المعركة في بيوتكم.. انتبهوا.. قبل أن تدق ساعة الفناء
مقالات
المعركة في بيوتكم.. انتبهوا.. قبل أن تدق ساعة الفناء
جعفر خضور
18 حزيران 2025 , 23:57 م


جعفر خضور

لا يكفي في الصراع مع الآخر النظر لفارق القوة العسكرية أو مرونة استهداف مصالح الخصم. بل في وعي المعركة التي تمتد أساساً من فهم طبيعة مشروع "إسرائيل" في منطقتنا، لأن معادلة نمو "إسرائيل" وتهشيم القوة المُناقضة لها، يعني بالضرورة أنّ عدائية "إسرائيل" ستصل لحد لا يستطع أحد إيقافه.

- بالمقابل، تراهن "إسرائيل" على الأثر الرجعيّ لدعم كيانات وأجسام غريبة في كلّ بلد، لدرجة أن هذا الجسم يتحرّك في الوقت المحدد له، ما دام يرىٰ أن مبرر حربه مع الآخر يقوم على أساس طائفي - عرقي، فتغدو المعركة بين طرفين (إيران والعرب) بدلاً من (إسرائيل والعرب)، وهذا يحتّم إجراء نظرة موضوعية لأصول إسلام أولئك العرب، بالتوازي، دمج فكرة مقاومة العدو ضمن مشروع سياسي - ديني جامع، لكن هذا بدوره أيضاً رفاهية شعارات لن تجد سبيلاً لها، خصوصاً أنّ من يؤمن "بالسلام مع إسرائيل"، يفصِلها بتعاطيه مع المشروع الصهيوني ككل. فتضيع ملامح الصراع، ويغدو التفوق العسكري على حساب كرامات العرب ومصادر قوتهم، علماً، أنهم قادرون على التحالُف والتكتل في سبيب تحقيق أهداف كبيرة، لكن يبدو أنها تقترب من شيء واحد: أمن "إسرائيل".

- طوفان الأقصى، كرّس واقع "إسرائيل" القاتلة، الأخيرة التي استعملت مبدأ "الصدمات العملانية" في حربها معنا، وكانت نتائجها أكثر تبدّياً في لبنان، فبعد التأكد من الضربة التكتيكية ذهبت للاستراتيجية، ونقلت أرض المعركة لآخر قلاع محور المقاومة، القلعة، التي كان من المفترض أن تُعيد النظر في أداتها المعتمدة "لحرب الظلال" مع "إسرائيل"، فهي بذلك تفرّط بجهود عقود، وتُدخل المنطقة في "ثأر مؤجّل"، يعطي الفرصة "لإسرائيل" بإعادة رسم خارطة المنطقة، بعد سقوط سوريا الانتظاميّ في مشروع خليجي - تركي، فترَ كل تعامله مع القضية الفلسطينية منذ ما بعد مرمرة 2008، وموجات التطبيع وأحاديث السمر على كؤوس النفط والذهب.

- من المُعيب، أن نكون ضحايا الجهل بعدائية مشروع "إسرائيل"، والتسليم بواقع قوتها منفردةً لا كمشروع. كما من المُعيب، والتقصير، الشماتة "بمسرحية" كما يقولون، فعند بدء المسلسل الحقيقي سيكون العرب هم الممثلون.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري