العمال الكردستاني (PKK)؛ فإنها استفاقت بدورها على اعلان قسد قيام حكم ذاتي كردي تحت بند فدرلة سوريا...
الفيديرالية بالنسبة لإسرائيل قد تكون الخطوة الأولى قبل تقسيم سوريا إلى خمس مقاطعات (دويلات) على أقل تقدير...
لكن فرحة نتنياهو لم تكتمل بعد...
تبجُّح نتنياهو على لسان أورثاغوس تلقى امس نوعا من الفرملة...
هل طارت أورثاغوس بفضل الخلاف بين ترامب والدولة العميقة التي يسيطر عليها المسيحيون الصهاينة؟
كيف برزت هذه الخلافات؟
أليس بفضل المقاومة؟
حتى غزة، يعلن تلامذة ترامب من جماعة MAKE AMERICA GREAT AGAIN انها سوف تكون اميركية وليس اسرائيلية...
لذلك يرجح البعض إن يتم استبدال أورثاغوس بأحد هؤلاء حيث يظن جوني منير أن الآتي الجديد قد يكون سفير ترامب في تركيا باراك الذي لا يختلف عن أورثاغوس بكره إيران وحزب الله والمقاومة؛ لكنه على خلاف أورثاغوس يعتبر أن أميركا أولا وليس إسرائيل...
في النهاية الفرق بين أميركا وإسرائيل هو نفس الفرق بين نار جهنم، ونار الجحيم...
يتمادى الاستاذ جوني منير في التحليل؛ يعتبر أن أميركا حسمت الحرب في الشرق الأوسط لصالحها هي وحدها وإن الصين وروسيا خضعتا لهذا الأمر وإن إيران تفتش لنفسها عن موقع تحت هذه الشمس الأميركية...
بالنسبة للأستاذ منيّر، حزب الله سوف يتكيف مع هذا الأمر وسوف يكمل مسلسل تسليم السلاح...
الكاتب الدكتور قاسم قصير قد لا يذهب إلى ما انتهى اليه الأستاذ جوني منير؛ لكنه يقرأ بواقعية خضوع حزب الله لإملاءات أميركا...
إذا كان الاستاذ جوني قد جرد حزب اله سلفا من قوته الاستراتيجية فإن الدكتور قصير يرى أن الحزب يتغير بشكل يسمح له التموضع ضمن معادلات السيطرة الأميركية...
من هنا، يردد الدكتور قصير مثلا شعبيا يحمل بذور الخضوع حين يقول:
"بحبك يا إسوارة، بس مش أكثر من زندي"...
شيء آخر يميز الاستاذ جوني عن الدكتور قصير: النظرة إلى الوضع السوري...
الاستاذ جوني يرى أن سوريا والمنطقة بأكملها أصبحوا أميركيين؛ بينما يرى الدكتور قصير أن الأمور لا تزال غير محسومة وإن كانت تمشي بهذا الاتجاه...
على الأقل، مع الدكتور قصير، الوضع يعتمد على الهمم...
ماذا سوف يقول اليكساندر دوغين؟
عندما باع بوتين سوريا من أجل كسب أوكرانيا، خالف اهم وصايا امبراطورة روسيا العظيمة كاترين الثانية التي رفعت روسيا إلى آفاق أوسع وكانت بعد بطرس الأكبر أهم قياصرة روسيا...
قالت كاترين بالحرف:
إن بوابات موسكو موجودة في بلاد الشام...
من لا يدافع عن الشام سوف يواجه الأعداء في قلب موسكو...
باع بوتين دمشق، فضربه الغرب في سيبيريا...
مبروك غاسبادين بوتين...
روسيا لا تكون قوية إذا تخلت عن حلفائها...
بعيدا عن الاستاذ جوني منير والدكتور قصير هناك رأي داخل بيئة المقاومة لا يرى أن طبخة الشرق الأوسط قد نضجت تماما...
يعترف الإعلامي رفيق نصرالله أن حزب الله قد تلقى ضربات موجعة؛ لكنه يرى أن الحزب الذي انتقل بالفعل إلى العمل السري الكامل تقريبا لن يسمح لهذا الشرق الأوسط الذي لا يزال في طور التكوين بأن يكون إسرائيليا...
بعد ثمانية أشهر من حرب حلف الناتو على حزب الله، وبعد ستة أشهر من وقف النار المذل الذي خضع حزب الله فيه لقيادة كُسِر ظهرها باغتيال السيد نصرالله فقامت بتسليم آلاف الصواريخ ومئات المواقع للجيش واليونيفيل، يبدو أن قيادة عسكرية جديدة أخذت زمام الأمور في يدها من جديد داخل الحزب...
القيادة التي وافقت على وقف النار، وخضعت، وسلمت جزءا مهما من السلاح والمواقع يجب أن تخرج وتعتذر وتُقصي نفسها من تلقاء نفسها...
نحن قوم، السلاح عندنا زينة الحياة الدنيا ومعبرنا الإلزامي إلى الحياة الأخرى...
رغم كل الصعاب التي مر بها حزب الله، لا شيء يمكن أن يبرر تسليم قطعة سلاح واحدة...
صحيح ان وضع رئيس الجمهورية جوزيف عون في نفس الكفة مع رئيس الحكومة نواف سلام ووزير خارجيته التابع لعملاء إسرائيل في لبنان يوسف رجي هو إجحاف بحق الأول وصك براءة بحق سلام ورجي؛ لكن تسليم السلاح إلى العملاء سوف يظل عار يصبغ كل من وافق على هذا التسليم...
لم يعد شعارنا أن اليد التي سوف تمتد إلى سلاح المقاومة سوف تقطع؛
بل أن اليد التي سلمت السلاح يجب أن تحاسب بشدة لأن سلاح المقاومة هو شرفها، والشرف لا يُسلّم...
الذي سلم السلاح لم يكتف بالترويج لتلفيق وصايا السيد الشهيد...
الذي سلم السلاح خالف أهم وصايا السيد الشهيد الذي دعا دوما وابدا إلى القتال حتى النصر او الشهادة...
لذلك فإن اليد التي سوف تمتد الى السلاح سوف تقطع!
اسألوا الشهداء!...
اسألوا من قاتل وصمد ستين يوما أمام كل حلف الناتو...!
اسألوا بسالة أنصار الله الذين نجحوا للمرة الأولى في تاريخ الحلف الأميركي الاسرائيلي الاستراتيجي في كسر حلقة الوصل في سلسلة هذا الحلف...
للمرة الأولى،
أجبر أنصار الله أميركا التخلي عن إسرائيل في البحر الأحمر...



