معدن غريب من خارج كوكبنا يكتشف في إيبيريا
منوعات
معدن غريب من خارج كوكبنا يكتشف في إيبيريا
9 حزيران 2025 , 17:14 م

في ظل مجموعة من الكنوز الذهبية اللامعة التي تعود للعصر البرونزي في شبه الجزيرة الإيبيرية، تم العثور على زوج من الأغراض المعدنية المتآكلة التي قد تكون الأثمن على الإطلاق، حيث وجد الباحثون أن سوارا معتما ونصف كرة مجوفة مغطاة بالذهب ليستا مصنوعتين من معادن أرضية، بل من حديد نيزكي سقط من السماء.
قاد هذا الاكتشاف الدكتور سالفادور روفيرا-لورينس، رئيس قسم الحفظ السابق في المتحف الوطني الأثري بإسبانيا، وتم نشر نتائج الدراسة في ورقة علمية العام الماضي، هذا الكشف يشير إلى أن تقنيات وصناعة المعادن في إيبيريا منذ أكثر من 3000 سنة كانت أكثر تقدمًا مما كنا نظن.
- كنز فيلينا: إرث برونزي من الذهب والحديد النيزكي
يُعرف هذا الكنز باسم "كنز فيلينا"، ويتكون من 66 قطعة، معظمها من الذهب، تم اكتشافه قبل أكثر من 60 عاما في مدينة أليكانتي بإسبانيا. ويُعتبر هذا الكنز واحدًا من أهم الأمثلة على صناعة الذهب في العصر البرونزي في شبه الجزيرة الإيبيرية وأوروبا ككل.
من بين القطع الأثرية، هناك نصف كرة حديدية مغطاة بالذهب يبلغ قطرها 4.5 سم، إضافة إلى سوار يشبه الطوق يبلغ قطره 8.5 سم، واللذان أظهرا مظهرا "حديدياً" رغم مرور آلاف السنين عليهما.
- لغز التوقيت: الحديد قبل عصر الحديد الأرضي
يمثل عصر الحديد في إيبيريا بداية استبدال الحديد المنصهر بالبرونز، وقد بدأ هذا العصر نحو عام 850 قبل الميلاد، لكن المواد الذهبية في الكنز تُقدر بعمر يعود بين 1500 و1200 قبل الميلاد، مما يجعل وجود آثار حديدية في الكنز مشكلة غامضة تحتاج إلى تفسير.
ولكن الحديد المستخرج من قشرة الأرض ليس المصدر الوحيد للحديد القابل للطرق والتشكيل، فهناك العديد من القطع الحديدية التي سبقت عصر الحديد الأرضي وصُنعت من الحديد النيزكي، ومن أشهر الأمثلة على ذلك خنجر حديدي نيزكي يُنسب للفرعون توت عنخ آمون.
- كيف تميّز الحديد النيزكي عن الحديد الأرضي؟
يمكن التفريق بين الحديد النيزكي والحديد الأرضي عبر محتوى النيكل، إذ يحتوي الحديد النيزكي على نسبة نيكل أعلى بكثير. وبذلك، حصل الباحثون على إذن من المتحف الأثري البلدي في فيلينا لاختبار القطعتين باستخدام تقنية التحليل الطيفي الكتلي.
رغم التآكل الشديد الذي يؤثر على التركيب العنصري للقطع، أظهرت النتائج أن نصف الكرة والسوار مصنوعان من الحديد النيزكي، ما يحل لغز وجودهما ضمن مجموعة تعود للعصر البرونزي، ويؤكد تزامنهما مع الفترة بين 1400 و1200 قبل الميلاد.
- أول اكتشاف لحلي حديد نيزكي في إيبيريا.. وآفاق مستقبلية للبحث 
يشرح الباحثون في ورقتهم العلمية أن القطعتين هما أول أدلة على استخدام الحديد النيزكي في شبه الجزيرة الإيبيرية، ويتناسب ذلك مع التسلسل الزمني للعصر البرونزي المتأخر، قبل انتشار إنتاج الحديد الأرضي.
وبما أن القطع متآكلة بشدة، فإن النتائج ليست نهائية، ويأمل الفريق في تطبيق تقنيات حديثة غير تدخّلية للحصول على بيانات أكثر دقة تؤكد هذه النتائج وتفتح آفاقًا جديدة لفهم تقنيات صناعة المعادن في العصور القديمة.

المصدر: SciTechDaily.com