من مكة حيث يلبى النداء، قوافل المعدن
الأصفر تشق طريقها شطر واشنطن الكبرى، لاشطر قدس الأقداس، بل شطر قاتلها..
ترليونات أداء المناسك الدينية تصب نخبا في كؤوس مقرعة في صالات وأندية الفيتو، بنفس الوقت الذي يذبح فيه الإيمان من الوريد إلى الوريد في شوارع وحارات وأزقة غزة العزة،
هل ينكر أحد منا الموصوفين قرآنيا بالأشد كفرا ونفاقا؟!
من هم الأشد بؤسا وصلابة وقساوة على الضعفاء والمساكين والأركع على أقدام عمهم الشيطان الأكبر.
الركن الخامس تم بيعه في مزاد الطاغوت الأكبر”ترامب“ حفيد ”ريتشارد قلب الأسد وهولاكو “ مال الطواف يملأ خزائن بلد أسس على القتل والإبادة والإجرام.
أما أنتم...يامن بذاتك الإحرام بالإجرام ، واستبدلتم التكبير بالتقرير والفرقان بالبرميل،
ثمن طواف أمة” لبيك الفهم لبيك“ ينفق على صواريخ وقذائف عدوها...
”من خان الإحرام خان الإسلام “
سنترك التاريخ يكتبكم كما وصفكم المصحف الشريف.
ربما سيبقى لليلكم فجر لاتعترف به فصوركم وأبراجكم الباسقة المتطاولة.على عكس الأجداث واللحود.
نريد فقهاء الوجدان والضمير...لافقهاء البلاط...
ياللخزي! ياللعار!
لما تفعل هذا ياخادم الديار؟!
في موسم هتفت فيه القلوب أعلام الغيوب ب ”لبيك اللهم لبيك “ يرتفع في الجهة الأخرى صوت الكؤوس المقرعة المليئة بأغلى أنواع الخمور فرحا واحتفالا بوصول عشرات المليارات الممليرة من الدولارات عوائد وفوائد الحج والإحرام والعمرة إلى جعبة شيطاننا الأكبر صاحب الشعر الأصفر...وعلى مرأى ومسمع من شيدوا القصور ونسوا اللحود والقبور...
حقا أنه زمن إختلطت فيه العمولات والعملات بالعمائم وتحول أنقى وأفضل ماء على وجه الأرض إلى وقود لطيران وصواريخ الكيان الغاصب المحتل...يهدق دم المسلم الطاهر في قطاعنا غزة بينما تراق أموال حجيجنا على أعتاب البيت الأبيض الذي وشح بسواد الخزي والعار..لاتراق تلك المبالغ الخيالية على أطلال المسجد الأقصى الذي باركه الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم القرآن الكريم...ولا على جرحى اليرموك ولا على ثكالى وأيتام حي الشجاعة ”الشجاعية“ لقد سخر منكم سيدكم ترامب ياأصحاب الجلالة والسمو سخر من صمت أفواهكم مستخدما حق النقض”الفيتو“ بينما أنتم تتسكعون طالبين رضاه...أنتم لستم أولياء الله كما تتفوهون...بل أولياء الطاغوت..تطأطئون الرؤوس لأمريكا وإسرائيل وترفعونها تمبرا في وجه القطاع الصامد ”غزة الشموخ والكبرياء والعزة “
مال الإحرام المجبول بدموع الأمهات الثكالى يعطى إلى إبن الحرام. من شرع وأباح القتل والتنكيل والخراب وقطع الأعناق والرقاب بالحراب...
أليس بعار أن تصنفون المجرم”حليفا“ والمقتول”إرهابيا“
أي فقه هذا؟
أي دين هذا؟
أي وجه يبقى بعد كل هذا العار وإكرام عدو الدار..
نخشى من المنبر أن ينفجر غضبا! وللكعبة أن تهتز!
وعلى الأرجح أن عقارب الساعة سوف تدق لتستفيق ضمائر الأمة الإسلامية الإيمانية...سبات مذل..
يا أصحاب الجلالة والسمو لقد أفسدتم قداسة الإحرام وبددتم بركة البيت الحرام لكسب رضا إبن الحرام...نخشى عليكم من سيوف التاريخ التي لاتصدأ ونار وقودها الناس والحجارة..
كاتب روائي ومستشار إعلامي في الغربة



