خلايا سرطانية تتخفى لسنوات... والعلماء وجدوا نقطة ضعفها!
منوعات
خلايا سرطانية تتخفى لسنوات... والعلماء وجدوا نقطة ضعفها!
13 تموز 2025 , 14:40 م

كشف باحثون في مركز سلون كيترينغ للسرطان بالولايات المتحدة عن الكيفية التي تستخدمها الخلايا السرطانية المنتشرة (الميتاستاز) للهروب من جهاز المناعة، من خلال الدخول في حالة "سبات" تشبه الحالة الجنينية المبكرة، هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لفهم سلوك السرطان في مراحله المتقدمة.

الميتاستاز: عملية بيولوجية معقدة تشبه الرجوع بالزمن

توصل الباحثون إلى أن عملية انتشار السرطان ليست مجرد تطور عشوائي، بل هي عملية منظمة تعتمد على آليات بيولوجية دقيقة. إذ تعود الخلايا السرطانية إلى حالة أشبه بمرحلة النمو الجنيني، مما يمنحها قدرة عالية على التكيف وتجنب الاستهداف المناعي.

خلايا جذعية في هيئة سرطانية

تشير الأبحاث إلى أن خلايا الميتاستاز تمتلك خصائص مشابهة للخلايا الجذعية، بما في ذلك القدرة على التكيّف مع بيئات مختلفة والانتقال إلى حالة غير نشطة قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات، خلال هذه الفترة لا تكتشفها الخلايا المناعية، لكنها تعود فجأة إلى النشاط وتبدأ بتشكيل أورام جديدة.

تنوّع استراتيجيات السرطان داخل العضو الواحد

حتى داخل نفس العضو، كالمخ على سبيل المثال، تختلف استراتيجيات انتشار الخلايا السرطانية، فبعضها ينتشر عبر الأوعية الدموية، بينما يتجمّع البعض الآخر على شكل كتل منفصلة ذات حدود واضحة، هذا التنوع يعقّد من عملية العلاج، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن نقاط ضعف مشتركة يمكن استهدافها.

نقطة الضعف: مسار الإشارة STING

أحد أهم الاكتشافات يتمثل في مسار الإشارات الخلوية المعروف بـ STING، والذي يكون غير نشط أثناء سبات الخلايا، لكنه يُفعّل عند إيقاظها، وقد أظهر العلماء أن تنشيط هذا المسار بالأدوية قد يجعل الخلايا النائمة مرئية لجهاز المناعة، مما يمنحه فرصة للهجوم والقضاء عليها.

شكل الخلية والقدرة على النجاة

عامل آخر مهم هو التغير في شكل الخلايا، إذ تتحول الخلايا السرطانية النائمة إلى شكل كروي وتفقد بروتينات هيكلها الخلوي مثل جيلزولين، ما يمنحها مقاومة أكبر لهجمات المناعة، ولكن عند إزالة هذا البروتين في النماذج المخبرية، أصبحت الخلايا أكثر عرضة للتدمير المناعي.

أمل جديد في علاج المرحلة الرابعة من السرطان

رغم أن هذه النتائج لا تعني نهاية معاناة مرضى الميتاستاز، إلا أنها تعيد تشكيل فهم الباحثين للسرطان المنتشر. حيث باتت الخطة المستقبلية ترتكز على استهداف آليات السبات والاختفاء بدلا من التركيز فقط على الأورام النشطة، وقد يُسهم ذلك في تحويل سرطان المرحلة الرابعة من مرض عضال إلى حالة يمكن التحكم بها وعلاجها بشكل منظم وفعّال.