عبد الحميد كناكري خوجة: خطير! عيون الشيطان في جيبك، سيميولوجيا رقمية لجن صهيوني.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: خطير! عيون الشيطان في جيبك، سيميولوجيا رقمية لجن صهيوني.

إفتح هاتفي...ستجده مفتوحا عليك. لاأحد يطرق بابك، لأنك أنت الباب...والنوافذ...والكاميرا في جيبك ”شيطان ذكي“ لايحمل قرنين، بل يحمل خوارزمية، يبتسم لك...ليأكلك ويقربك...ليخترقك. ذلك ليس هاتفك...بل ”همسة تل أبيب الرقمية“

في زمن السكون الرقمي، تتحرك عيون الشيطان بيننا بلا ادنى همس أو صوت، تستوطن جيوبنا، تتسلل من الشاشة، وتندس في النقرات، ليس الهاتف ذكاء فقط بل وكالة تجسس وتنصت متنقلة، وجيبك صار منصة إستهداف لايسدل لها رمشا. أنه التجسس الصهيوأمريكي في أثواب حداثية: خوارزميات تفكك الاوعي، تقرأ الأنفاس قبل الحروف، وتبني جينالوجيا رقمية للمعارض والمتدين وحتى الساخر. لم يعد الهاتف مجرد أداة...بل أداة تجنيد واختراق. ولم تعد السوشيال ميديا ”تواصلا“بل تواطؤا“ ناعما وممنهجا مع الجن الصهيوني المقنع، الذي لاتراه، لكنه يراك، يراقبك، يفككك...ويعيد تشكيلك. ماتكتبه يقرأ، وماتحذفه يحفظ، وماتفكر به يتوقع أنت لاتخدم التطبيق بل التطبيق يستخدمك. المنشور مسمار، والإعجاب إنفعال، والتعليق إملاء خفي لملفك النفسي في أرشيف العدو. خوارزميات ليست محايدة بل مدربة ككلب حرب، تلتقط أنفاسك السياسية، وأمزجتك العقدية، لتنصف وتغربل وتزرع لك الفتنة في هيئة ”محتوى مقترح“ في كل تفاعل، تقاس ميولك وتقنص ميادينك، تغذي الخوارزمية الصهيونية بدمك الرقمي، وتعاد صياغة وعيك على إيقاع ”هاشتاغ خبيث“ أو مؤثر مأجور. فتوخى أعلى درجات الحيطة والحذر... المنصة ليست مساحة، بل مصيدة، والحرف ليس تعبيرا، بل تقريرا، و الصورة ليست ذكرى، بل إشارة.

منشوراتك ملفات إستخباراتية. صورك خرائط نفسية. تفاعلاتك بصمات إنتماء وميول ومناخ طائفي يوظف ضدك. تخيل تبكي تيك توك يضحك...بينما يبكي خصوصياتك! فيسبوك يصادقك...لكنه يخونك إلى Nso! واتسأب يوصلك...ويفصلك من الداخل! سيميولوجية رقمية نعم، لكنها ليست حيادية، بل جن صهيوني مقنع بلغة العصر، يختبئ في الأكواد، ويتغذى على مشاركاتك.

منشورك قد يكون منصورا...أو مسموما وأنت لست مستخدما، بل مستخدما! فتيقظ..فالهاشتاغ طعم، والإعجاب فخ، والمشاركة شرك. في زمن الحرب الناعمة، الوعي هو الجدار الأخير.

فليعلم الجميع أن الكيان الاسرائيلي الغاصب هو ثاني دولة في التجسس.

مفكر وكاتب سوري في الغربة 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري