بقلم: عدنان علامه/عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
في تطوّر خطير ينذر بزعزعة إستقرار الشرق الأوسط، شنّت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس ترامب هجومًا جويًا غير مسبوق على منشآت نووية إيرانية، مستخدمة قاذفات شبحية . نوع B2, وأسلحة استراتيجية فريدة.
فهذه العملية، التي استغرقت أكثر من 37 ساعة طيران متواصل من وإلى قاعدة "وايتمن" الجوية في ولاية ميزوري، لم تكن مجرد رسالة عسكرية، بل استعراضًا مدروسًا لقوة عابرة للقارات وذات كلفة هائلة.
#قنابل GBU-57: سلاح يوم القيامة
في صلب العملية، استخدمت طائرات B-2 قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 MOP، وهي من أندر الذخائر في الترسانة الأميركية. تحتوي كل قنبلة على نحو 9 أطنان من الفولاذ المقوّى باليورانيوم المنضب، إضافة إلى 4.6 أطنان من المتفجرات عالية الطاقة، ما يجعلها مخصصة لاختراق المنشآت النووية المحصنة.
وبحسب تقارير عسكرية غربية، فإن الولايات المتحدة صنعت 20 قنبلة فقط من هذا الطراز نظرًا لتكلفتها الخيالية، وتقدّر كلفة الواحدة منها بين 300 و500 مليون دولار. وبما أن الهجوم استخدم 6 منها، فإن الكلفة الفعلية تتراوح بين:
? 1.8 مليار و3 مليار دولار فقط لهذه القنابل الست
? الكلفة المالية الكاملة للهجوم الأميركي على إيران
# البند الكمية/المدة الكلفة التقديرية (دولار)
# 6 قنابل GBU-57 الخارقة 6 × 300–500 مليون 1,800,000,000 إلى 3,000,000,000
# تشغيل 3 قاذفات B-2 سبيريت 37 ساعة × 3 طائرات 16,650,000
# 4 طائرات تزويد بالوقود (KC-135/46) 37 ساعة × 4 طائرات 3,996,000
# دعم لوجستي واستخباراتي وتقييم أضرار تقديري 12,000,000
# 30 صاروخ توماهوك 30 × 2 مليون 60,000,000
# وقود 12 طائرة F/A-18 لمدة 37 ساعة 129,500 غالون × 12 طائرة 6,216,000
? المجموع الكلي التقديري 1.898 – 3.098 مليار دولار
# قراءة سياسية: هل نحن أمام عقيدة ترامب الحربية؟
هذا الهجوم لم يكن مجرد عمل عسكري تقني، بل يُجسّد رؤية ترامب العقائدية الصدامية. فالرئيس الأميركي، الذي صرّح سابقًا بأنه "في مهمة من الله"، يتحرك اليوم بخلفية دينية-أمنية تُبرر استخدام أدوات الردع القصوى، حتى في ظل غياب تهديد وشيك.
وتزامن هذا العدوان مع خطاب إسرائيلي عدواني مماثل بقيادة نتنياهو، ما يُرجّح وجود تنسيق استراتيجي يتجاوز التكتيك العسكري نحو فرض مشروع إقليمي بالقوة، من البوابة الإيرانية.
# خاتمة
لكي نحقق الأمن والسلم الدوليين، لا بد من موقف دولي حازم يضع حدًا لهذه السياسات العدوانية التي تستخدم الدين غطاءً للتدمير.
إن صمت المجتمع الدولي عن هجومٍ بهذا الحجم والكلفة، يفتح الباب أمام تكرار سيناريوهات أكثر دموية، ويجعل من المؤسسات الدولية شاهد زور على جرائم ترتكب فوق القانون وتحت مظلة التفويض الإلهي المزعوم.
وإن غدًا لناظره قريب
23 حزيران/يونيو 2025



