الكشف عن سر جمجمة الطفل الغريب
منوعات
الكشف عن سر جمجمة الطفل الغريب
8 تموز 2025 , 13:19 م

عثر عمّال أثناء مدّ أنابيب شبكة مياه في منطقة كاتاماركا شمال غربي الأرجنتين، على جمجمة بشرية غريبة الشكل تعود لطفل يتراوح عمره بين ثلاث وأربع سنوات، وتتميز بشكل غير متماثل ولافت للنظر.
وبحسب التقييم الأولي لفريق علماء الآثار، فإن الرفات البشرية تعود إلى ما لا يقل عن 700 عام، مما يجعلها تنتمي إلى فترة ما قبل الغزو الإسباني لأمريكا الجنوبية، وقد جرى هذا الاكتشاف يوم 27 مايو 2025 أثناء أعمال حفر مدنية.
- تفسير علمي ينفي شائعات "الكائن الفضائي"
وسرعان ما أثار شكل الجمجمة المثير للدهشة تساؤلات واسعة بين الناس، حيث ذهب البعض إلى مقارنتها بصور الكائنات الفضائية كما تظهر في أفلام الخيال العلمي، غير أن العلماء قدموا تفسيرا علميا ومنطقيا لهذه الظاهرة.
وفي توضيحه، أكد كريستيان سيباستيان ميليان، مدير الإدارة الإقليمية للأنثروبولوجيا في كاتاماركا، أن الجمجمة تعكس ممارسة تعديل قحفي متعمد كان شائعًا في مجتمعات ما قبل كولومبوس. وأضاف أن هذا التقليد الثقافي كان يُطبَّق بوضع ألواح خشبية أو ضمادات حول رأس الطفل خلال مراحل نموه الأولى، بهدف تغيير شكل الجمجمة لأغراض جمالية أو اجتماعية.
- تحديد العمر وأصل الجمجمة
استطاع الفريق الأثري تحديد عمر الجمجمة بدقة بفضل القطع الخزفية التي وُجدت إلى جانبها، وبيّنت التحاليل أن تاريخ دفن الطفل يعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ما يشير إلى أنها تسبق فترة الاحتلال الإسباني للأراضي الأمريكية الجنوبية.
ولم يكن هذا الاكتشاف الوحيد في الموقع، إذ تم العثور على بعد أمتار قليلة من الموقع على بقايا لاما متفحمة إلى جانب وعاء خزفي، ويُرجّح أنها تعود إلى زمن احتلال إمبراطورية الإنكا للمنطقة بين عامي 1430 و1530.
- تقليد ثقافي منتشر في حضارات متعددة
وفي معرض تعليقه على الظاهرة، أشار ميليان إلى أن متحف الأنثروبولوجيا المحلي يضم أكثر من 100 رفات بشرية، حوالي 90% منها تُظهر علامات على تعديل متعمد في شكل الجمجمة. وأضاف أن هذا التقليد لم يكن محصورا بأمريكا الجنوبية فحسب، بل وُجدت له آثار في مناطق أخرى مثل أمريكا الوسطى وحتى منطقة القوقاز.
وبحسب الباحثين، لم تكن لهذه الممارسة أي آثار صحية سلبية معروفة، بل كانت تُستخدم لتحديد الانتماء الاجتماعي أو الطبقي أو الثقافي، وقد ترتبط أحيانا بطقوس دينية أو وظائف تعليمية في المجتمعات القديمة.

المصدر: موقع science.mail.ru