هذه قصة حقيقية وردت في كتاب جولة في دهاليز مظلمة، لحسن الكشميري، ص ٩٨, نقدمها للعبرة والعظة, تقول الرواية:
يقع أحد المساجد المهمة بطهران على مقربة من السفارة العثمانية والسفارة البريطانية، وكان هذا على عهد الحكومة العثمانية.
وكان موظفو السفارة العثمانية الذين يرتادون هذا المسجد، يتجاوزون السبعين شخصاً،وكانوا يرتادون
هذا المسجد للصلاة، ويتناوبون مع الشيعة على الصلاة فيه:
عند الظهر، يصلي موظفو السفارة العثمانية صلاة الظهر ويذهبون، ثم يقيم إمام المسجد الشيعي الصلاةويصلي الشيعة الظهر والعصر.
أماعندالمغرب،
فيصلي العثمانيون صلاة المغرب ويتفرقون، ثم يصلي الشيعة،جماعةً، صلاة المغرب والعشاء،فيما العثمانيون ينتظرونهم ليصلواالعشاءبعدهم.
وفي ليالي الجُمَع، كان برنامج صلاة المغرب والعشاء يطول عند الشيعة. فيتجمّع العثمانيون في أطراف المسجد بانتظار أن ينتهي الشيعة من صلاتهم، فيصلون العشاء.
لكنّ قارئ تعزية، اسمه كميلي، كان يحضر كل ليلة جمعة،بعدصلاتي المغرب والعشاء ويخرج كيساً،فيه نوعٌ من الطعام يُسمّى بقصم"،وهوطعام من نوع خاص، يقوم بتوزيعه للحاضر ين، ثم يقرأمجلس التعزية ولايذكر فيه غيرحادثة كسر ضلع الزهراء(ع)،
ويذكر اسم الخليفة فلان، ويسب ويشتم.
وما أن يُنهي مجلسه، حتى يهب العثمانيون الذين تجمعوا للصلاة ويردّون عليه رافضين كلماته،فتحدث بسببه مشاجراتٌ كثيراً ما كانت تنتهي بِعِراكٍ يتخلّله ضرب وملاكمات ينتج عنها جرحى، وربّما قتلى،
والشيخ"كميلي" يستمرّعلى هذاأسابيع ولا يقرأ إلا هذه الحادثة، أعني مصيبة كسر ضلع الزهراء فاطمة(عليها السلام).
لكنَّ أحد الكَسَبَةِ، من رواد المسجد، انتبه لذلك، وأراد أن يعرف سبب إصرارهذاالشيخ الكميلي، على تكرار قراءة هذه التعزية كل أسبوع؟
فهل أنَّ الشيخ لا يحفظ إلا هذه الحادثة،علماً أنَّ هناك مناسبات مختلفة،على مدارالسنة فقرر أن يتحقق من الأمر، فتبع الشيخ وسأله: "شيخنا، الله يحفظك لماذا تُصِرُّ على تكرار هذه الحادثة، الّتي تحدث مشاكلَ بين الشيعة والسنة، وينتهي إلى تضارب وعراك، إذْ يهاجم بعضهم بعضاً، فهل إنك لا تحفظ إلا هذه التعزية.؟؟
فقال الشيخ : لا ولكنَّ المتبرِّع لهذا المجلس يشترط ذلك.
فقال له: مَن يكون هذا المتبرع؟
فأشار الشيخ إلى بقّالٍ وقال: إنَّ هذا البقال يعطيني عشرةتومانات وكيساًمن"البقصم" أُوَزِّعُه، ويشترط عليَّ ألّاأقرأغيرهذه الحادثة.
فذهب هذا الرجل إلى البقال،وسأله: هل أنت المتبرع لقراءةالتعزية في هذا المسجد؟
قال:لا، ولكن كلَّ يوم خميس صباحاً، يأتيني رجلٌ،ويعطيني عشرين توماناً،فأعطي للشيخ عشرةتومانات،
وخمسة تومانات ثمن "البقصم"،وخمسة تومانات هديةلي ويشترط أن تكون القراءة حادثة كسر ضلع الزهراء فاطمة (عليها السلام).. يقول هذا الكاسب: فترصّدت هذا الرجل يوم الخميس،فلمّاجاء كعادته، ودفع العشرين توماناًللبقال وذهب، لحقت بهِ، فإذا هو أحدُ موظفي السفارة البريطانية بطهران...!!!!