الكروموسوم Y تحت المجهر.. سر تفوق السرطان على الرجال!
منوعات
الكروموسوم Y تحت المجهر.. سر تفوق السرطان على الرجال!
8 حزيران 2025 , 13:29 م

كشفت دراسة رائدة عن الرابط الحيوي بين فقدان الكروموسوم Y في الخلايا المناعية الذكرية وتراجع فعالية الجهاز المناعي في مقاومة الأورام الخبيثة، هذا الاكتشاف الذي نُشر في مجلة Nature، يعزز من فهمنا العميق لسبب تفوق السرطان في إصابة الرجال ومقاومتهم الأقل للعلاج مقارنة بالنساء.
- الكروموسوم Y: المفتاح الغامض لمناعة الذكور ضد السرطان
يعرف الكروموسوم Y بأنه الكروموسوم الجنسي الخاص بالذكور، ويحمله كل رجل في خلاياه إلى جانب الكروموسوم X، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن فقدان هذا الكروموسوم مع التقدم في السن - وهي ظاهرة جينية غير وراثية - قد يضعف القدرة الدفاعية الطبيعية للخلايا التائية المسؤولة عن القضاء على الخلايا السرطانية.
- خلايا مناعية تتحول إلى "زومبي"
حلّل فريق البحث من مركز السرطان الشامل في جامعة أريزونا تأثير هذا الفقدان على الجهاز المناعي، فوجدوا أن الخلايا التائية التي تفقد الكروموسوم Y تفقد أيضا قدرتها على تمييز الخلايا السرطانية وتدميرها، وقد وصف الباحثون هذه الخلايا المناعية المصابة بأنها أشبه بـ"الزومبي" – موجودة جسديًا، لكنها فاقدة للوظيفة الحيوية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تبين أن المرضى الذين يعانون من فقدان الكروموسوم Y في كل من الخلايا السرطانية والخلايا المناعية المحيطة، يعانون من أورام أكثر عدوانية واستجابة أضعف للعلاج، ما ينعكس في انخفاض معدلات النجاة، هذا يفتح الباب أمام تصميم اختبارات تشخيصية جديدة تعتمد على حالة الكروموسوم Y كمؤشر لشدة المرض واستجابته للعلاج.
- العلاج المناعي في ضوء جديد
يرى الدكتور دان ثيودوريسكو، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن هذه النتائج تمثل نقطة تحول في فهمنا للسرطان لدى الذكور، وتؤسس لمرحلة جديدة من الطب الشخصي. ويقترح أن يتم فحص الكروموسوم Y في الخلايا المستخدمة ضمن العلاجات المناعية، مثل خلايا CAR-T، للتأكد من فعاليتها قبل استخدامها.
جاء هذا الاكتشاف بعد ملاحظة أولية أجراها الدكتور ثيودوريسكو أثناء عمله في مركز سيدارز-سايناي، حيث لاحظ ارتباطًا بين فقدان الكروموسوم Y وسوء نتائج علاج السرطان. وقد قاده هذا الفضول العلمي إلى التعاون مع الدكتور سايمون نوت، لتتبلور هذه الفرضية إلى دراسة رائدة قد تغيّر مستقبل علاج السرطان.
- أمل جديد في الطب الشخصي للرجال
ليست هذه النتائج مجرد بيانات بحثية فحسب، بل هي حجر الأساس لعصر جديد في العلاج الشخصي، حيث يمكن مستقبلاً تصميم خطط علاجية مخصصة للرجال بناءً على وجود أو فقدان الكروموسوم Y في خلاياهم، ما قد يسهم في إنقاذ حياة الملايين من المرضى حول العالم.

المصدر: مجلة nature