تحقيق استقصائي .. إيران وجبهة العزة: الضربات الدقيقة التي هزّت الداخل الإسرائيلي
أخبار وتقارير
تحقيق استقصائي .. إيران وجبهة العزة: الضربات الدقيقة التي هزّت الداخل الإسرائيلي
د. بدور الديلمي
15 حزيران 2025 , 04:48 ص


إعداد: بدور الديلمي اعلامية يمنية

يونيو 2025

---

مدخل:

منذ تصاعد الحرب على غزة في أكتوبر 2023، تشكلت ملامح نظام إقليمي جديد، تتصدره قوى حليفة تدّعي دعمها للمقاومة الفلسطينية، أبرزها إيران، التي لم تعد تكتفي بإرسال الرسائل أو تقديم الدعم اللوجستي، بل شاركت فعليًا في المعركة عبر ما يسمى بمحور المقاومة. فهل فعلاً تسببت إيران ومن معها بما يمكن وصفه بـ"الدمار الاستراتيجي" في الداخل الإسرائيلي؟ وما الذي تغير ميدانيًا بعد هذه المشاركة المباشرة وغير المباشرة؟

---

1. إيران تدخل المواجهة علنًا:

في سابقة تاريخية، شنت إيران في 14 أبريل 2024، هجومًا صاروخيًا ومسيّرا مباشرًا على إسرائيل، ردًا على قصف قنصليتها في دمشق، مستخدمة أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة انطلقت من أراضيها.

الهجوم استهدف منشآت عسكرية حساسة أبرزها قاعدة "نفاتيم" الجوية ومراكز رادار ومواقع في الجنوب والقدس. ورغم تصدي القبة الحديدية لكثير منها، اعترفت إسرائيل بإصابة بعض الأهداف، ووصفت الضربة بأنها "الأعنف منذ تأسيس الدولة".

---

2. تنسيق جبهات متعددة:

الضربات لم تكن منعزلة، بل جاءت ضمن تنسيق أوسع شمل:

حزب الله في لبنان: تصعيد غير مسبوق على الحدود الشمالية، استهداف مواقع استخباراتية وجنود إسرائيليين بصواريخ دقيقة، واستخدام طائرات مسيرة انتحارية.

القوات المسلحة اليمنية (أنصار الله): إطلاق صواريخ باليستية ومسيّرات بعيدة المدى وصلت إلى عمق إسرائيلي، بينها مدينة إيلات.

فصائل عراقية وسورية: هجمات متزامنة ضد قواعد أمريكية داعمة لإسرائيل، وتشويش على المجال الجوي.

دعم فلسطيني داخلي: تزامنت هذه الضربات مع تصعيد فصائل غزة من خلال إطلاق صواريخ كثيفة وتكتيكات مقاومة نوعية.

---

3. الأثر الميداني والاقتصادي داخل إسرائيل:

رغم نفي الحكومة الإسرائيلية تعرضها لأضرار استراتيجية، كشفت تقارير عبرية ودولية عن الآتي:

انهيارات في الثقة الأمنية: إخلاء مستوطنات شمالية وجنوبية، شلل مؤقت في الحركة الجوية، واختراق صواريخ لمساحات مفتوحة قرب منشآت حساسة.

تكلفة اقتصادية باهظة: خسائر بمليارات الدولارات، وتعطل سلاسل التوريد، وهروب بعض المستثمرين.

تآكل الردع: فشلت إسرائيل في منع وصول الضربات من دول بعيدة مثل اليمن وإيران، ما شكل تحولاً في ميزان الردع العسكري الإقليمي.

---

4. هل تعمدت إيران سياسة "الضرب المحسوب"؟

خبراء عسكريون تحدثوا لموقعنا (طلبوا عدم كشف هويتهم) أشاروا إلى أن الهجوم الإيراني اتبع ما يُعرف بـ"الضربة المحسوبة"؛ أي إحداث تأثير ميداني ورسالة استراتيجية دون الذهاب إلى مواجهة شاملة.

الهدف: كسر الحاجز النفسي وإثبات أن المعركة لم تعد محصورة داخل حدود فلسطين.

---

5. الإعلام الغربي وتغييبه للحقائق:

رغم ضراوة الحدث، قللت معظم وسائل الإعلام الغربية من حجم الهجوم الإيراني، ووصفت الضربة بـ"الرمزية"، متجاهلة الأثر السياسي والعسكري.

هذا يعكس – وفق مراقبين – اتساقًا مع الخطاب الأمريكي الراغب في منع تصعيد إقليمي واسع، وتجنب الاعتراف بنجاح "محور المقاومة" في اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

---

خاتمة:

ما بين الضربات الإيرانية المباشرة، ودور الحلفاء من لبنان واليمن والعراق، وجّه ما يُعرف بمحور العزة أو المقاومة ضربة مركبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية. وإن لم تسقط هذه الضربة إسرائيل عسكريًا، فقد زعزعت ثقة المجتمع الإسرائيلي بدولته، ورسّخت معادلة جديدة عنوانها: "إسرائيل لم تعد وحدها في الميدان، كما أن إيران لم تعد تكتفي بالتلويح".

بقلم / بدور الديلمي -اعلامية يمنية

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة ماذا بعد السويداء؟
ماذا بعد السويداء؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً