انتصار إيران رائع، كيف يصبح غير مرتد؟
جورج حدادين
انتصرت إيران رغم كل الأصوات التي كانت تدعوا الى عدم التهور وعدم المخاطرة، أنها أمركيا أنها " إسرائيل " أنه الناتو، أنه القدر غير المرتد... الخ
كانت الضربة الأولى، وكان الرد الأول، وكانت الكلمة الأولى،
استعادة السيطرة والتحكم، انطلقت الصواريخ والمسيرات الإيرانية تخترق كل الأجواء، وتصيب بدقة مذهلة أهدافها، متخطية كافة أنظمة الدفاع العالمية، الأمريكية الأوروبية العربية، و " الإسرائيلة " صواريخ ذكية تهزم الذكاء الاصطناعي وتهزم الذكاء البشري الغربي،
تدخلت الولايات المتحدة حيث شعرت بالخطر الماحق على الكيان الفاشي، معتقدة أنه بتدخلها يمكن إخضاع إيران، وجلبها صاغرة، وفرض الاستسلام عليها، كما أعلن ترامب وكثير من قياداته، فكان الرد الإيراني على قاعدة العديد صاعقاً، على أثر هذه الضربة أنقلب موقف الولايات المتحدة رأساً على عقب
تم استهداف المواقع النووية، ومن الواضح أن هذه الهجمة أيضاً فشلت في تحقيق الهدف، القضاء على مشروع إيران النووي، سواء أكان مدنياً أو عسكرياً، أنه حق إيران الطبيعي،
يمكن التأكد من فشل الضربة، الدليل الإشعاعات النووية لا أثر لها، ويمكن التأكد من وجود اشعاعات من عدمه بواسطة جهاز بسيط يدعى " جايجي موللر تسيلر " جهاز قياس الاشعاع، لا أثر، ولم تعلن حتى وكالة الطاقة الدولية عن وجود اشعاعات، أي استطاعت إيران باقتدار حماية مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة 60% أي خطوة واحدة لصنع القنبلة النووية.
انتصار عظيم، في جو من الإحباط يخيم على المنطقة، بسبب إنجازات تكتيكية للكيان الفاشي، في لبنان، وتدمير شامل للبنى التحتية والبشر في غزة،
نظرة للخلف، هل يمكن ربط إنجاز طوفان الاقصى المذهل بالأمس بانتصار إيران العظيم، اليوم؟
انتصرت إيران بارتكازها الى قاعدة راسخة:
• حضارة ضاربة في عمق التاريخ، حوالي اربعون قرن، ولّدت لدى الأمة الإيرانية شعور بالكرامة الوطنية والإنتماء الوطني، انعكس بتوحد كافة شرائح الشعب وأحزابه الموالية والمعارضة، للدفاع عن الوطن، فأصبح الوطن عنوان المعركة، تماماً كما أعلن ستالين الحرب العالمية الثانية والهجوم النازي على الاتحاد السوفيتي، الحرب الوطنية العظمى،
وبناء على هذا الأرث امتلكت القيادة الإيرانية الشجاعة الأخلاقية للتصدي للعدوان بكل جرأة وثقة بالنفس.
• غياب هذا العنصر، العمق الحضاري، عن كل من الكيان، الذي يبلغ عمره حوالي سبع عقود، والولايات المتحدة، ثلاثة قرون فقط،
انتصرت إيران، نعم ، ولكن هناك دوماً الغدر الإستراتيجي، لا ثقة بالطغمة المالية العالمية، من أجل ذلك يجب العمل على جعل هذا الانتصار الرائع غير مرتد، من خلال:
• الانتقال خطوة للأمام، عبر تبني مشروع التحرر الاجتماعي، أي تمكين الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة والمقهورين والمحرومين ، من حقهم في الثروة المنتجة بجهد وعرق هذه الشرائح، ومنحهم الحق في المشاركة في صنع القرار، في كافة القطاعات: الاقتصادية والإجتماعية والثقافية،
• تحقيق الوحدة الوطنية على أرض الواقع من خلال السماح للقوى والفعاليات الاجتماعية المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأحترام خياراتهم الوطنية وطريقة حياتهم الشخصية


