يقع جبل ثور – المعروف أيضت باسم قمة ثور – في قلب نونافوت الكندية، والذي يتميز بأطول جرف عمودي على سطح الأرض، هذا الجبل لا يتعدى ارتفاعه 1,675 مترا (حوالي 5,500 قدم)، إلا أن وجهه الغربي يحبس الأنفاس بانحداره المذهل، حيث ينحني إلى الوراء بزاوية متوسطة تبلغ 105 درجات، مما يجعله أكثر انحدارا من الوضع العمودي الطبيعي.

السقوط الحر تجربة تقشعر لها الأبدان

تخيل أنك تقف على قمة هذا الجبل وتلقي حجرا من الحافة الغربية، سيهوي لمسافة 1,250 مترا (4,100 قدم) قبل أن يلامس أي سطح، وإذا تجرأ إنسان على القفز دون مظلة، فسيبقى معلقا في الهواء لمدة تصل إلى 26 ثانية – لحظة مرعبة بكل المقاييس.

جيولوجيا صلبة تعود لمليارات السنين

جبل ثور يتكون من صخر الغرانيت الصلب، الذي تشكل خلال فترة زمنية تتراوح بين 3.5 مليار و570 مليون سنة. وعلى مدار آلاف السنين، قامت الأنهار الجليدية بنحت وجهه الغربي، حيث أدت حركات التقدم والانحسار المتكررة بين 18,000 و1,500 سنة مضت إلى تكوين شكله المميز على هيئة الحرف C.

بين الأساطير الإسكندنافية والمغامرات المعاصرة

سُمِّي الجبل تيمنا بإله الرعد الإسكندنافي "ثور"، ويقع على جزيرة بافين، أكبر جزر الأرخبيل القطبي الكندي، ورغم موقعه النائي، أصبح جبل ثور وجهة مفضلة لعشاق تسلق الجبال من جميع أنحاء العالم.

كان أول صعود مسجل للجبل في عام 1965، حين نجح العالِم الفلكي الأمريكي لايمان سبيتزر وشريكه دونالد مورتون في بلوغ القمة، لكن تسلق الوجه الغربي العمودي للجبل لم يتحقق إلا في عام 1985، واستغرق آنذاك 33 يوما من الجهد المتواصل.

جبل ثور ضمن دراما الطبيعة الكندية

يقع جبل ثور على الحافة الشرقية للدرع الكندي – وهو تكوين جيولوجي عريق يتجاوز عمر صخوره مليار سنة – ويتبع سلسلة جبال الكورديليرا القطبية التي تمتد من جزيرة إليسمير شمالًا إلى لابرادور جنوبا، هذه الخلفية الجيولوجية الفريدة تضفي على الجبل بعدا إضافيا من الغموض والعظمة.

وجهات جيولوجية مذهلة أخرى حول العالم

جبل واشنطن: موطن أقسى طقس في العالم، مع تسجيل سرعة رياح بلغت 231 ميلاً في الساعة.

قلب أمريكا المكسور: ندبة عمرها مليار سنة تشير إلى انقسام قاري كاد يحدث.

جبل رورايما: عالم منعزل منذ ملايين السنين يلقبه السكان الأصليون بـ"بيت الآلهة".