طريقة تسخين مبتكرة تجعل البقوليات أكثر صحة وأسهل في الهضم
منوعات
طريقة تسخين مبتكرة تجعل البقوليات أكثر صحة وأسهل في الهضم
12 تموز 2025 , 15:26 م

توصل فريق بحثي من جامعة ساسكاتشوان (USask) في كندا إلى طريقة مبتكرة لمعالجة البقوليات تعتمد على الموجات الراديوية، مما يجعلها أسهل للهضم وأكثر حفاظا على قيمتها الغذائية مقارنة بالطرق التقليدية.

من المعروف أن البقوليات مثل الفاصولياء والبازلاء، رغم قيمتها الغذائية العالية، تحتوي على مركبات طبيعية تُعرف باسم "المركبات المضادة للتغذية" (Antinutrients)، والتي تُنتَج طبيعيا في البذور كوسيلة دفاعية ضد الحيوانات والحشرات. هذه المركبات، مثل التانينات والليكتينات ومثبطات التربسين وحمض الفيتيك، تُصعّب من عملية الهضم سواء لدى الإنسان أو الحيوان.

تسخين تقليدي محدود الفعالية

رغم أن التسخين يُعد وسيلة فعالة لتقليل هذه المركبات الضارة، فإن الأفران الصناعية التقليدية تعاني من ضعف الكفاءة، حيث تسخن سطح الحبة بشكل زائد، بينما يبقى الجزء الداخلي دون معالجة كافية، مما يحد من فعالية إزالة هذه المركبات.

التقنية الجديدة: موجات راديوية بفعالية وانتقائية

أوضح الباحث "تولين مويرانغثيم"، طالب الدكتوراه في قسم الهندسة الكيميائية والحيوية بجامعة USask، أن التقنية الجديدة تستخدم التسخين بالموجات الراديوية (Radio Frequency) التي تعمل على تسخين مكونات محددة داخل الحبة دون تسخين باقي الأجزاء، في ما يُعرف بـ"التسخين الانتقائي"، يشبه هذا المبدأ طريقة تسخين الماء في فرن الميكروويف، حيث يسخن الماء دون تسخين الكوب.

هذا النوع من التسخين لا يحافظ فقط على العناصر الغذائية المهمة التي تتلف عادة بالحرارة العالية، بل يقلل أيضا من وقت المعالجة بشكل كبير، إذ لا يستغرق سوى دقائق معدودة بدلًا من فترات طويلة.

تحول في بنية الحبة من الداخل

افترض الفريق أن تسخين الماء داخل الحبة سيؤدي إلى تحوله إلى بخار، مما يولد ضغطًا يفجر المسام الداخلية، وهو ما أكدته التحاليل باستخدام مصدر الضوء الكندي (Canadian Light Source)، فقد تبين أن الحبوب المعالجة بالموجات الراديوية تحتوي على مسام أكبر وأكثر عددًا، ما يساعد على تحسين الهضم.

نتائج مشجعة وفعالية مذهلة

أظهرت الدراسة أن هذه التقنية أدت إلى انخفاض أحد المركبات المضادة للتغذية، مثبطات التربسين، بنسبة بلغت 81%. ويؤكد مويرانغثيم أن لهذا الابتكار "إمكانات كبيرة"، خصوصا في ظل التكاليف المرتفعة للبروتين الحيواني في العديد من مناطق العالم، مما يجعل من الضروري تطوير بروتين نباتي سهل الهضم، قابل للإنتاج بكميات ضخمة، وصديق للبيئة.

غذاء مستدام وأسهل هضما

تمثل هذه الطريقة الجديدة خطوة مهمة نحو جعل إنتاج ومعالجة البقوليات أكثر كفاءة واستدامة، مع الحفاظ على فوائدها الغذائية وزيادة قابليتها للهضم، ما يعزز من مكانتها كمصدر رئيسي للبروتين النباتي عالميا.

المصدر: النهضة نيوز