في الجغرافيا هو جزء من مساحة سورية الكبرى او بلاد الشام تم قطعها بإرادة المستعمر الفرنسي-البريطاني عبر إتفاقية "سايكس و بيكو" المعروفة ، منطقة الجبلية التي قد نزح جماعات اغلبها سورية من شمال بلاد الشام و كيليكية بسبب الاضطهاد العثماني ، إلى تحولت إلى كيان شبه سياسي تحت اسم "متصرفية جبل لبنان" ، و من ثم مركز استقطاب لقوى دولية و ثم اقليمية تديره تديره مجموعة قناصل اجنبية إلى ان اخذ وضعه الحالي بعد إضافة مساحة من سورية ليتشكل ما نعرفه اليوم ب" لبنان الكبير " ، و بدأ يلعب دوره كبؤرة ازعاج سياسية مستدامة لهذا المشرق بكياناته السياسية المتعددة التوجهات التي رافق تأسيسه على هذه البقعة التي عرفت ب(مقبرة الامبراطورات) على مد العصور ، و الذي سعى الاقربون و الابعدون للسيطرة عليها وما زالوا حتى وقتنا الحالي فهي لم تعرف الهدوء و الاستقرار او تنعم بالخير والرفاه ، هذه الجغرافيا السياسية التي ولدت فيها اول مدينة مأهوّلة مستمرة في التاريخ ، هي أرض نشوء و تفاعل الحضارات التي منحت العالم المعرفة من الحرف الى الرقم و النوتة الموسيقية ، الفن في الهندسة المعمارية ، الطب ، الزراعة و الري. بشواهدها التي تحكي بنفسها عن نفسه منها : بصرى الشام، ، تدمر ، افاميا، ماري ، بعلبك عمريت ، رأس شمرا ، صيدون و جزيزة أرادوس (أرواد) قلعة فينيقيا البحرية و الكثير من الشواهد والاهم مهد الديانات الثلاثة و نقطة انتشارها في اربع إلى جهات الارض، إنها خصوصية لا توازيها خصوصية لاي موقع على هذه الارض ، اما في الديموغرافيا البشرية و الاجتماعية فهي متنوعة الاعراق ، الديانات ، الطوائف و المذاهب و ما بعد الطوائف ، الكيان اللبناني الميزة (الكارثة) منذ التأسيس فلكل جماعة و مذهب راعي خارجي باهداف تتضارب مع بقية الجماعات و الرعاة ، لذلك لم و لن تجد مادة لاصقة لتثبيت أجزاءه الاجتماعية حتى يومنا ، مهما تغنى الفرقاء بحبهم للكيان يبقى عصي على التفاهم و الشراكة و هذا منطقي لان مبدأ تكونه يوصل الى هذه النتيجة .
آخر الفاعلين في مصيره في العصر الحديث كان الاحتلال الفرنسي إلى ان اصبح الكيان اللبناني الابن الوحيد المدلل في المشرق ، وصل الامر مؤخراً بجزء من اللبنانيين لمجرد انها فرنسا التي منحتهم بعض الامتيازات يتعاملون و يتفاخرون بلغتهم الفرنسية على حساب الأصلية على بقية المكونات المحلية (الإخوة في العيش) و حتى على السوريين و الفلسطينيين و استعداء مفهوم العروبة في القرن الماضي بشيء من العنصرية و تفوق الذات على الآخر كما حصل في حقبة المد الناصري و مشروع الوحدة مع سورية و كيف دخلت السلطة الحاكمة (كميل شمعون)آنذاك في حلف بغداد المعادي ،و أكاد أجزم ان هؤلاء ، هم كثر يرغبون لو كانوا جزء قانوني من الدولة الفرنسية او حتى ولاية أمريكية ..! .
من لم ينصدم ن مؤخرا حين وصل بهم الأمر إلى ان يترجوا باكين شاكين على كتف و بين أحضان رئيس فرنسا "ماكرون" يوم قدومه بعد تفجير مرفأ في بيروت بأن يعيد احتلال لبنان و أذكر إحدى سيدات الفن التي درفت دموعاً على كتفه مستنجدة...!، كما وصل خيال بعض متعصبيه في فترة ليست بعيدة الاصرار على الميثيولوجيا الفينيقية و كأن( فينيقيا) كانت حدودها فقط ساحل جبل لبنان و صور جنوباً ، أما ساحلي فلسطين و سوريا هم كانوا تاريخيا في المحيط الهندي و تكونا فيما بعد نتيجة ( انزياح ارضي قاري زلزالي)، كما لا يعلمون كمية التمازج البيولوجي نتيجة تواتر موجات الحضارات البشرية المتنوعة عرقيا و دينيا من بداية الجامعات البشرية من العموريبن ،الكنعانيين ،البيزنطيين و الرومان و الغزوات من المغول ، التتار ، العثمانيون وصولا إلى الاحتلال الفرنسي ، فهل بقي احدا بدم فينيقي وهذا إذا اعتبرنا ان النسل اللبناني بدأ من فينيقيا و هو خيال ..!؟
الطرافة اليوم تتجلى في انقلاب هؤلاء على ذاتهم و اصبحوا يزايدون على القوميبن و الناصريين و أصبحوا ينادون بالعروبة ، عروبة البترودولار الخليجي حيث المال.. يمكن وصف بعضهم ب (بعثيي) انظمة الخليج هي المصلحة و التمويل و دعم اجندات هذه الانظمة و من يرعاها كما ليس خافيا على احد امن ناحية العلاقات الاجتماعية و العائلية ن ابناء هذا الكيان و سكانه هم بالغالبية العظمى امتداد العائلات السورية و الفلسطينية او (الشامية) حتى اقتصاده و ازدهاره المالي كان برأسمال رجال اعمال و مصرفيون سوريون و فلسطينيون و بالوثائق ان نورد اسما وكنية العائلات الحالية هي عائلات سورية صافية بالغالب الاعظم و فلسطينية نوعا ما ، لذلك عدد لا يستهان من هؤلاء يعيش نوع انفصام الشخصية او المرض النفسي بعضهم يكاد يتجاوز بعصبيته خرافة الشعب المختار... هذا كله نتاج عقدة نقص بنيوية و نفسية.
كما هو حالهم في التجارة السياسية و بيع و حتى المزايدة بالمواقف التي تتحول إلى (سلع تجارية ) ، حقيقة معظمهم سياسيون بالوراثة عن ابائهم و أجدادهم و منحوا ألقاب عثمانية مكافأة لخدماتهم و لا يرتقون إلى مستوى رجال دولة بسبب صراع التناقضات و المصالح الضيقة و الشخصية ممزوجة بالحقد و الكراهية ، و تبين ان هؤلاء لبنانيين بالهوية فقط حتى وصل الامر ببعضهم بإصدار حكم بمن هو اصلي او تقليد من من مواطني الكيان اللبناني الذين يختلفون معهم بالسياسة و ثم ظاهرة لا يشبهوننا مؤخراً.
اليوم عندما نرى امواج عاتية لا تخبوا من الضغوطات و الاعتداءات لإعادة لبنان إلى شعار المسخرة '' قوة لبنان في ضعفه " و التناغم و حتى التحالف السياسي إلى المزايدة على مواقف العدو الاسرائيلي بالإصرار على نزع آخر مخلب لبناني يمكن ان يخدش كبرياء تل أبيب،،،! فالانسان ذو العقل السليم يستغرب هذا ، فالعقل لا يقبل هذه المواقف من الاخر اللبناني في الوطن ، ليس إلا نوع من الفوقية تكاد تلامس العنصرية.
لبنان هذا تم تصميمه نسخة واحدة للقياس عليه فيما بعد على أن يكون حر و بلا ضوابط في الحالة البينية اي بين مجموعاته على أنواعها و قمة التسلط و الديكتاتورية الحزبية و الطائفية عموديا، لكل حزب (حرية) في مواجهة الاخر المختلف, حرية بلا ضوابط في السياسة اتجاه حزب آخر او عند المنافسة على المصالح المادية و الخاصة ، إنما داخل هيكلية الحزب الواحد فالحالة هتلرية و ماركسية و لا رائحة للديمقراطية في الحياة الحزبية و رئيس الحزب إلى الابد و لا يمكن اعتراض قراره و لسخرية القدر ينعتون الغير بالديكتاتورية من الاحزاب و الانظمة التي لا توافق مصالحهم و أهداف رعاتهم الإقليميين و الدوليين ، فرئيس الحزب (معصوم) فوق الانتقاد و لا رأي معارض. لديه جرأة التعبير ثم لم يحدث في علم السياسة أن تكون الاحزاب هي السلطة التنفيذية و التشريعية و القضائية متصارعة فيما بينها في نظام برلماني طائفي و مفهوم المشاركة للمعارضة من داخل مؤسسات النظام الرسمي يعني لا تعليق يليق. حديثاً ظهر نموذج لمحاولة إلحاق العراق بالحالة اللبنانية و نجحوا لحد ما و اليوم يحاولون الشيء عينه في سورية ، حين استنجد جزء من السوريين بإسرائيل ، تركيا و امريكا و هللوا للاعتداءات الاسرائيلية على مقدرات البلد معتبرين انها للنظام شخصيا على اسس طائفية و مذهبية بدات تتجلى طوال 14عاما من الحرب.
الوصفة اللبنانية قد يتم تمريرها للمريض السوري مع اختلاف النسبة و التناسب، عبر "طائف" سوري بعد إنهيار النظام ، أي إعادة تركيب دولة مشلولة بثلاثة رؤوس لتبقى دولتين او ثلاثة تتحكم بقرارات النظام السوري الجديد على غرار لبنان و تحول شعار وحدة "المسار و المصير" بقوتهما و استقلال قرارهما إلى لبنان و سورية قوتهما بضعفهما. وربما السيناريو الاسوأ تقسيم الكيان السوري إلى اربعة حقول ألغام وهنا الكارثة ،خينها يمكننا ان نحسد الكيان اللبناني على وضعه .
لبنان في حالته السياسية المتناحرة بين مجموعاته السياسية هو عبارة عن أوراق لعبة خارجية قد توصله إلى الاندثار بعد ان ظهر حالة في كارثية تجلت بعد الحرب الاخيرة عندما تطالب اطراف داخلية و تشجع العدو الخارجي على سحق او قتل و اقتلاع مجموعة لبنانية و الحد الادنى ان تتشفى من لبنانيين انكسروا في معركة مع اسرائيل مثلا.
اما النكتة هي كلهم يريدون ال 10452كم مربع و يعشقون السيادة و الاستقلال بينما راجع تاريخهم نرى ان هؤلاء لا يعلمون معنى و قيمة هذه الجغرافيا و لكل سيادته و استقلاله حسب تبعيته و تمويله و أبرز وجوه و تجلياتها ظهرت من كيفية انتخاب الرئيس الحالي و تعيين رئيس الحكومة إنها (السيادة) في القرار الوطني يمكن ان تُدرس في اكاديميات العلوم السياسية.
أما مفهوم الوطنية فحدّث بلا حرج فهو سريالي الفهم فلكل وطنيته مع تفسيره و وجهة نظره استنادا على موازين القوى الخارجية الحاكمة و أصبحت الحياة السياسة اليوم (الوطنية) لهؤلاء عبارة عن منصات سياسية إعلامية لنشر الغسيل الداخلي و مرآة لنفوذ و خطط القوى الخارجية على مختلف المستويات و لا شيء آخر يخدم كيانه و أبنائه بكل أسف سوى المزيد من التحكم ، العداوة و الضغينة، هو ما ينعكس حتماً على الجوار و بدأ يظهر في سورية الشرع بعد الانقلاب و وصول مجموعاته المتطرفة إلى السلطة و كل منها يتبع لنظام اقليمي- عربي أو دولي و بدأ ظهور التعامل مع سلطة الامر الواقع و مؤسساتها بإسلوب تعامل السفارات مع المؤسسات و المجموعات السياسية اللبنانية و للاسف علينا ربما نسيان (السيادة) إلى حين و عليه في أية لحظة الامور قابلة للإنفلات الشامل في ما كان يعرف ببلاد الشام أو سورية الطبيعية و تدق أبوابنا حرب أهلية دينية و ما اكثر من يرغب في ذلك على كامل التراب الشامي.



