توصلت دراسة يابانية حديثة إلى وجود علاقة وقائية محتملة بين استهلاك عصير الفاكهة الطبيعي وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك لدى الأشخاص الذين يمتلكون استعدادا وراثيا مرتفعا للإصابة بالمرض.
وتشير النتائج إلى أن تأثير التغذية قد يختلف من فرد لآخر وفقا لخريطته الجينية، مما يمهّد الطريق أمام توصيات غذائية مخصصة على أسس وراثية في المستقبل.
- تحليل شامل لبيانات أكثر من 13 ألف مشارك
أجريت الدراسة ضمن مشروع "دراسة الأفواج اليابانية متعددة المؤسسات" (J-MICC)، والذي شمل أكثر من 100 ألف شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 35 و69 عاما، وتم تحليل بيانات 13,769 مشاركا بدقة، باستخدام استبيانات غذائية لحصر استهلاك عصير الفاكهة الطبيعي 100%، بالإضافة إلى قياس "درجة المخاطر الجينية للسكري" (PRS) لكل مشارك استنادًا إلى آلاف المتغيرات الجينية المرتبطة بالمرض.
- فوائد العصير تظهر فقط عند وجود خطر وراثي مرتفع
أظهرت النتائج أن نسبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بين المشاركين بلغت 5.9%، وغالبا ما ترافقت مع عوامل مثل التقدم في السن، وزيادة الوزن، وقلة النشاط البدني.
لكن اللافت أن التأثير الإيجابي لعصير الفاكهة ظهر حصريا لدى من يحملون مخاطر جينية مرتفعة، بينما لم يظهر لدى الأشخاص ذوي المخاطر الوراثية المنخفضة، ما يشير إلى تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والعادات الغذائية.
- توصيات مستقبلية تعتمد على الخصائص الجينية
رغم النتائج الواعدة، حذّر الباحثون من التسرع في اعتماد توصيات قاطعة، نظرا لأن الدراسة من النوع "المقطعي" الذي لا يثبت العلاقة السببية، كما لفتوا إلى احتمال حدوث تحيّز في النتائج نتيجة تغيّر العادات الغذائية لدى المصابين بعد تشخيصهم.
لكن بشكل عام، تُبرز الدراسة أهمية الانتقال نحو تغذية مخصصة تأخذ في الاعتبار الجينات الفردية، مع التوصية الحالية بالاعتدال في استهلاك عصير الفاكهة الطبيعي ضمن نظام غذائي متوازن.