الاقتراب من علاج نهائي لفيروس نقص المناعة البشرية HIV
منوعات
الاقتراب من علاج نهائي لفيروس نقص المناعة البشرية HIV
7 حزيران 2025 , 15:21 م

اقترب العلماء بشكل كبير من تحقيق ما كان يُعتقد أنه مستحيل: التوصل إلى علاج نهائي لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، فقد تمكن فريق بحثي أسترالي من كشف أحد أكثر أسرار هذا الفيروس فتكا، والمتمثل في قدرته على الاختباء داخل خلايا الجسم بعيدا عن متناول الجهاز المناعي والأدوية التقليدية.
- تقنية جديدة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية
وجاء هذا الإنجاز الكبير على يد باحثين من معهد بيتر دوهرتي في مدينة ملبورن، حيث نجحوا في استخدام تقنية ثورية تعتمد على جسيمات نانوية دهنية (Lipid Nanoparticles - LNPs) صُممت خصيصا لنقل الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) إلى الخلايا المصابة التي طالما اعتُبرت "معاقل محصنة" يختبئ فيها الفيروس بمهارة خارقة.
وعند وصول هذه الرسائل الجينية إلى الخلايا، تصدر أوامر دقيقة تجبر الفيروس على الظهور والخروج من مخابئه داخل خلايا الدم البيضاء، وبمجرد انكشافه، يصبح الفيروس ضعيفًا أمام هجوم الأدوية والعلاجات المناعية، مما يفتح الطريق فعليا نحو القضاء عليه بالكامل.
وتصف الدكتورة باولا سيفال، إحدى قائدات الفريق البحثي، تلك اللحظة الحاسمة بقولها: "كان الأمر أشبه بالمعجزة... أعدنا التجربة مرارا لأننا لم نصدق النتائج، الانتقال من فشل تام إلى نجاح مذهل كان صادما للجميع."
- تفاؤل حذر
ورغم أن هذا الاكتشاف يُعدّ بمثابة "اختراق علمي"، يحذّر الباحثون من الإفراط في التفاؤل، مشيرين إلى أن الطريق لا يزال طويلاً، ويتطلب سنوات من التجارب السريرية الدقيقة لضمان سلامة التقنية قبل اعتمادها في العلاج البشري.
الجدير بالذكر أن الفريق استخدم في تجاربه خلايا حقيقية تبرع بها مرضى مصابون بفيروس HIV، وهو ما يعزز مصداقية النتائج ويمنحها بُعدا واقعيا قريبا من التطبيق السريري.
هذا الاكتشاف لا يُمثل فقط تقدما تكنولوجيا، بل يشكّل أملا جديدا لملايين المرضى حول العالم ممن يكافحون من أجل حياة طبيعية في مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية.
وقد نُشرت تفاصيل هذا البحث في مجلة Nature Communications المرموقة، ونقلته صحيفة إندبندنت البريطانية ضمن تغطيتها العلمية للأبحاث المتقدمة في مجال الفيروسات والأمراض المزمنة.


المصدر: إندبندنت