كتب الأستاذ حليم خاتون:
ينتظر المسيحيون عودة السيد المسيح!
ينتظر اليهود ظهور المسيح الحقيقي لأن من أتى قبل ألفي عام بالنسبة لتعاليم التلمود ليس سوى إبن زنا...
ينتظر المسلمون الشيعة عودة المهدي والمسيح معا لإنقاذ البشرية...
ينتظر المسلمون السُنّة ظهور المهدي شرط أن لا يكون من آل بيت رسول الله منعا "للشخصنة" على اعتبار أن لا وسيط بين الناس والله إلا ملوك وامراء ورؤساء النظام الرسمي العربي، ولا دخل لمحمد وآل محمد بهذا الأمر...
البوذيون ينتظرون بوذا؛ الهندوس ينتظرون الإله راما...
حتى الملحدين؛ جعلوا من الإلحاد ديانات مختلفة باختلاف المصالح...
منهم من يؤمن بوجوب القضاء على معظم البشر للوصول إلى المليار الذهبي؛ منهم من يؤمن بأن ترامب هو المخلّص بعد جورج بوش الذي باركه الله وطلب منه غزو العراق وقتل مئات الآلاف وحتى الملايين؛
منهم من ينتظر عودة إلفيس بريسلي بعدما اختطفته كائنات فضائية؛ ومنهم من جعل من كارل ماركس او فلاديمير لينين او الرفيق الأعلى كيم إيل سونغ او ماو تسي تونغ او حتى الرفيق عمر الزرقاوي من رابطة الشغيلة عبقريا يعرف وحده شيفرة هذا الكون، وهو وحده من يستطيع بناء الجمهورية الفاضلة على هذا الكوكب...
كل هؤلاء يريدون نشر العدالة في الأرض بعد أن مُلئت جورج وظلما!!!
لكن مُلئت من قبل من؟
فعل الجور والظلم واحد؛
المفعول بهم أيضا واحد، هم كل خلق الله...
لكن الفاعل يتغير عند كل فئة من كل هؤلاء الناس ليناسب صورة الآخر... هو دائما الآخر...
في فلسطين، كما في جنوب لبنان او البقاع او الضاحية ينتظر الناس أن يتفضل الله وينزل إلى الأرض ليقاتل عنهم...
منهم من يريد أن يقاتل المسيح بدلا عنهم...
منهم من يريد أن يقاتل المهدي بدلا عنهم...
ومنهم من يريد أن يتحالف المسيح والمهدي ليقتلا بدلا عنهم...
يا أيها الناس...
لقد خلق الله الأكوان في ستة أيام ثم جلس على العرش في اليوم السابع وقرر أن لا يتدخل بعد اليوم لو مهما حصل...
هو لم يتدخل لمنع إبادة سكان القارة الأميركية الأصليين...
هو لم يتدخل لمنع إبادة سكان أستراليا الأصليين...
لكنه تدخل بقوة لشق البحر وإنقاذ اليهود من جور فرعون...
صحيح انه غض الطرف عن الهولوكست على أيدي النازيين؛ لكن ذلك كان عن سابق اصرار وتصميم...
تسألون ماذا؟
ببساطة لأنه يحب تنابل العرب والمسلمين والمسيحيين...
هو يريد لهم الظلم والقهر والجوع والبرد والعطش لكي ينقبروا في الدنيا فيكسبوا الآخرة!
بل أكثر من ذلك؛
لقد سلّط الله على كل المساكين على كوكب الأرض من القتلة والجهلة والبغال والحمير ما يكفي لتأمين التعتير إلى أقصى حد...
لذلك،
على الفلسطينيين شكر الله على كل المآسي التي لحقت بهم...
على أهل جنوب لبنان والضاحية والبقاع شكر ألله لأن سلّط عليهم أميركا وإسرائيل والعرب والعجم دون نسيان افضال سمير جعجع والأربعين عرموط!
على السوريين شكر الله لأنه بعد بشار، أرسل اليهم الجولاني ليؤمن لهم طريقا جهنميا إلى جنات الخلد التي تجري من تحتها أنهار اللبن والعسل؛ فعسل الآخرة، ولبن الحياة الآخرة لا يمكن مقارنته بعسل ولبن هذه الدنيا المزيفة....
كما خبأ لهم من حور العين، ذكورا وإناثا، وما بين بين ما هو أفضل آلاف المرات من اورثاغوس وبنات ترامب وجاريد كوشنير وبرّاك وغيرهم مما لا زال اسمه سرا من أسرار ملفات إبستين...
باختصار،
لا تتكلوا على الله!
هو "زهق" منكم لأنكم ببساطة لا تستحقون...
كل عام وستين عمركم ما تفهموا إنه ما بحك جلدكم إلا ظفركم!