أكتشاف كنز أسطوري مدفون منذ 3000 عام في هنغاريا
منوعات
أكتشاف كنز أسطوري مدفون منذ 3000 عام في هنغاريا
6 أيار 2025 , 12:14 م

عثر علماء الآثار في تلة بركانية غرب هنغاريا على كنزاً ضخماً من القطع الأثرية النادرة التي تعود إلى أكثر من 3000 عام، هذا الاكتشاف تم في تلة "سوملو" الواقعة في مقاطعة فيسبريم، ويتعد واحداً من أضخم الاكتشافات المرتبطة بحضارة هالشتات القديمة.
- أكثر من 300 قطعة معدنية مدفونة تحت الأرض
خلال السنة الأولى فقط من أعمال المسح، اكتشف الباحثون أكثر من 300 قطعة أثرية، معظمها من المعادن البرونزية التي تنتمي إلى العصر البرونزي المتأخر (1400 - 900 قبل الميلاد)، إلى جانب مجموعة مميزة من أدوات العصر الحديدي المبكر (800 - 450 قبل الميلاد).
ومن بين المكتشفات: أقراص مزخرفة، دبابيس معدنية، ومعلّقات كبيرة، بالإضافة إلى كتل معدنية خام، قطرات برونزية، وبقايا قوالب صب قديمة، مما يدل على وجود ورش عمل لصناعة المعادن في الموقع.
- دليل على ازدهار حضارة هالشتات في هنغاريا
تُشير هذه الأدلة إلى أن تلة سوملو كانت مركزاً مهماً لحضارة هالشتات، وهي حضارة زراعية متقدمة اشتهرت بصناعة المعادن في وسط وغرب أوروبا خلال العصرين البرونزي والحديدي، معظم مكتشفات حضارة هالشتات كانت في السابق مقتصرة على مناطق مثل ألمانيا والنمسا، ما يجعل وجود هذا الكنز في هنغاريا ذا أهمية استثنائية.
ووفقاً لفريق البحث بقيادة عالم الآثار "بنسه سوش" من المتحف الوطني الهنغاري، فإن "الاحتلال البشري لتلة سوملو يبدو أنه استمر دون انقطاع خلال الانتقال من العصر البرونزي إلى العصر الحديدي، ما يعزز من فرضية وجود تقاليد معقدة ومدروسة لدفن الكنوز في هذا الموقع".
- رمح ضخم ومواد بيولوجية قابلة للتأريخ بالكربون
من بين أهم القطع المكتشفة كان رأس رمح ضخم ومزخرف، وقد تم العثور على مواد بيولوجية بجانبه، يأمل الباحثون في استخدامها لإجراء تأريخ بالكربون المشع، وهو أمر نادر في مثل هذه الاكتشافات. هذه المادة قد تتيح فرصة نادرة لفهم دقيق للحقبة الزمنية الفاصلة بين العصرين البرونزي والحديدي في المنطقة.
- تلة سوملو: موقع أثري لم تمسّه الحداثة
ترتفع تلة سوملو حوالي 431 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتطل على منطقة كروم العنب في شمال غرب هنغاريا. ما يميزها أنها لم تتأثر بأي نشاط صناعي حديث مثل الحفر أو المحاجر، مما يجعلها مثالية للدراسات الأثرية المعمقة.
- فخار وأنياب وكريات كهرمان ضمن الكنوز المكتشفة
لم تقتصر المكتشفات على المعادن فقط؛ بل وجد العلماء أيضاً كريات من الكهرمان، أنياب لخنازير برية ومحلية، وأجزاء من نسيج وجلد. كما أظهرت العينات الترابية وجود عدس صغير البذور وبقايا حبوب مثل الدخن، وهي عناصر أساسية في نمط الزراعة خلال تلك العصور.
وقد تم العثور على بعض المعادن داخل أوانٍ فخارية، وهو نمط لم يُعهد سابقاً في تلك الفترة، مما يفتح تساؤلات جديدة حول أسباب الدفن؛ هل كانت طقسية أم لأغراض يومية عملية؟
- أمل جديد في فهم تاريخ وسط أوروبا القديم
تشير هذه الكنوز إلى أن تلة سوملو قد تُصبح مفتاحاً لفهم أعمق للتغيرات الاجتماعية والتقنية التي حدثت خلال الانتقال من العصر البرونزي إلى الحديدي، وقد تُعيد رسم خريطة انتشار حضارة هالشتات في أوروبا.
البحوث مستمرة، والعلماء يأملون أن تسفر التحليلات المستقبلية عن المزيد من المفاجآت التي تكشف أسرار حضارات طواها الزمن.