تقييم لنتائج الحرب بين
مقالات
تقييم لنتائج الحرب بين"إسرائيل" وإيران..توازن في الردع..مفاجئات إيرانية تغيّر المعادلات بنوعية الصواريخ ودقة ضرب الأهداف..فشل استخباراتي إسرائيلي..بداية إنهيار في المجتمع الصهيوني... *=
خالد عبد المجيد
6 تموز 2025 , 05:58 ص


*خالد عبد المجيد *

ما حدث في الأسبوع الأول للحرب يمثّل نقطة انقلاب ميدانية حقيقية حيث تم نسف مقار استخباراتية وعسكرية إسرائيلية ومطارات ومراكز حساسة بضربات صاروخية دقيقة لم يتوقعها، ومنها توجيه ضريات لمطارات ومراكز ومقرات حول مفاعل ديمونا في النقب كرسائل واضحة بالقدرات الإيرانية، وبذلك تقترب قوى الجيش وحرس الثورة من ترجيح الكفة بشكلٍ واضح لصالحهم، عسكريًا واستخبارياً ، بعد اسبوع دموي صعب على العدو عاشها في حالة من الذهول لما حدث أصابت معنويات المجتمع الصهيوني التي أصبحت قريبة للانهيار .

في غضون هذا الأسبوع، شهد مسار الصراع تحولًا نوعيًا غير مسبوق، من مبادرة إسرائيلية غير محسوبة في بدقة في بداية الحرب العدوانية إلى حرب وردود تقودها إيران بحرفية عالية، وبالرغم من وجود التضحيات والخسائر التي لابد منها في الحروب ولا أحد يقلل منها، ولكن إيران قادرة على إحتوائها وتحملها واستيعابها بالرغم من حجمها الكبير..وبهذا أصبح الجيش الإيراني وحرس الثورة يقتربان من السيطرة والإمساك بزمام المبادرة عسكريا واستخباراتياً ونفسياً وميدانياً، ويلعبان بأعصاب الكيان الصهيوني ببطء، وبدقة، وبتوقيت محسوب.

ومع انكشاف هائل لشبكات التخريب

في غضون الأيام الماضية وخلال الأسبوع الأول من من الحرب العدوانية الني شنتها "إسرائيل"، أُنهكت قدرات العدو في الداخل الإيراني، وكذلك توجيه ضربات قوية للقواعد والمراكز الإستتراتيجية العسكرية والأمنية والإقتصادية في تل أبيب وسط الكيان وفي حيفا والشمال والنقب والجنوب، ولم يعد العدو قادرًا كما حصل في الوهلة الأولى على تنفيذ الضربات الدقيقة أو الموجّهة، في حين جاء الردّ الإيراني الذي لم يبلغ ذروته بعد بقوة متتالية ومتراكمة فاجئت وأذهلت العدو، لذلك فإن المؤشرات تتجه بوضوح إلى أن إيران باتت تقترب من الإمساك الكامل بزمام المبادرة داخليًا وفي مسرح الصواريخ الدقيقة أيضًا التي تصيب أهدافها بدقة لم يتوقعها العدو ولا أمريكا وخاصة القيادة العسكرية الأمريكية، وهذا لا يعني إنجازات كاملة أو تفوق إيراني على العدو فحسب، رغم عدم الإستهانة بقدراته وما قام به من قصف لأهداف في إيران، إلا أن التحليل يركّز على الانهيارات الاستخبارية للعدو والتي كان لها أثر مباشر على الميدان العسكري الذي بدأ يتغير جذريا لصالح إيران بعد الضربات الصاروخية المؤثرة التي طالت أهدافاً استتراتيجية بالإضافة الى ما أصاب الحالة النفسية والمعنوية للمجتمع الصهيوني.

علامات الخسارة والهزيمة عند "إسرائيل" بدأت لكنها لم تكتمل بعد، وملامحها داخل الكيان أصبحت واضحة، *من التخبط السياسي لنتنياهو الذي يطالب أمريكا بالمشاركة المباشرة والإرباك العسكري، نتيجة نفاذ بعض الذخائر والانكشاف الأمني* وهذه ملامح أولية على طريق التجسيد الكامل لهذه الهزيمة والتي ستحددها الأيام أو الأسابيع المقبلة ، وهو ما لم يكن يدركه نتنياهو وحكومته وما لا يُدركه الأمريكيون جيدًا حتى اللحظة، خاصة بعد تصريحات ترامب الأخيرة التي يهدد ويتوعد ويطالي ايران بالإستسلام .

إن دخول ومشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب هو احتمال قائم وقد يكون قريب في هذه اللحظات، وربما يكون إجباري..لأنه عندما تبدأ ملامح الهزيمة والانهيار بالتحول إلى واقع محسوس، سيضطر الأمريكي على الدخول المباشر لمعادلاته ومخططاته في الأقليم والعالم وهذا ما لا تتمناه إيران وتعمل باتصالاتها الإقليمية والدولية لتجنبه، وخاصة مع ما تقوم به بعض دول الإقليم التي تخشى من توسيع رقعة الحرب وتداعياتها والجهود الدولية التي تقوم بها روسيا والصين ودول اوروبا التي سارعت بالدعوة للقاء وزير الخارجية يوم الجمعة، ولكن إيران تؤكد أنه إذا شاركت أمريكا سترد وستواجه العدوان مهما كلفها من ثمن،ومشاركة أمريكا المباشرة في الحرب ليس لأن "إسرائيل" تستحق ذلك عسكريًا وكحليف استتراتيجي، فحسب بل لأن هزيمتها كحليف متقدم يعني إعادة صياغة ميزان القوى الإقليمي والدولي بأكمله، وبالتالي سقوط مشروع الشرق أوسط الجديد الذي تخطط له ومشروعها المنسّق مع "إسرائيل" تجاه القضية الفلسطينية وإعادة إنعاش قوى المقاومة ومحورها، واذا ما حدثت المشاركة الأمريكية ستتوسع الحرب وستؤدي لكارثة كبرى في المنطقة والعالم وعند الطرفين، وخاصة إذا تم إغلاق مضيق هرمز وباب المندب من قبل إيران وما يحدثه ذلك من تداعيات إقتصادية ونفطية كبيرة في المنطقة والعالم، وبالرغم من مخاطر وهول المشاركة الأمريكية والخسائر التي قد تحصل ولكن لن تستطيع أن تشل قدراتها العسكرية وسترد بقوة وبما تستطيع ولن تستسلم كما يحلم ترامب ونتنياهو وكان موقف المرشد الأعلى في كلمته الأخيرة واضحا على هذا الصعيد بالإضافة الى حالة الصمود الشعبي والردود العسكرية الصاروخية المفاجئة للعدو ..

المصدر: موقع إضاءات الإخباري