الجذور التاريخية لعبادة الشيطان والمدارس المعاصرة والتأثير الاجتماعي
منوعات
الجذور التاريخية لعبادة الشيطان والمدارس المعاصرة والتأثير الاجتماعي
21 حزيران 2025 , 13:56 م

الشيطانية هي مجموعة من المعتقدات أو الممارسات التي تتمحور حول رمزية الشيطان – سواء كمفهوم فلسفي رمزي أو ككائن خارق يعبد، وفق الموسوعة البريطانية، ظهرت الحركات الشيطانية الحديثة بشكل صريح منذ تأسيس "كنيسة الشيطان" (Church of Satan) عام 1966، وقبل ذلك اتُّهمت جماعات أخرى دون دليل حقيقي .
1. جذورها التاريخية
طبقا للتراث الإسلامي والمسيحي، تعتبر عبادة الشيطان ناتجة عن انحراف فكري وانغماس في الشر، بما يشمل ذبح أطفال وحيوانات للمقاصد الروحية الشريرة، وهي ممارسة تم رصدها في حضارات قديمة مثل مصر والهند والإغريق .
2. الفرق والتوجهات المعاصرة
أ. كنيسة الشيطان (Church of Satan)
تأسست في سان فرانسيسكو عام 1966 على يد أنطون لافي، وتمثل عنوانا للرؤية اللاهوتية الرمزية: شيطان يستخدم لرمزية التمرد، الذات، والتسامي الذهني. يُنظر إلى الشيطان هنا كامثولة رمزية تعبر عن الحرية الفردية والانغماس في الطبيعة البشرية بدون شعوذة أو عبادات خارقة .
ب. معبد الشيطان (The Satanic Temple)
ظهرت عام 2013 كرد فعل سياسي-اجتماعي، تركِّز على الاستنارة، العقل، والمزاحمة الحقوقية بين الأديان. لا يؤمن أتباعها بوجود شيطان خارق، ولكن يستخدمون رمزيته للدفاع عن الفصل بين الدولة والدين وحقوق الإنسان .
ج. التنظيمات المتطرفة (Order of Nine Angles وغيرها)
تمثل تيارا سريا ويمارس طقوس "حجّات سوداء"، تعتمد على رموز أسطورية وثقافات ما قبل المسيحية. يُعرف عنها مواقف متطرفة لا تُعبر بالضرورة عن الحركة الشيطانية العامة.
3. الطقوس والرموز الشائعة
النجمة الخماسية المقلوبة (Pentagram): رمز دلالة على اختزال القوى وتحويلها نحو الذات أو الشيطان .
القداس الأسود (Black Mass): تقليد ساخر قد يستخدم في بعض الطوائف كموازاة رمزية للقداس المسيحي، لكنه لا يعكس ممارسة شائعة أو مركزية .
طقوس الدم والتضحية: غالبا أسطورية أو مبالغ فيها، لا ترتبط بالمجموعات المعروفة الدينية المعاصرة.
4. الذعر الشيطاني ("Satanic Panic")
في الثمانينيات والتسعينيات شهد الغرب موجة ذعر من بنية خرافية حول "العبادات الشيطانية السرية وسوء معاملة الأطفال". لكن قُضي على هذه المخاوف لاحقا باعتبارها مرويات إعلامية بلا أدلة. كان السبب وراء ذلك جزئياً وسائل الإعلام والتوترات الاجتماعية آنذاك .
5. التأثير الاجتماعي والثقافي
تُستخدم الشيطانية المعاصرة كرمز للتمرد أو الدفاع عن حقوق الحريات المدنية والحقوق الجنسية.
معبد الشيطان يرفع قضايا حقوقية أمام المحاكم، مثل مقارنة الطقوس الدينية في المدارس العامة .
هناك حضّات شعبي للتدخّل في النقاش الديني العام والسياسي باستخدام خطاب ساذج وساخر.
6. الرؤية الإسلامية وتحذير الفقه
من المنظور الإسلامي، يُحرّم الانخراط في عبادة الشيطان وجميع أشكال الهرطقة المشابهة، وذلك لصدق الفهم السماوي والنهي الشرعي عن الانحراف الفكري والسلوكي. ويُحذّر من هذه الطوائف لما تسببه من ضرر أخروي ودنيوي .
عبادة الشيطان مفهوماً وواقعا شائك يعد شاملاً من التراث الشعبي والانحراف الديني إلى التعبيرات الفلسفية والسياسية. في حين أن المناهج الحديثة (LaVeyan و Temple of Satan) تبدو ذات رمزية فلسفية أو سياسية وليست طقوسا خارقة أو شنيعة، فإنها لا تزال تثير جدلاً أخلاقيا ودينيا، لاسيما في المجتمعات المحافظة.

المصدر: Yajnoub
الأكثر قراءة ماذا بعد السويداء؟
ماذا بعد السويداء؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً