في تطور مثير للجدل أعاد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة من بدايات جائحة كوفيد-19، أثارت وسيطة روحية يابانية تُلقب بـ"بابا فانغا اليابان" ضجة واسعة بسبب تنبؤاتها الصادمة حول كارثة صحية عالمية ستحدث عام 2030، وتشبه إلى حد كبير ما شهده العالم في عام 2020.
- من هي "بابا فانغا اليابان"؟
ريو تاتسوكي، فنانة مانغا يابانية، اكتسبت شهرة متزايدة بسبب نبوءاتها الدقيقة بشكل مثير للدهشة، وغالبًا ما تتم مقارنتها بالعرافة البلغارية الراحلة بابا فانغا، بدأت شهرتها في أواخر التسعينيات عندما أصدرت كتابا بعنوان "المستقبل كما أراه" (The Future as I See It) عام 1999، حيث ادّعت فيه رؤى مستقبلية لأحداث كبرى وقعت لاحقا، مثل وفاة فريدي ميركوري، والأميرة ديانا، وزلزال كوبي المدمر عام 1995، وجائحة كوفيد-19.
- تنبؤ جديد: عودة فيروس غامض عام 2030
وفقا لتاتسوكي، فإن العالم لم ينجُ بعد من تداعيات الفيروس المدمر الذي اجتاحه في 2020، بل إن دورة جديدة أكثر فتكا ستبدأ في عام 2030. في كتابها، كتبت:
"فيروس غير معروف سيظهر في عام 2020، وسيبلغ ذروته في أبريل، ثم يختفي، ليعود مجددًا بعد عشر سنوات ويحدث دمارا أعظم."
هذا التنبؤ يتوافق بشكل مريب مع تقارير حديثة حول ارتفاع حالات كوفيد-19 في عدة ولايات هندية مثل كيرالا، ماهاراشترا، وغوجارات. وقد دفعت هذه الزيادة السلطات الصحية في الهند إلى إصدار إرشادات وقائية جديدة تحذّر المواطنين من التهاون، رغم تأكيدها على عدم وجود حاجة للذعر.
- نبوءة جديدة تؤثر على السياحة في اليابان
في نسخة محدثة من كتابها عام 2021 بعنوان "المستقبل الذي رأيته" (The Future I Saw)، تنبأت تاتسوكي بكارثة كبرى ستضرب اليابان في منتصف عام 2025، ما دفع العديد من السياح لإلغاء أو تأجيل رحلاتهم إلى البلاد، وقد أكد المدير العام لشركة السفر WWPKG، سي إن يوان، أن الحجوزات السياحية إلى اليابان انخفضت بنسبة 50% خلال عطلة عيد الفصح، ومن المتوقع انخفاض أكبر مع اقتراب الموعد المحدد في النبوءة.
- تحذيرات رسمية وتصريحات لطمأنة الجمهور
وفي خضم تصاعد الهلع، أصدرت السفارة الصينية في طوكيو تحذيرا رسميا للمواطنين الصينيين يدعوهم إلى توخي الحذر عند السفر أو الاستثمار أو الدراسة في اليابان. كما امتلأت منصات التواصل الاجتماعي في دول مثل تايلاند وفيتنام بمنشورات تحذر من السفر إلى اليابان، مستندة إلى نبوءة تاتسوكي.
ورغم هذه الأجواء المشحونة، حاول المسؤولون اليابانيون تهدئة المخاوف عبر تصريحات رسمية. فقد صرّح يوشيهيرو موراي، حاكم محافظة مياغي، قائلاً: "سيكون من المؤسف أن تؤثر الشائعات غير العلمية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي على قطاع السياحة."
وأكد:
"لا يوجد ما يدعو للقلق، فاليابانيون لا يفرّون إلى الخارج. نأمل أن يتجاهل الناس هذه الشائعات ويستمروا في زيارة اليابان."
- هل تتحقق نبوءاتها فعلا؟
ادّعت تاتسوكي أنها بدأت في رؤية أحلام تنبؤية منذ أوائل الثمانينيات، وقد وثقت في كتابها العديد من هذه الرؤى التي بدت وكأنها تحققت لاحقًا، مثل وفاة فريدي ميركوري التي رأت تفاصيلها في حلم بتاريخ 24 نوفمبر 1976 — أي قبل 15 عاما تماما من وفاته في 24 نوفمبر 1991.
كما ادّعت رؤيتها لحلم عن الأميرة ديانا عام 1987، رأت فيه امرأة شقراء تحمل طفلا داخل قصر، وظهر اسم "ديانا" على الصورة، وبعد خمس سنوات، تقول إنها حلمت بحادث سيارة أدى إلى وفاة الأميرة، وهو ما تحقق فعليا في عام 1997.
وفي عام 1995، تنبأت بزلزال كوبي عندما رأت حلما عن "أرض متشققة"، وتحققت النبوءة بعد 15 يومًا فقط من الحلم، حين ضرب زلزال قوي المدينة وأودى بحياة أكثر من 5,000 شخص.
- تشابه مريب مع بابا فانغا الأصلية
تُقارن تاتسوكي كثيرا ببابا فانغا البلغارية، التي رغم وفاتها عام 1996، لا تزال نبوءاتها تُتداول حتى اليوم، وقد نُسب إليها توقعات بهجمات 11 سبتمبر، وجائحة كوفيد-19، وحتى وفاة الأميرة ديانا، ما جعلها رمزًا مثيرًا للجدل في عالم التنبؤات.