تواصل ثوري بين البشر والحيوانات عبر الذكاء الاصطناعي
علوم و تكنولوجيا
تواصل ثوري بين البشر والحيوانات عبر الذكاء الاصطناعي
14 تموز 2025 , 12:39 م

بدأ فريق من الباحثين في مجالي الذكاء الاصطناعي والعلوم السلوكية في المملكة المتحدة الاستعدادات النهائية لإطلاق أول مركز عالمي متخصص في دراسة وعي الحيوانات، بهدف تمكين الإنسان من التفاعل بطرق جديدة مع حيواناته الأليفة.
- مركز علمي فريد: "جيريمي كولر لوعي الحيوانات"
يحمل المركز اسم "جيريمي كولر لوعي الحيوانات"، ويقع مقره في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE). ومن المقرر أن يبدأ نشاطه رسميا في 30 سبتمبر المقبل، بتكلفة تقديرية بلغت 4 ملايين جنيه إسترليني، بمشاركة باحثين من تخصصات متنوعة تشمل الفلسفة، وعلم الأعصاب، والسلوك الحيواني، والذكاء الاصطناعي.
- الذكاء الاصطناعي كأداة للتواصل مع الحيوانات
من أبرز مشروعات المركز، دراسة كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم محاولات التواصل بين البشر وحيواناتهم، وذلك من خلال تطوير أنظمة قد تتيح "الحديث" مع الكلاب، القطط، والأنواع الأخرى من الحيوانات الأليفة.
وأشار البروفيسور جوناثان بيرش، المدير المؤسس للمركز، في حديثه لصحيفة الغارديان، إلى أن التحدي الأكبر يكمن في التمييز بين الاستجابات الحقيقية للحيوان وبين ردود زائفة يصممها الذكاء الاصطناعي لترضي توقعات المستخدم.
"نحن نميل بطبيعتنا إلى إسقاط مشاعر إنسانية على حيواناتنا، لكن هذه التكنولوجيا قد تغذي أوهاماً بدلاً من تعزيز فهم حقيقي"، حسب قوله.
- مخاوف أخلاقية ومطالب بضوابط تنظيمية
أعرب بيرش عن قلقه من استخدام هذه الأدوات دون رقابة علمية صارمة، ما قد يؤدي إلى إساءة استخدام التكنولوجيا في رعاية الحيوان، داعياً إلى تطوير أطر تنظيمية وأخلاقية لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول.
كما يسعى المركز إلى صياغة مبادئ توجيهية معترف بها عالميا، بالتعاون مع منظمات دولية غير حكومية، لتنظيم مستقبل الأبحاث المتعلقة بوعي الحيوان وتفاعل الذكاء الاصطناعي معه.
- مشروع قد يكشف أسرار الوعي البشري
من جانبها، قالت البروفيسورة كريستين أندروز، عضو مجلس أمناء المركز، إن دراسة وعي الحيوانات قد تكون مفتاحا لفهم طبيعة الوعي الإنساني نفسه، مشيرة إلى أن التقدم العلمي غالباً ما بدأ من دراسة الكائنات الأبسط.
وأضافت: "لا نعرف بعد لماذا يتمتع الإنسان بالوعي، أو لماذا يظهر عند بعض الكائنات دون غيرها، لكن كما فتح علم الجينات أبوابه بدراسة البكتيريا، فقد نصل إلى فهم أعقد الظواهر من خلال الحيوانات."
- تجاهل عالمي لقضايا وعي الحيوان
جيف سيبو، الباحث في جامعة نيويورك ومدير مركز حماية البيئة والحيوان، وصف المشروع بأنه "ضروري وملحّ"، منتقدا تجاهل المجتمع العلمي والإنساني لقضايا الإحساس والمعاناة لدى الحيوانات.
وقال سيبو: "لقد أهملنا لسنوات طويلة جانب الرفاه النفسي والوعي لدى الحيوانات، وهذا المشروع يعيد فتح هذا الملف من منظور علمي وتقني جديد."فيما يُنظر إلى هذا المشروع بوصفه قفزة تكنولوجية وإنسانية نحو مستقبل أكثر تواصلاً بين الإنسان والكائنات الأخرى، لا تزال الأسئلة الأخلاقية والعلمية قائمة حول مدى واقعية هذا التواصل، ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في مناطق رمادية من المشاعر والوعي.

المصدر: صحيفة إندبندنت البريطانية