كان الرد في قصف الكيان مع الاطباق البحري على تجارته بعد العدوان على مدينة الحديدة .
و يبقى اليمن السعيد نجمتنا نرنو إليها رافعي الرؤوس في زمن الانكسار ، هو خيمتنا الوحيدة في مضارب العار المستدامة مرة اخرى و كم من مرة تعجز الكلمات عن وصف يوفي حق اخوتنا ابناء اليمن الكرامة احفاد بلقيس العظيمة في زمن انظمة و شعوب حكامه تمتهن الزحف على بطونها إرضاءً للسيد في المكتب البيضاوي أيا كان و يفعلون ما لا طاقة لهم به ، وصل بهم الامر إلى امداد عدو هذه الامة و الإنسانية بكل ما يستطيعون من إسناد و هو يسفك دم و يقطع أشلاء اطفال غزة و يواصل تعذيب و قتل من بقي من المحاصرين الجائعين الهائمين على وجوههم ينتقلون بين جدران القطاع - السجن ،ثم و بأمر يصبحوا جنوده على خط الدفاع الاول بوجه من تجرأ و يتجرأ على إرسال الغضب في رؤوس الصواريخ و المسيرات تهز أركانه و تدمر شرايين دورته الإقتصادية الصناعية التجارية و هلع المستوطنين من ملجأ إلى ملجأ ، يعملون سماسرة بيع ما تبقى من فلسطين جملة او بالتقسيط .. كيف لا اصرف غضبي بهذه الكلمات في وصفهم و انا أرى بكل خجل من جهة مقابلة مهرجان مظاهرة في اسبانيا مؤخراً لدعم و الدعاء من اجل فلسطين و غزة ، بينما هولاء (الاقربون) لم يملكون شجاعة استدعاء سفير و احتجاج او إغلاق سفارة او مركز تجاري او ارتباط، منذ بداية المجزرة..!
هؤلاء اليعربيون الأقحاح ، من فضح و اثبت عمالة الامة بعربها و مسليميها ، رغم مصائبهم و بعد عدوان جائر وحشي (عاصفي الحزم ) أفشله صمودهم ،رغم الجوع و ندرة مواردهم و الحصار المجرم ، أبوا أن يتركوا غزة وحيدة تذبح من الوريد إلى الوريد ...
إنهم الاشرف و يصح فيهم ' شعب الأمة المختار" ، ناصرو المظلومين ، كتف المتعبين و عكاز المكسورين من حين لآخر يرسمون بسمة فرح على شفاه اطفال عطشى تتوسل رشفة ماء من شقيق او صديق.. أيها اليمن العزيز نشعر أننا مخصيين عندما نراك تتفوق على ذاتك و علينا و تتجاوز آلالام و جراحاتك التي لم تندمل ، بل جعلتهم صواريخ و مسيرات نصرة لأخوة طلبوا عونك فلم تتردد.
تبقون العلامة الفارقة المضيئة في تاريخ من الاستسلام ارتضته الامة لنفسها ، لستم انصار الله بل انتم الأقرب إليه و الأعلى مرتبة ، بعد غسلكم شيئ من عار ، خضوع و خنوع اكل وجوهنا و مع ذلك انها ليست عقيمة في إنجاب الرجال رغم حكامها الذين ارتضوا البقاء على الكرسي مقابل الكرامة و شعب من الماء إلى الماء قد تغنّم وتنعجن ، بينما جباهكم تلامس حدود الكون كبرياء و جباههم في مستنقع الذل و الخيانة تتوضأ للصلوات الخمس لعلها كفارة و لكن على من ينافقون..؟
إنكم و بجدارة سادة العرب و أحفاد بلقيس الشامخة بحق ، كونوا على حذر ، هؤلاء لن يدعوكم تستمروا بصمودكم و دعمكم لانكم بذلك فضحتوا حقيقتهم في عيون البشر ، أثبتم للعالم و الإنسانية وضاعتهم و نفاقهم و لايبالون بل قطعوا عهودا ألا يجوع مستوطن و جندي احتلال و هو يتغول في دماء غزة و اهلها قتلاً و ألا ينقصه فاكهة او زجاجة ماء .
من اين لكم هذه القدرة و العزيمة و الصمود بعد عدوان خمس سنين و اطنان من قنابل المهووسين من عرب و عجم سقط على رؤوسكم و استكتر عليكم عربنا بيان استنكار _اللازمة الثابتة_ من قن الدجاج العربي .؟
و ها هو ابن يمن الحضارة و شاعره العظيم البردوني يؤكد المؤكد قائلاً:
"و إن ظلمونا ازدراء بنا فأدنى الدناءات أن يظلموا وإن فخروا بانتصار اللئام فخذلاننا شرف مرغم فلا نحن نقوى على كفّهم و لا هم كرام فمن ألوم ؟
و كلّ جبان شجاع الفؤاد عليك إذا أنت مستسلم و أشرف أشرافهم سارق و أفضلهم قاتل مجرم."
كم شعرنا بالغبطة حين رفعت يديها اقوى و أظلم قوة في التاريخ بل اعترف رئيسها بشجاتكم ساحباً اساطيله بعد عدوان بربري استمر اربعين يوما و معه بلطجيته العرب و الاجانب ، ربما سركم من بناة سد مأرب و رسوخ و صلابة جبال صعدة و هضاب نجران ، فبوركت تلك السواعد التي لا تنكسر ..؟
و يا فرحة *فلسطين 2* بفلسطين المنكوبة و زغاريد احبتنا فيها ترافق وصول الزائر- الثأر لكل جراحاتهم و عذاباتهم ، بعد تركتهم هذه الامة في الجحيم و طوق ( اخوة ) هم حمالة الحطب ، هم نفسهم من حاصر العراق و سوريا و هذا اليمن الاسطورة ، و عبثا القدس تراهن على من لا يملك سلطة داخل غرفة نومه و للأمانة احياناً ربما أعذرهم و أشفق عليهم ، لان من اجلسهم على كرسي السلطة له سلطة خلعهم ، و أحيانا تنتابني حيرة ، ربما هم تماسيح على صورة بشر ، في ما مذبحة العصر تجري على مرمى نظرهم و مسمع آذانهم ..
لكنهم اول المتبرعين و بلهفة لا يبخلون على متضرري إعصار "مارينا" كل عام و لايبخلون بالملايين لإنشاء حديقه حيوانات في عاصمة أوروبية مثلاً... و منهم مصاب جنون العظمة و تخمة مالية و انفصام في الشخصية السياسة يسرف مئات الملايين في القتل و الفتن و على شراء اندية مفلسة بتخلي نفسه المقعد السادس في مجلس الامن .
تعلموا من رجال اليمن كبر النفوس و شموخ الروؤس هؤلاء هم "وقفة عز هذه الامة" المصابة بثبات شتوي بعيد المدى ، هكذا امة لا تستحق إلا هكذا انظمة تقود قطيع براعي يفهم عليهم و الطاعة لولي الامر على سنة " القناعة كنز لا يفنى".
الان تيقنت ان اهلنا في اليمن على قلتهم هم الامة الحق و البقية خوارجها ... كل الوفاء و لا نملك إلا الإنحناء اجلالا و رفع الصلوات كي يبقى هذا اليمن المقاوم عزيزا و يتعافى اهله و يعيش بكرامة و رفاه .