اليونيفل ابتزاز بالتمديد؟... الحل بالترحيل.
مقالات
اليونيفل ابتزاز بالتمديد؟... الحل بالترحيل.
ميخائيل عوض
10 حزيران 2025 , 15:56 م


١٠/٦/٢٠٢٥

كتب الدكتور ميخائيل عوض:

1

ليست المرة الأولى التي تستخدم مناسبة التمديد لليونيفل لتشهد حملات ابتزاز وضغط تمارسها أمريكا وإسرائيل، لتحقيق الهدف الأساسي بتحويلها من قوة دولية جاءت لمساعدة لبنان لفرض القرارات الدولية والإشراف على انسحاب القوات المحتلة ومنع إسرائيل من الاعتداءات والاحتلالات، إلى قوة احتلال دولية تنزع السيادة وتشكل حزام أمان لإسرائيل ومستوطنيها بديلاً عن تجربة سعد حداد وانطوان لحد؟! وبسبب عجز إسرائيل عن الاحتلال بقواتها العسكرية المباشرة؟!

2

إلا أنَّ هذه المرة مختلفة بواقع اختلاف الظروف والبيئات والتوازنات بفعل نتائج الحرب وما لحق بلبنان والمقاومة من خسائر وتحولات وفي أصلها وفصلها وقف المقاومة والالتزام بوقف النار الذي لم تلتزم إسرائيل حرفاً منه. وإعلان الحزب تولية الدولة بحماية الجنوب وتأمين السيادة والكرامة الوطنية.

3

يوم كانت إصبع السيد توقف إسرائيل على "رجل ونص" لم يكن للحديث والابتزاز أي أثر، فقد وطنَّت المقاومة نفسها وسلاحها وبنيتها تحت نظر اليونيفل، وتعاملت المقاومة معها وجود ما لا يلزم ففوائدها الاجتماعية وتعلق بعض أهل الجنوب بها يجيز غض الطرف عن وظيفتها ودورها في تأمين إسرائيل واختراق المجتمع وجمع المعلومات الأمنية.

4

تعامل المقاومة هذا انساق على تعاملها مع عواميد الخبراء البريطانيين ومع سيطرة الخبراء الأمريكيين والأوروبيين على الجيش وتسليحه وتمويله وتدريبه. وأبعد من ذلك التعايش مع إحكام السفارة الأمريكية قبضتها على إدارة الدولة والقضاء والإعلام، وعلى أهم مفاصل القرار والتنفيذ، وهي تعرف بل جاهر قادتها بمعرفتهم وهددوا بتفكيك السيطرة الأمريكية إذا ما اضطروا لذلك!

5

قدمت اليونيفل منذ تمركزها في الجنوب خدمات اجتماعية هي من وظيفة الدولة، وتزاوج أفرادها من أُسر لبنانية، وأنفقت أموالاً بالدولار أّمنَّت بعض الدورة لاقتصاد الجنوبيين وربحت منها جماعات وعائلات.

في جوهر مهمتها التي انتدبت لها صارت عداد للاعتداءات الإسرائيلية، ولم تمارس فعلاً واحداً لتحقيق غاية إنشائها لإلزام إسرائيل بالانسحابات والتوقف عن الاعتداءات. وكثيراً ما تحولت مواقعها وعنابرها إلى مصائد لأطفال ونساء لبنان الذين صدَّقوا أنها لحمايتهم فاستهدفتهم إسرائيل في مقراتها، واستهدفت مقرات اليونيفل ودورياتها كلما رغبت بذلك.

6

يتعلق بعض اللبنانيون باليونيفل ولا يقبلون مجرد مناقشة فكرة فلترحل لأسباب شتى، ومنها قاعدة "تمسك بقديمك" و"ما اعتدت عليه أفضل من جديد قد يكون الأسوء" و"تعلق الغريق بحبال الهواء"

قرار انتدابها وبفعل توازنات القوى حينها نصَّ صريحاً على أنها قوة لمساعدة الجيش والدولة، ووظيفتها وتحركات دورياتها تحت رقابة ومشاركة الجيش تثبيتاً للسيادة الوطنية.

في غفلة من لبنان وخارجيته وممثليه في الأمم المتحدة واعتداد المقاومة بفائض قوتها مُرِر تعديل أجاز لها أن تتحرك بلا تبليغ الجيش وبدون مرافقته، وبرغم الاعتراضات إلى أن تعامُل "غض النظر" ومقولة "نخيف إسرائيل فماذا ستقدم اليونيفل" مرر القرار. وحاولت اليونيفل تكريس تفردها واقعاً ليس في نطاق عملها الجغرافي بل في بيروت والضاحية وأحيائها.

7

هذه المرة مختلفة، فالابتزاز والتهويل بعدم التجديد يستهدف الاستثمار بنتائج الحرب وبحالة القلق الشديد لأبناء الجنوب، وتتساند الحملة وتتعزز بالاعتداءات والتطاول على بيروت والضاحية، وباستمرار الاحتلال وبتفسير إسرائيل والخماسية وكثيراً من الدولة وكتل سياسية لاتفاق وقف النار وتطبيق الـ ١٧٠١.

وتستهدف الحملة بيئة المقاومة، وتعامِلها أنها هُزِمت لا تقوى على الاعتراض، والتركيز الإعلامي والجهد على السلاح تمهيداً لتصب على الرجال والبيئة وبقاء حزب الله ذاته، فالحرب مستعرة وتدوم حتى تحقيق أهدافها كما يعيشها نتنياهو ويرغب مريديه اللبنانيون.

8

يعرف القاصي والداني أن مخطط نتنياهو لتحويل لبنان إلى محمية إسرائيلية ودولته إلى سلطة أبو مازن وأجهزة دايتون. والقاطع أن أدواته التهويل والاعتداءات والحملات الإعلامية، ودور قوى وإعلام لبناني، والسعي لتطويع الجيش وانتزاع قسمه وتحويله إلى "لحدي" لتصفية المقاومة وبيئتها. ولليونيفل دوراً محورياً يتكامل مع الخماسية والمندوب السامي والسفارات.

9

في زمن التحولات وغير المسبوقات يتوجب التفكير من خارج الصندوق، والجرأة على اتخاذ قرارات تتناسب مع الواقع الجديد لا اجترار ما كان.

للحزب والمقاومة حقهم المطلق باتخاذ الخيارات المناسبة فـ"أهل مكة أدرى بشعابها"

وهم ولاة الدم والتضحية، والمحاربون الذين أعزوا لبنان وأمنوا السيادة والكرامة والحقوق، فلا مِنة لأحد عليهم وعلى بيئتهم.

10

إلا أن الحقائق والمعطيات وما يُدَّبر للبنان تحفزنا على طرح الأسئلة؛

في واقع الحال وتوازن القوى ومجريات الصراع ما هي خسائر لبنان وبيئة المقاومة إذا قالت لن نقبل ابتزاز فالحل بالترحيل ولتنتهي مهمة اليونيفل؟

ومن قال أن ترمب سيمولها، وهو ساع إلى وقف التمويل الخارجي، وتصفية العولمة والأمم المتحدة، وسيوقف التمويل؟

من سيمولها؟!

تَحسَّبوا إلى أن التمويل قد يفرض على لبنان وموازنته الخاوية ودولته التي تستجدي رواتب الموظفين، وفي أولهم الجيش والمؤسسة العسكرية حافِظ السلم الأهلي.

إسرائيل لن تمول فبحسب الجنرال اسحاق بريك هُزِمت في غزة وستنفجر أزماتها الاقتصادية. وأصلاً هي تبتز وتفرض على الآخرين تمويل خططها وحروبها ومشاريعها؟

الخليج منهك و-مشفوطة- أمواله، وأولوياته سورية. وإذا موَّل اليونيفيل فعلى حساب تمويل الجيش والدولة، ناهيك عن كذبة إعادة الإعمار بالهبات والتمويل الخارجي؟

11

الإجراءات المطلوبة لإفشال مشروع ومخطط تحويل لبنان دولةً وجغرافيةً وشعباً إلى محمية إسرائيلية وإلى شبيه بالضفة الغربية، يعقبها نهب المياه وثروات البحر وإقامة المستوطنات وتهجير اللبنانيين بدءاً من الجنوبيين نراها كالتالي:

12

إجراءات يسيرة وممكنة وباليد تحقيقها؛

1- اعلان رسمي واضح وبسطور لا شريك للجيش بالسيدة. الخماسية اما تلزم اسرائيل او لا فائدة منها. اليونيفل اما تلتزم وتنجز قرار تشكيلها او لا فاىدة منها.

اعلان لا يكلف فلسا يضع حدا للابتزاز ويؤمن تمويلها ويضع لبنان مجددا على الخارطة الدبلوماسية.

2- البناء على مواقف الجيش والرئيس ورئيس الحكومة بتوجيه إنذار والأفضل ببيان من الرؤساء الثلاثة للخماسية تحدد موعداً نهائياً لإلزام إسرائيل بالانسحاب ووقف الاعتداءات وتطبيق اتفاق وقف النار.

3- حسم مسألة السلاح والاستراتيجية الدفاعية والوطنية، واعتبارها شأناً لبنانياً، وبناءً على المصلحة الوطنية العليا ليس لأحد أن يبتز أو يفرض شروط وتوقيت وآليات.

4- تأمين الجيش وتعزيزه، وتلبية حاجاته وتأكيد مهمته ووظيفته وقَسمِه بتجديد الإجماع الوطني، وبقوانين ومراسيم تمنع العبث به وتمنع التدخلات الخارجية ببنيته و/أو توجيهه والتأثير على خياراته، واحتضانه وتعزيزه بتشكيلات شبه عسكرية أقله في الجنوب ومن أبنائه والمتطوعين، والرفض المطلق لأي شراكة أممية أو خارجية لدوره السيادي، وتفويضه باتخاذ ما يلزم لتطبيق قرار وقف النار ورفض أن تكون مهمته بالتنسيق مع الإسرائيلي؛ في المهام والإجراءات أو في الانتشار فحدود لبنان الدولية هي نطاق سيادته ومهمته استعادتها وفرضها.

5- تحفيز الدولة وترشيدها وعقلنتها، فلا استثمارات ولا هِبَات ولا أموال لإعادة الإعمار وتأمين الدولة ومؤسساتها وخدماتها.

6- اعتبار المصلحة الوطنية اللبنانية العليا هي الالتزام والمُحدِد لعلاقات لبنان مع الآخرين، والانفتاح على من يحترمها بلا قيود واشتراطات، وقبول الهِبات الإيرانية والعراقية، وتوفير ظروف وشروط تنشيط العلاقات وتحفيز المستثمرين والاستثمارات لاسيما المغتربين اللبنانيين.

13

إنها الفرصة التاريخية والأخيرة المتاحة، والعقل اللبناني حيوي ومبدع، والإجماع الوطني على تأمين السِلم الأهلي، وإنقاذ الكيان وتجديد وظائفه. وسيزيد الإجماع والحاجة إليه مع الجاري في أمريكا وأوروبا وبلاد الشتات اللبناني. فتأمين لبنان حاجة للمغتربين، وقدراتهم المالية هائلة، وللمقيمين وقدراتهم الانتاجية وافرة.

"ما حك جلدك أبداً مثل ظفرك، فقم أنت بجميع أمرك."

اقتضى التنبيه ووضع النقاط على الحروف.

الاشتراك بقناة "الأجمل آت مع ميخائيل عوض" على منصة youtube على الرابط:

https://youtube.com/channel/UCobZkbbxpvRjeIGXATr2biQ?si=b1NslvJHyrbXGHjv

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة علامات تحذيرية لسرطان فروة الرأس يجب الإنتباه إليها
سرطان فروة الرأس: ما هو وما هي أعراضه؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً