هل أمعاؤك مسؤولة عن الإرهاق بعد كوفيد؟ اكتشاف ثوري يكشف الحقيقة
منوعات
هل أمعاؤك مسؤولة عن الإرهاق بعد كوفيد؟ اكتشاف ثوري يكشف الحقيقة
8 حزيران 2025 , 14:19 م

توصل باحثون من جامعة فيينا الطبية إلى أن صحة الأمعاء قد تكون العامل الرئيسي وراء الإرهاق المزمن الذي يعاني منه كثيرون بعد التعافي من كوفيد-19، الدراسة التي نُشرت في مجلة Allergy كشفت أن اضطراب الحاجز المعوي ووجود التهابات غير طبيعية قد يكونان المحركين الأساسيين لهذه الأعراض طويلة الأمد.
- الأمعاء في قلب متلازمة ما بعد كوفيد
قاد الفريق البحثي البروفيسورة إيفا أونترسمير-إلسنهوبير من مركز الفيزيولوجيا المرضية وعلم العدوى والمناعة بجامعة فيينا، حيث أجرى دراسة رصدية دقيقة تتبعت مسار عدوى SARS-CoV-2 لدى المرضى، مع التركيز على الأعراض المعوية قبل وأثناء وبعد الإصابة. وقد جمع الباحثون عينات من الدم واللعاب والبراز لتحليل أنماط الاستجابة المناعية في الجسم.
- مشاكل هضمية قبل كوفيد تؤدي إلى إرهاق مزمن بعده
أظهرت النتائج أن المرضى الذين عانوا من أعراض معوية قبل الإصابة بكوفيد كانوا أكثر عرضة للإصابة بإرهاق طويل الأمد لاحقا، كما أظهرت التحاليل وجود تغيّرات واضحة في مؤشرات الجهاز المناعي لديهم، أبرزها ارتفاع نسبة LBP/sCD14 وانخفاض مستويات IL-33، ما يشير إلى ضعف الحاجز المعوي واختلال في نشاط الجهاز المناعي، كما لوحظت مستويات مرتفعة من IL-6، وهو مؤشر معروف لحدوث التهابات شاملة.
- كوفيد يترك آثارا طويلة الأمد على الجهاز المناعي
توضح البروفيسورة إلسنهوبير: "تشير نتائجنا إلى أن عدوى SARS-CoV-2 يمكن أن تترك آثارًا طويلة الأمد على كل من الجهاز المناعي وصحة الأمعاء، مما يسهم في تطور متلازمة ما بعد كوفيد."
وتشغل إلسنهوبير أيضا منصب المديرة المشاركة في المركز الوطني المرجعي للمتلازمات الفيروسية اللاحقة في جامعة فيينا الطبية.
- استراتيجيات علاجية موجهة بناءً على الأمعاء
تشير الدراسة إلى أن مراقبة الأعراض المعوية وتحليل المؤشرات البيولوجية يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عن المرضى الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة ما بعد كوفيد، مما يتيح فرصة لتطوير استراتيجيات علاجية موجهة، خصوصا لعلاج الإرهاق المرتبط بعدوى فيروسية.
وتوضح جوهانا رورهوفر، الباحثة الرئيسية في الدراسة:
"ما يثير الانتباه هو أن معظم المشاركين كانوا شبابًا أصحاء قبل الإصابة، وكانت أعراض كوفيد لديهم خفيفة أو حتى غير ملحوظة، ما يميزهم فقط هو كثرة الشكاوى الهضمية لديهم قبل الإصابة."
- خطوة نحو الطب الشخصي في علاج ما بعد كوفيد
يعتزم الفريق البحثي توسيع نطاق الدراسة للتحقق من صحة النتائج على نطاق أوسع. وتضيف البروفيسورة إلسنهوبير: "التعرّف على مؤشرات تنبؤية لمتلازمة ما بعد كوفيد قد يمكّننا مستقبلا من تطبيق استراتيجيات وقائية وعلاجية شخصية، تنقذ المرضى من معاناة طويلة الأمد."

المصدر: جتمعة فيينا الطبية