كتب الأستاذ حليم خاتون:
حتى الآن، إسرائيل تفشل...
لكن السؤال يبقى؛ إلى متى سوف يستمر الفشل الإسرائيلي؟
كيف سوف يتصرف النظام الإيراني؟
كيف سوف تتصرف الصين وروسيا؟
للإجابة على أسئلة كثيرة مطروحة، تحتاج إلى الكثير من المعلومات التي لا يملكها أحد منا نحن البسطاء؛ لا يستطيع المرء سوى التمحيص في كل ما حصل لمحاولة قراءة بعض ما يمكن أن يحصل استنادا إلى مسألة الإيمان او عدم الإيمان بأن الله يتدخل في كل ما يدور...
إن الله الذي لم يتدخل من أجل إنقاذ السيد المسيح؛ ولم يفعلها من اجل الإمام الحسين في كربلاء؛ ولم يفعلها لإنقاذ الملايين من سكان أميركا وأستراليا الأصليين، لن يتدخل الآن لإنقاذ المنطقة من غباء البعض ممن برعوا في مليون مسألة، ثم وقعوا في غلطة...
يقول المثل:
غلطة الشاطر، بألف...
لذلك، رجاء...
توقفوا عن الغباء...
الفروسية وطيبة القلب ليستا دوما من الصفات الحسنة...
" ما بدنا نروح ضحية الحركة الإسلامية بعدما رحنا ضحية الحركة الثورية!"...
صحيح ان إيران ردت بقوة على نكسة اليوم الأول وأنها والحمدلله لم تركض لطلب وقف إطلاق النار ولم تستجب لبلطجة ترامب ونتنياهو وستارمر وتعود صاغرة لتقديم فروض الطاعة كما فعل العرب منذ عشرات السنين وأكثر؛ لكن رجاء...
توقفوا عن الكلام حول تعرض إيران ومحور المقاومة للخداع...
يقول العرب:
إن المؤمن لا يُلدَغ من جحر مرتين...
انتم لُدغتم من نفس الجحر عشرات المرات منذ بدء الصراع العربي الصهيوني...
هذا المحور بالذات، الذي يعتد بنفسه، لُدغ عدة مرات منذ السابع من أكتوبر...
في علم الذكاء البشري، "هيدا كثير!"
لا أميركا ولا بريطانيا ولا الكيان فائق الذكاء...
أنتم في هذا المحور، بكلمة بسيطة، "مستحمرين"...
ينطبق هذا القول على النظام الإيراني، تماما كما انطبق على حزب الله...
الحشد الشعبي في العراق خارج التوصيف لأن الجماعة معتادون على خيانة العهود منذ الكوفة ومنذ كربلاء...
حتى الآن، يبقى اليمن وحده خارج منظومة الغباء التي تتحكم بهذا المحور...
ما حصل مع نكسة الضربة الأولى هو أن الجغرافيا الكبيرة (مليون وستمائة الف كلم٢، مساحة إيران) هي ما ساعد النظام في طهران؛ بينما لم تساعد مساحة جزء من لبنان (أقل من خمسة آلاف كلم٢) حزب الله من الانهيار رغم بطولات مئات الرجال الرجال، في الميدان...
نفس ما حصل مع حزب الله في ٢٤ أيلول، حصل مع إيران في ١٣ حزيران...
آلاف الغارات...
نفس الدول التي شاركت في الغارات على حزب الله، شاركت في الغارات على إيران...
كل المعلومات الاستخبارية؛
كل الداتا الغربية...
كل الأقمار الصناعية الغربية التي شاركت في ضرب حزب الله في ٢٤ سبتمبر، شاركت في ضربة ١٣ حزيران على إيران...
الجغرافيا، وربما لطف الله لمن يريد أن يؤمن بأن الله الذي لم ينقذ المسيح ولا الإمام الحسين في كربلاء، قد تدخل هذه المرة لينقذ هذه المنطقة من غباء قادتها...
لكن،
هل نجونا؟
متابعة كل التحليلات أمر جيد...
لكن انتظار الفرج من الصين او روسيا أو مجرد الإكتفاء بالتعويل على الصين أو روسيا... هذا سراب...
كما أن الله لا يغير ما بقوم إلا إذا هم غيّروا ما بأنفسهم...
كذلك هو العالم...
الصين وروسيا من هذا العالم حيث يجري دائما البيع والشراء...
"ما بيحك جلدك إلا ظفرك" يقول المثل الشامي...
مستشار نتنياهو رون ديرمر لا يزال موجودا...
هو من اشترى سوريا من روسيا وتركيا...
كما أن تركيا الأطلسية تابعة لأميركا، كذلك هي باكستان...
رادارات الأطلسي في تركيا هي من يرسل التحذيرات عن إنطلاق الصواريخ من إيران؛ هذا ما ردده أكثر من خبير عسكري استراتيجي...
إردوغان هو أيضا دودة في براز الناتو...
كما أن إردوغان باع سوريا لإسرائيل مقابل حزب العمال الكردستاني، وكما أن بوتين باع سوريا مقابل وعد في أوكرانيا...
بيع إيران ممكن أن يحصل...
إسرائيل لا تدفع ابدا من جيبها...
هي دفعت لتركيا من جيب الأكراد، ودفعت لروسيا من جيب الأوكرانيين...
ما هو ثمن إيران عند الروس او عند الصينيين؟
نحن ربما لا نعرف؛ لكن الإسرائيلي يعرف... الاسرائيلي الذي يسيطر على العالم يعمل الآن...
الذي يظن أن اللوبي الصهيوني العالمي لن يبيع تايوان إلى الصين من اجل إيران واهم...
الاستهانة بقدرة الإسرائيلي على السيطرة على العالم هي غباء...
تذكروا فقط ما حصل مع ترامب بعد أن حاول التمايز عن نتنياهو والدولة العميقة في أميركا...
أخرج له إيلون ماسك صور من جزيرة "إبستين:، رجل الموساد، وملك الإتجار بالقاصرات والقاصرين مع كل الرجال او النساء الذين قد يصلون يوما إلى موقع نفوذ...
الجماعة قادرون فعلا على جر أميركا وبريطانيا وغيرها إلى الحرب الكونية المباشرة ضد إيران مع كفالة حياد الصين وروسيا بعد دفع الثمن...
لقد برهن جماعة اليهود الصهاينة انهم يسيطرون على معظم الرجال والنساء في هذا العالم، وليس فقط في العالم العربي...
كيف صار أولاد زايد نقيضا لكل ما كان يمثله زايد آل نهيان؟
حتى داخل إيران، تبين أن عندهم أناس جاهزون...
إبنة الشاه المخلوع "الشيعية" الذي يتردد اخوها للصلاة أمام حائط البراق كما كل التابعين لإسرائيل من ضحايا "إبستين"، متزوجة من يهودي صهيوني اسرائيلي...
هؤلاء لديهم أتباع وأشباه عبيد داخل إيران...
لا تستهينوا بما تملك إسرائيل من وسائل ابتزاز على قادة معظم الدول...
ما العمل؟
الحكمة تقول ان أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم...
حزب الله الذي لم يستعمل صواريخه الاستراتيجية، والذي لم يدخل إلى الجليل انتهى إلى مأساة رغم الإصرار على الإنكار...
إيران فهمت هذا الأمر وهي والحمد لله تهاجم الآن وفق عمليات رد مدروسة تأخذ بالحسبان تدخل أميركا والناتو... لذلك يجب التفكير أبعد من حرب الاستنزاف والرهان عل أن قدرة إيران على التحمل هي أكبر بكثير من قدرة الكيان الصهيوني...
لا احد يضمن متى يتم تحييد الصين وروسيا، ويتدخل الناتو ضد إيران بكامل قوته...
اذا هُزمت إيران، سوف نُساق جميعا كالعبيد في أقفاص في شوارع الإمبراطورية الرومانية الجديدة...
هل سمع المرشد التهديد بمصير كمصير صدام حسين؟
أمام إيران فترة زمنية قليلة جدا لإنقاذ نفسها، وإنقاذ المنطقة، وإنقاذ العالم من الصهيونية الفاشية النازية الجديدة...
هؤلاء هم دود الأرض؛ لم تعد تكفيهم جثث الموتى، هم يريدون التهام الأحياء من أحرار البشرية...
يجب امتلاك السلاح النووي فورا ومن بعدها الذهاب إلى التهديد بوضع كل الإقتصاد العالمي على حافة الهاوية بإغلاق كل البحار والمضائق والممرات في المنطقة...
هذه هو الحل الوحيد...
بالنسبة لهم... نحن جميعا من الغوييم...
كل العالم غوييم...
نحن حمير خُلقنا على شكل بشر...
إلههم خلقنا فقط لكي نخدمهم...
كفى غباء...
كفى استحمار...
انتجوا القنبلة، لأنها درع الحماية الوحيد في عالم الوحوش...
فقط بعدها يمكن قتل هذه الوحوش...



