كتب د. علي حجازي:
ثقافة
كتب د. علي حجازي: "عتابُ ورقةٍ واحتِجاجُها".
د. علي حجازي
9 تموز 2025 , 20:52 م


"قصّة قصيرة جدًّا "

عند اللحظةِ التي سجَّلتُ اسمَهُ على صفحةِ وجهِها النّاصِعِ ارتعشَتْ الورقةُ ارتعاشاتٍ عديدة.

-- غريب، ما الذي أصابكِ؟! قولي،(هَمَسْت).

-- أيُّ اسمٍ هذا الذي تُسجِّلُهُ على بياضي الآن؟ ألَمْ تَسمَعْ هديرَ تلِكَ الأصواتِ النديَّةِ الصّادِحَةِ، في فِناءِ ذلكَ الملعبِ الفسيح، وهيَ تَصِفُهُ وصفاً يَليقُ بِهِ وبِمَواقِفِهِ المُعادِيَةِ التي خَيَّبَتْ آمالَهُم ؟

-- بلى سمعت، وأُحاوِلُ تَوْثِيقَ ذلكَ اللِّقاءِ العاصِفِ الذي وقفَ فيهِ ذليلاً، بعدَما كَسَرَ أحلامَ أصحابِ تِلْكَ الأصوات؟

-- ألبياضُ أَنْقى يا صديقي. ألبياضُ مِنْ دُونِ اسمِهِ وصِفَتِهِ أصفى. دَعْهُ جميلًا. لا تسوِّدْهُ بِسُوءِ كلامِ ذلك الحقيرِ الذي، بدلًا من أن يحتضِنَ آمالَهُم وأحلامَهُم، في العيش أعِزّاءَ مكرَّمينَ في أرضهم، ومن التّرْبِيْتِ على حِجارةِ البيوتِ الشامخةِ بِعِزٍّ إلى السماء، تنتظِرُ مَن يُعيدُها"أجملَ مِمّا كانت"، راحَ يَنْعَتُهُم، مِنْ على مِنَصَّاتٍ إعلاميّةٍ قريبةٍ وبعيدةٍ، بأبشعِ النعوت، وما فَتِئ يُطالِبُ بنزعِ ما يتمسّكونَ بِهِ مِنْ قُوَّةٍ تدفعُ عنهمُ الاعتداءاتِ المتواصلة، ورجائي الوحيدُ هو أنْ لا تُزَيِّنَ صَفحَتِي بغيرِ أسماءِ الخالدين: حرَّاسِ الأرضِ والتاريخِ والقُرى التي أضْحَتْ قِلاعَ صمودٍ، و بغيرِ الأحلامِ الخضر.

رفعتُ القلمَ مُعْتَذِرًا، موافقًا على بَوْحِكِ الشفيفِ هذا ، واسْمَحي لِيَ الآنَ أنْ أمْسَحَ دَمْعَتَيْنِ هَمَتا وحطَّتا على بياضِ القِرْطاسِ، في زمنٍ وَصَلَ فيهِ هذا وأمثالُهُ إلى إدارةِ أُمورِ الناس .

بيروت: 9/7/2025


المصدر: موقع إضاءات الإخباري