على القافلة أن تسير رغم نباح كلاب العمالة
مقالات
على القافلة أن تسير رغم نباح كلاب العمالة
حليم خاتون
6 تموز 2025 , 17:41 م

كتب الأستاذ حايم خاتون:

يجب الإعتراف:

نجح أهل العهر في لبنان وينجحون كل يوم في استفزاز أهل المقاومة...

كلما خرج طوني بولس أو شارل جبور أو رامي نعيم او ابراهيم صقر أو أي إبن زانية من هؤلاء يقول عنوانا فاقعا يظهر على الشاشة حتى لو لم يفتح أحدنا الرابط، يشعر المرء بمدى أهمية إقامة دولة وطنية قوية قادرة على اختراق حواجز الطوائف ونصب المشانق لكلاب العمالة في لبنان...

هؤلاء ليسوا مجرد أغبياء أو مجموعة من الحمير...

هؤلاء ليسوا شركاء في الوطن ضلوا الطريق...

هؤلاء يتعمدون التماهي مع الخطط الأميركية الإسرائيلية لأن هذا هو معدنهم؛ هذه هي أصولهم... "غوييم" في خدمة المشروع الاستعماري للمنطقة...

لماذا نعرف نحن الخطط الإمبريالية منذ مؤتمر بازل للصهيونية أواخر القرن التاسع عشر، وهم لا يريدون معرفة ما جرى في هذا المؤتمر!!!

لماذا نتابع نحن الخطط التي تم بحثها في مؤتمر كامبل للقوى الاستعمارية الأوروبية أوائل القرن العشرين، وهم يتصرفون وكأن هذه الخطط من نسج خيال نظريات المؤامرة!!!

لماذا نرى نحن خطر الاستعمار الغربي على وجودنا عندما نقرأ تاريخ ما حصل بين ماكماهون والشريف حسين، وبعدها ما حصل مع عبد العزيز بن سعود أو مع طلال بن عبدالله أو ما حصل بعد انكشاف وثيقة بيلفور ووثائق سايكس بيكو، بينما هم يصِفون كل تحذيرنا باللغة الخشبية التي مضى عليها الزمن!!!

بل لماذا "ننقز" نحن عندما نسمع جون ميرشايمر أو جيفري ساكس أو نسمع تصريحات الجنرال الأميركي ويزلي كلارك الذي فضح خطط البنتاغون والصهيونية بتدمير سبع دول في الشرق الأوسط، وتغيير الأنظمة حتى لو كانت حليفة للأميركيين من اجل إيصال الإسلام السياسي الأميركي الى حكم الشرق الاوسط؛ وهذه الدول هي:

العراق، ليبيا، مصر، السودان، سوريا، لبنان وإيران؛ ثم نرى غزو العراق بعد قيام كلاب بندر بن سلطان من أحفاد عبد الوهاب وإبن تيمية وعبدالله عزام "بغزوة نيويورك" التي لم يمت فيها صهيوني واحد في برح التجارة العالمي، وغياب كل هؤلاء عن العمل في مكاتبهم في ذلك النهار تحديدا؛ ثم نرى الربيع الديمقراطي العربي المزعوم مدعوما من السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا داخل نفس غرف العمليات مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا؛ نحن "ننقز"، بينما يكيل هؤلاء المديح لأنظمة الخيانة العربية ويصلون حد مدح إسرائيل نفسها وليس فقط عرابها الأميركي...

لماذا نخاف نحن من الإسلام الأميركي المتمثل بداعش والنصرة وجند الشام ووحوش الإيغور والشيشان ورجال القرون الوسطى من الأوزبيك والطاجيك وكل فرق التكفير التي انتجتها المخابرات المركزية الأميركية وال MI-6 البريطانية، بينما يخرج سمير جعجع ليقول "فليحكم الإسلام"، دون أي خوف من الذمية التي "فلق" رؤوسنا بها هو وجرائه من صغار العملاء!!!

لماذا علينا قبول العبقري غسان حاصباني يهددنا بالجولاني الذي يريد فقط ضم شمال لبنان وصولا إلى طرابلس رغم حمله شعار بشير الجميل حول ال ١٠٤٥٢ كلم٢، واعتبار الرجل مجرد حمار جاهل، بينما هو عميل حقير بكل ما في الكلمة من معنى ويجب محاكمته بتهم الخيانة العظمى والحكم عليه بالإعدام...

نسمع كل هذا، ونخاف على الوطن؛ بينما يخرج أولاد الزانية من هؤلاء يطلبون من ترامب ونتنياهو وأبو محمد الجولاني مهاجمة المقاومة في لبنان وتدمير البلد على رؤوسنا دون أن يرف لهم جفن، ثم يخرج سمير جعجع يعبر عن ارتياحه لأن "التاريخ" أنصفه عبر الحرب التي تشنها الامبريالية الأميركية علينا...

كل هذا،

ثم يخرج حمار من حمير محور المقاومة يتحدث لائما "الشركاء في الوطن"!!!

ثم يخرج امرء ما محسوب على أهل المقاومة "يتفلسف على سمانا" باسم الواقعية والعقلانية يطلب محاولة التفاوض مع الأميركيين!!!

باسم الواقعية والعقلانية، قبضنا على عملاء خلال الحرب، وبدل إعدامهم كما يجري في كل البلدان التي تحترم نفسها سلمناهم إلى الجيش المغلوب على أمره الذي قام بتسليمهم طائعا إلى سفارة الولايات المتحدة الأميركية خوفا من غضب السيد الأبيض الأميركي...

متى نفهم أن المشروع الأميركي يستهدف جوهر وجودنا؟

متى نفهم أننا كلما تنازلنا شبرا، تقدم الأميركي أشبارا في محاولة استعبادنا...

ظل الحزب الشيوعي الصيني عشرين عاما يحاول التفاهم مع "الشريك في الوطن "تشان كاي تشيك" دون جدوى...

ثم اتخذ القرار بالحرب، فهرع العملاء إلى السفن الأميركية والبريطانية هربا من البر الصيني، واقاموا جمهورية الصين الوطنية على جزيرة فورموزا تحت الحماية الإمبريالية (تايوان)...

الصين بنت نفسها إلى أن صارت قوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأميركية في كل العالم، واجتمع الحزب الشيوعي الصيني وقرر إعادة ضم تايوان إلى الوطن الأم في مدة أقصاها ٢٠٢٧...

كل هذا، بينما لا زلنا نحن بعد اجتياحات ٤٨ و٦٨ و٧٨ و٨٢، ٩٣، ٩٦، ٢٠٠٦ و٢٠٢٤ نحاول التفاهم مع عملاء أميركا على وجوب بناء وطن...

اليوم تحاول أميركا حشر شيعة لبنان الذين يشكلون العصب الأساسي في مقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة...

يهددنا أبو محمد الجولاني باجتياح الحدود من الشمال والشرق وفق خطة اميركية لاجتياح إسرائيلي من الجنوب ومن الشرق أيضا بعد الالتفاف من داخل الحدود السورية بعد ان فتحت تركيا والسعودية وقطر والإمارات والأردن كل الأبواب أمام القوات الإسرائيلية داخل الجنوب السوري...

ربما كانت كلمة امين عام حزب ألله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة عاشوراء حاسمة لناحية رفض الاملاءات الأميركية الإسرائيلية الضاغطة باتجاه إنجاز الهزيمة الكاملة بالمقاومة عبر اجبارها على تسليم ما بقي من سلاح، لكي يتم سلخ جلدها في اليوم التالي...

لكن التجربة علمتنا أن لا نستكين إلى الكلمات الثورية في أدبيات حزب الله...

لطالما تريث الحزب حين وجب الانقضاض...

ليس المطلوب فقط كلاما ثوريا، المطلوب ممارسة ثورية...

المطلوب الذهاب إلى الأخير في المواجهة مع إسرائيل حتى لو أُضطررنا لتفجير كل المنطقة؛ وعندنا ما يكفي لذلك...

المطلوب الذهاب إلى الحرب بما عندنا؛ بكل ما عندنا...

كما أتت أميركا لنجدة إسرائيل من ايران؛ على إيران واليمن أن يأتيا لمنع الاستفراد بغزة اليوم، وببيروت غدا...

هل نرى المحور يفتنم الصراع اخيرا، (على النسق الفيتنامي)؛ أم تراه يراهن مرة ثانية على جدال بيزنطي لكي نفاجأ بهزيمة بيجرز أحرى، أو اغتيال قيادات...

صحيح أن الشيخ نعيم كان حاسما برفض الذلة...

لكن هذا الرفض يكون بلا معنى إذا نحن استمرينا في عدم الذهاب إلى الخيار الصفري حين يأتي الأميركيون...

نكون او لا نكون....

هنا كل المسألة...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة ماذا بعد السويداء؟
ماذا بعد السويداء؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً