الهجوم الأمريكي واقع حتما و خاسر سلفًا.
مقالات
الهجوم الأمريكي واقع حتما و خاسر سلفًا.
علي وطفي
21 حزيران 2025 , 17:34 م


الانظار شاخصة بانتظار التحرك الأمريكي بشأن إيران وبضمنه مستقبل ترامب السياسي بدون الولايات المتحدة...

الثابت ان إسرائيل لن تتمكن من القضاء على قدرات إيران النووية حتى مع انخراط واشنطن بالقتال ، و لن تتمكن أيضا من التخلص من النظام الإيراني بمواجهة داخلية في إيران.

اما مصير ترامب إن اخطأ الحسابات و قرر خوض المغامرة الإيرانية سيئ للغاية و يقع فريسة معارضيه في الداخل و الخارج....

اليوم العالم و على توقيت ترامب يتأهب لحرب كبرى بعد ان وافق على خطط مهاجمة إيران ، اذا لم تعلن طهران الاستسلام ، بعد ان هيأت اسرائيل الارضية نحن في انتظار ايام عصيبة.

على ما يبدو ان ترامب لا يحبّ عادةً تحمّل المسؤولية و لكنه يتقن الحرب النفسية في الضغط على طهران . و في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي وفقًا للمستشار الألماني فريدريك ميرز ، يقوم "بأعمال قذرة" لصالح الغرب، نُقل عن ترامب قوله إن صبره على إيران نفد.

قام بإرسال طائرة بوينغ إي-4 بي نايت و وتش "يوم القيامة" و هي بمثابة قلعة جوية في حال وقوع كارثة نووية إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن و حاملات الطائرات الى المنطقة و يشمل الضغط تصريحات متتالية من مسؤولي البيت الأبيض إضافة لكبار المسؤولين الأمريكيين و بعض الوكالات الفيدرالية التي تؤكد تجهيز ضربة أمريكية واقعة على إيران و منها :"علينا أن نتحمل مسؤولية التخلص من شرّ عظيم،" و يلعب ترامب دور قائد "الدولة الخيرة" التي تعم فضائلها العالم و مع ذلك لا يمتنع من تهديد طهران بالدمار .

اما من الجانب الاخر ، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي الاستسلام رفضًا قاطعًا و اكد ذلك في كلمته للشعب الإيراني، مؤكدًا أن بلاده "ستقاوم الحرب المفروضة بثبات". وصف المرشد هجوم "العدو الصهيوني" على إيران بأنه "خطأ فادح" و"جريمة كبرى" و توعد إسرائيل بـ"عقابٍ قاسٍ لا مفر منه" و أشار إلى أن "دليل ضعف إسرائيل" هو "انخراط أصدقائها الأمريكيين الآن في الصراع" ، و ان تهديدات ترامب و مطالباته لإيران بالاستسلام "سخيفة" و"غير مقبولة". مؤكدا ان الشعب الإيراني لا يخشى هذه التهديدات لأنه "لا يُقهر": "هذا هو منطق الشعب الإيراني و هذه هي روحه" و أكد أن تدخل الولايات المتحدة في العمليات العسكرية سيُلحق بها ضررًا "مئة بالمئة" و سيُلحق بها "ضررًا لا يُعوّض".

اذا إيران لا تخشىى من ترامب حتى الآن ، و بالتالي المطالب المُبالغ فيها من إيران و تهديدات البيت الأبيض لم تُجدِ نفعًا و الاستسلام ربما يتحقق بدخول قوات برية إلى إيران و هذا ضرب من الخيال ، اما إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران فسيقع ترامب في فخٍّ لن يُفلت منه يحضره إليه تيار العولمة الامريكي الذي ينفذ قراراته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يُثير ترامب باستمرار و بنجاحٍ من خلال تصرفاته و تصريحاته حيث زار و هو في طريقه إلى قمة مجموعة السبع في كندا، جزيرة "غرينلاند"، التي يُراقبها الرئيس الأمريكي و يريد الاستحواذ عليها ، و بعد ان دعى إسرائيل العزيزة على قلب ترامب إلى التوقف عن ضرب إيران لأنها تُلحق ضررا متزايدا بالأهداف المدنية ، بينما الوحيدة بريطانيا هي التي تدعم ترامب بوضوح و تدفعه إلى حافة الهاوية ، لذلك السبب لا إجماع بين أوساط ترامب بشأن التدخل المباشر المحتمل في الحرب و ايضا يحذر المقربون من ترامب من انعكاس ذلك على انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 م. مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب ، كما تُعارض " تولسي غابارد" مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية هذا الأمر رفضًا قاطعًا، استنادًا إلى بيانات استخباراتية تفيد بان إيران لن تُنتج أسلحة نووية و تهدد بالاستقالة التي عبّرت علنًا عن انتقاداتها لذلك أُقصيت من نقاشات المعضلة الإيرانية الإسرائيلية في البيت الأبيض، وفقًا لشبكة إن بي سي نيوز ، كما أفادت شبكة سي بي سي ، بأنه لا يوجد اتفاق بين أقرب مستشاري ترامب حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة مساعدة إسرائيل على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المخبأة في أعماق الجباال (فوردو).

اللافت مؤخراً استخدام إيران ثلاثة صواريخ باليستية متوسطة المدى من الجيل الجديد ثنائية المراحل تعمل بالوقود الصلب من طراز "سجيل" في قصف اسرائيل لأول مرة و برؤوس حربية تقليدية، رسالة واضحة: بأن لا تنتظروا نفادذ ترساناتنا و لدينا ما نُفاجئكم به و تبع ذلك قيام الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية باعتقال المخربين العملاء الذين يعملون مقابل المال لصالح الموساد على نطاق واسع و صادرت كميات كبيرة من الطائرات المسيرة و مركبات لنقلها و مخابئ متفجرات في أماكن مختلفة و داهمت مخابئهم و يُقال إن من بينهم أفغان الذين يُغرون بأموال طائلة.

لذلك يمكن تلخيص الموقف حالياً :

اولا - ثبات طهران و الانقسام في إدارة ترامب في اتخاذ قرار الهجوم على إيران و غياب الدعم الحقيقي في الغرب (باستثناء بريطانيا) لهذه المغامرة الأمريكية اذا لا يزال من الممكن تجنب كارثة كبرى في اللحظة الأخيرة رغم الإنذار الأخير الذي وجّهه ترامب لإيران في 18 حزيران : " لقد سئمت من طهران و يجب عليها "الاستسلام دون قيد أو شرط"، الاستسلام، الإيرانيين اصبحوا معزولين أتمامًا، و ليس لديهم شبكة دفاع جوي ، قد تحدث أشياء سيئة كثيرة ."

ثانيا - ان عُمان/ مسقط حاضرة دوما و التي لعبت دور الوسيط في عملية التفاوض بين الولايات المتحدة و إيران، يمكن استئناف المفاوضات بين الطرفين هناك بهدف إنهاء الصراع دون استسلام إيران و حرب واسعة النطاق في المنطقة اتفاق دون ان يفضي إلى حرمانها من الذرة السلمية و برنامجها الصواريخي و الأهم من ذلك بقاء النظام الحالي. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري