كتب الأستاذ حليم خاتون:
ليس المهم من يبدأ الحرب؛ المهم من يكتب أحرفها الأخيرة...٠
هل كانت أميركا تريد التفاوض مع إيران فعلا للوصول إلى حل؟
هل هي تريد التفاوض فعلا؟
التفاوض ربما؛
لكن هل أراد الأميركي الوصول إلى حل فعلا؟
يبدو دونالد ترامب في حيرة؛ يخشى دخول حرب سوف تقضي على أميركا بكل تأكيد بعد أن سيطر الباسيج والحرس الثوري على الوضع الداخلي في إيران وانضوى الجميع بما في ذلك الإصلاحيون وحتى المعارضة الوطنية الليبرالية خلف علم الدولة الإيرانية؛ أم يترك إسرائيل تغرق وحدها الى قعر هزيمة لا طلعة منها...
دونالد ترامب هو قاتل قاسم سليماني...
دونالد ترامب هو من مزق اتفاق ال٥+ ١ بشأن التخصيب النووي في إيران...
دونالد ترامب هو من أعطى الضوء الأخضر ليس فقط للبدء بعملية الخداع الكبرى التي امتدت زمنا بعيدا قبل الثالث عشر من حزيران عبر كل التحضيرات اللوجستية:
١-إرسال أكثر من ثلاثين طائرة تزويد بالوقود إلى اكثر من ٥٠٠ قاعدة منتشرة في العراق ومنطقة الخليج...
٢- تزويد الكيان الصهيوني بكل الذخائر اللازمة للهجوم على إيران في ذلك اليوم...
٣- المساهمة الفعالة في إدخال كل عناصر منظمة "مجاهدي!! خلق" الإرهابية العميلة للغرب الى الداخل الايراني عن طريق الحدود مع أذربيجان، وإقليم كردستان في شمال العراق...
٤- العمل عبر أموال دول الخليج على استعمال نفس اسلوب شراء الضباط الذي جرى مع الضباط السوريين؛ ورغم الشعور الوطني العالي عند الشعب الإيراني، استطاعوا إيجاد مجموعة من هؤلاء الضباط الخونة العفنين...
لكن وجود الحرس الثوري من جهة، وتفعيل الباسيج الذين يشكلون نوعا من الحرس أو اللجان الشعبية التي تضم حوالي ثلاثة ملايين من أنصار الثورة والذين تحركوا فورا وكان لهم فضل كبير في القبض على الكثير من الجواسيس والعربات التي كانت تعيد توزيع المُسيّرات من أماكن التجميع السرية من جهة اخرى؛ كل هذا منع سواد يوم الثالث عشر من حزيران أن يمتد عدة أيام ويعمل على تخريب أكثر، وقتل أكثر من ٤٠٠ قيادي أساسي من الحرس الثوري او من الجيش الذين يوالون الثورة حتى آخر نقطة دم كما يظهر الان بعد فشل المؤامرة...
كل هذا يجعلنا نتساءل استطرادا، لماذا لم يكن هناك في سوريا بنيان مشابه؟
كيف قضت نرجسية بشار الأسد على القوات الرديفة التي كان باستطاعتها إحباط الخيانات التي حصلت في الجيش السوري، وإحباط مَسيرة الموتوسيكلات التي أسقطت سوريا في يديْ إسرائيل وتركيا...
تبين إنه لم يكن هناك في سوريا نظام حزب بعث عربي اشتراكي حاكم؛ كان هناك مزرعة لفرع من فروع آل الأسد...
عودة الى ايران اليوم...
اليوم سوف تتضح الأمور اكثر...
اليوم سوف يجتمع في جنيف وزير خارجية إيران عباس عراقتشي مع وزراء أوروبيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لسماع اقتراح واحد من ترامب، ويسمعوا هم بدورهم الجواب الوحيد الذي سوف تعطيه إيران...
حسنا فعلت إيران حين رفضت أي مفاوضات مع الاميركيين باعتبارهم شريكا في التآمر على الشعب والثورة الإيرانيتين...
حتى لو كان دونالد ترامب يريد فعلا الوصول إلى نوع من تسوية مع ايران بسبب ضغط فريق MAGA ( Make America Great Again)
الذي يرفض التورط في الحرب خدمة لإسرائيل...
لن يسمح اللوبي الإسرائيلي في اميركا بذلك؟
ترامب مثل الكثير من الشخصيات العالمية، له ملف عند الصهيونية العالمية التي تسيطر تقريبا على الدولة العميقة في أميركا...
هل تذكرون يوم خلاف ترامب مع إيلون ماسك؟
ظهرت في اليوم التالي صورة على منصة X تجمع ترامب مع إبستين...
إبستين هو ملك الدعارة والإتجار بالقاصرات والقاصرين الذي كان يعمل مع الموساد ومع إشراف حتى حاخامات أميركيين في خلق فضائح لتجنيد زعامات وشخصيات نافذة في خدمة إسرائيل؛ لهذا نرى مدى انتشار النفوذ الصهيوني على معظم دوائر القرار ليس في مجمل العالم فحسب، بل حتى داخل العالمين العربي والإسلامي...
كل مؤيدي إسرائيل هم من عبيد الجنس والفضائح...
صورة ترامب وإبستين ما لبثت أن اختفت لأنه كان لها مهمة واحدة فقط: تذكير ترامب بأن له ملفا وإن عليه السير كما تريد الدولة العميقة الخاضعة هي نفسها لسيطرة اللوبي الصهيوني ولوبي المال الذي يسيطر عليه كثير من اليهود الصهاينة...
هناك من يعتقد أن ترامب لن يذهب إلى الحرب ضد إيران...
بالإضافة إلى MAGA؛ حتى مديرة وكالة المخابرات المركزية الأميركية الCIA، التي عينها ترامب نفسه بعد نجاحه في العودة إلى البيت الأبيض؛ حتى اقرب المقربين اليه يرفضون التورط في هذه الحرب لما سوف يلحق بالقواعد والمصالح الأميركية من أضرار...
لا يزال ترامب يأمل برضوخ إيران سلما... (عشم إبليس بالجنة)...
الإيرانيون يعرفون جيدا أن الهجوم الذي حصل يوم الجمعة ١٣ حزيران كا من تخطيط الجنرال الأميركي مايكل كوريلا مع مجموعة تابعة للوبي الأيباك الذين اقنعوا ترامب إعطاء الضوء الأخضر لمهاجمة إيران أثناء المفاوضات على اساس ان كل شيء مُحضّر، وإن ما حصل مع حزب الله في لبنان، ومع روسيا من خداع وهجوم أمني مفاجيء قد تم تحضير شيء مشابه له داخل إيران، وإن النظام سوف ينهار كما انهار نظام بشار الأسد في سوريا...
وافق ترامب، ربما مجبرا وخوفا من الفضيحة، على إعطاء الضوء الأخضر، وهيأ نفسه لتبني الخطط بمجرد نجاحها في انهيار النظام الإيراني...
الكل يعرف الآن أن امورا كثيرة حصلت وساهمت في فشل الخطة رغم النجاح الجزئي في تدمير عدة قواعد واغتيال عدة قادة من الجيش والحرس الثوري...
في الحقيقة، تحول الهجوم الإسرائيلي إلى مأزق لسبب بسيط هو أن إسرائيل ليست دولة...
إسرائيل هي مجرد هيكل عسكري استيطاني قادر على تحريك الأمور في كثير من الدول بفضل الهيمنة التي تؤمنها لها اللوبيات الصهيونية في كل الدول...
إسرائيل هي القاتل والمجرم المأجور الذي ينفذ العمل الوسخ للإمبريالية كما عبّر حرفيا المستشار الألماني ميرز في زلة لسان لا تزال أصداؤها في ألمانيا تتفاعل...
الأرجح أن نرجسية ترامب وخوفه من الفضيحة لن تسمح له التراجع عن الدخول في الحرب...
الأوروبيون والأميركيون الذين لمسوا حتى الآن عدم دخول صيني او روسي مباشر في الصراع سوف يقولون نفس الشرط لإيران:
التخلي عن البرنامج النووي بالكامل، وزيادة على ذلك، التخلي عن البرنامج الصاروخي... تماما كما حدث مع صدام حسين الديكتاتور الظالم الجبان، ومعمر القذافي الأكثر جبنا...
رغم بعض الكلام "الطري" لعباس عراقتشي والذي لا يذهب بعيدا في التحدي الكلامي واللفظي للبلطجة الغربية، الجواب الإيراني جاء مع الموجات الصاروخية الأخيرة ١٢ و١٣ و١٤ و١٥ من عملية الوعد الصادق ٣ التي دكت كل مساحة فلسطين المحتلة أمس الخميس وفجر اليوم الجمعة...
الأرجح انشاءالله سوف يكون الجواب الإيراني على قدر مسؤولية إيران في لعب دور الحصن الأخير في هذا الشرق الذي لا يخضع للسيطرة والبلطجة الغربية...
إذا انطلقنا من هذه الفرضيات، فإن الاميركيين سوف يشكلون تحالفا دوليا مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا كما تنبأ الكاتب فراس ياغي على نفس هذا الموقع منذ يومين، وسوف تكون حربا عالمية بامتياز حتى لو تخلف الروس والصينيون عن الدخول المباشر فيها...
هم سوف يقومون، وقد بدأوا فعلا بإمداد إيران بما سوف يؤمن غطاء جويا يحمي إيران جزئيا ويجعل منها على الأقل بنفس مستوى الاستباحة التي تميز أجواء الكيان المحتل...
من المؤكد أن إيران التي رأت ما حل بالعراق وليبيا وسوريا، ترى كيف يقف كل الغرب يرتعد خوفا من كوريا الديمقراطية فقط لأنها تملك الردع النووي...
كانت إيران قد هددت بأنها سوف تنتج السلاح النووي بمجرد مهاجمة منشآتها النووية، وهذا قد حصل فعلا...
المفروض ان يكون العمل قد بدأ فعلا بهذا الإتجاه...
من هنا، وحتى الوصول إلى الردع النووي سوف يشتد القتال أكثر مع دخول تحالف الغرب الشيطاني هذه الحرب إلى جانب إسرائيل وسوف تدفع منطقة الخليج أثمان خبث حكامها وخيانتهم لقضايا الأمة واحتضانهم قواعد الشر التي تشكل احد أهم عناصر الدفاع عن العدو ضد الصواريخ والمسيرات الإيرانية...
ماذا عن حزب الله؟
من المؤكد أن حزب الله لن يدخل المعركة في هذه المرحلة القادمة على الأقل وطالما أن إيران قادرة على القتال باسلحة تفوق بكثير ما لدى الحزب...
لكن ماذا إذا أصر المرشد على فتوى تحريم اقتناء السلاح النووي ولو لتحقيق الردع؟
التحالف الغربي لن يدخل برا إلى إيران كي لا يهزم...
لكنه سوف يشن غارات وهجمات تزيد على وحشية إسرائيل في غزة...
هل يبقى العراقيون سلبيون لا يجرؤون حتى على اقتحام القواعد الأميركية في بلدهم التي بسببها تم تحقيق ضربة ١٣ حزيران؟
هل يبقى حزب الله في انتظار خروج أمثال وليد عبود ورامي نعيم وطوني ابو نجم وطوني بولس من شُذّإذ الآفاق يتطاولون على أشرف الناس؟...
في النهاية الذي لن يقاتل في هكذا ظروف سوف يفنى كما فنى سكان أميركا وأستراليا ونيوزيلاند الأصليين...
الذي لا يخرج على العالم شاهرا سيفه ويذهب إلى المعادلة الصفرية:
علي وعلى اعدائي؛ لا يستحق أن يبقى على هذا الكوكب...
الحياة لمن يقاتل...
تذكروا دائما قول اليمنيين:
الإمام من قام...
فقط من يقوم يحق له العيش، والباقون، فلتأخذهم القرود...
نحن على أبواب حرب وجودية...
نحن في مرحلة،
أهم أركان الدين فيها هو الجهاد...
العرب النائمون سوف ينتهون عبيدا...
المصريون والاردنيون والمغاربة وغيرهم الذين عجزوا عن اقتحام سفارات الاحتلال وسفارات الاعتداء الأميركي سوف ينتهون في مزابل التاريخ...
أما نظرية اللهم اضرب الظالمين بالظالمين التي ابتدعها شيوخ اليهود من خريجي الجامعة الإسلامية في تل أبيب فسوف تنهي كل الاديان لصالح قرن الشيطان الذي بدأ حرب الابادة ولن يترك أحدا من شره...
هل يكتفي المرجع الإسلامي الشيعي آية الله السيستاني بالتحذير أم يصدر فتوى بوجوب مقاومة محور الشر وطرده من أرض العراق...
نحن جميعا ذاهبون إلى المعركة الكبرى؛ سواء مباشرة وفورا، أو بالتقسيط على مراحل...
هل فهم الجميع اليوم لماذا كان يجب الذهاب إلى الحرب الشاملة منذ الثامن من اكتوبر ٢٣...
ببساطة،
إذا اردت العيش بسلام، استعد للحرب...
لا تقل ابدا إنك خُدعت؛ الحرب خدعة...
افضل وسيلة للدفاع؛ هي الهجوم حتى لا يلتقط.خصمك أنفاسه...
كم من الأثمان كنا وفرنا، لو ان المحور دخل هذه الحرب منذ اليوم التالي...
تحية إلى كل الشهداء...
تحية إلى من آمن إنه يجب المقاومة بكل الطرق ولو حتى بإشعال عود ثقاب...
تحية إلى من دعا إلى تسمية العملاء والخونة بأسمائهم دون رتوش حتى لا نفاجأ بكلب مسعور مثل وليد عبود تلطى طويلا ونجن سمحنا له نحن بالتلطي...
نحن ندخل حرب وجود...
نكون احرارا أسيادا او ستين عمرها هذه الحياة أن تكون...
لسنا أضعف من فيتنام،
ولا من كوبا،
ولا من كوريا،
ولا من أفغانستان....
نحن العرب، كلنا جئنا من اليمن يوما؛ لنتقتضي بما يقوم به ابطال اليمن...
الموت للصهاينة من كل الأجناس والأديان والأعراق...
الحرية لإيران..
الحرية لفلسطين...
نموت واقفين ولا نركع...



