تستعد روسيا لإطلاق القمر الصناعي البيولوجي "بيون-M رقم 2" في 20 أغسطس 2025، بهدف دراسة تأثيرات الإشعاع الكوني وانعدام الوزن على الكائنات الحية، أكثر من 75 فأرا، و1500 ذبابة فاكهة، ونباتات، وكائنات دقيقة ستشارك في هذه التجربة غير المسبوقة.
مهمة بيولوجية في مدار قطبي
تنطلق مركبة "بيون-M رقم 2" من منصة الإطلاق 31/6 في قاعدة بايكونور بواسطة صاروخ "سويوز-2.1a"، لتدخل مدارا قطبيا على ارتفاع 800 كيلومتر، وهو نفس المدار المخطط للمحطة المدارية الروسية المستقبلية (ROS).
هذا الإطلاق هو الثاني ضمن سلسلة "بيون" الحديثة، والأول منذ عام 2013.
دراسة تأثير الإشعاع الفضائي على الكائنات الحية
تهدف المهمة إلى دراسة تأثيرات الإشعاع الفضائي على الكائنات الحية في بيئة تشبه الفضاء السحيق، خلال مدة الرحلة البالغة شهرا واحدا، ستتعرض الكائنات الحيوية على متن القمر الصناعي لجرعة إشعاع تعادل ما يتعرض له رواد الفضاء خلال ثلاث سنوات على متن محطة الفضاء الدولية (ISS).
تجارب حيوية متعددة الأنظمة
يحمل القمر الصناعي أكثر من 20 تجربة حيوية تغطي:
الجهاز العصبي
الجهاز المناعي
الجهاز القلبي الوعائي
عمليات التجدد الخلوي
التمثيل الغذائي
السلوك في ظروف الجاذبية الصغرى والإشعاع
كما تشارك في هذه التجارب مجموعة من الخلايا والنباتات والميكروبات، إلى جانب 1500 ذبابة فاكهة معدّلة وراثيا.
من أبرز مميزات هذه المهمة اعتمادها على مدار قطبي وحمولة علمية ضخمة تتيح محاكاة دقيقة للفضاء بين الكواكب، وتشارك في المشروع وكالات دولية، منها وكالة ناسا التي تنفذ تسع تجارب ضمن برنامج "بيون-M2".
منصة تاريخية بتقنيات حديثة
تم تصميم "بيون-M رقم 2" على قاعدة مطوّرة من مركبة "فوستوك" التاريخية، ولكن بتقنيات حديثة ودعم بيولوجي متقدم، بعد انتهاء المرحلة العلمية، سيعود الكبسول الذي يحتوي على العينات إلى الأرض، مع استخدام منارات راديوية ومؤشرات بصرية جديدة لتسريع العثور عليه وضمان سلامة المواد الحيوية.
نحو استكشاف الفضاء العميق
رغم التأجيلات التي امتدت من عام 2019 حتى 2025، أصبحت المركبة جاهزة تماما للإطلاق، تمثل هذه المهمة خطوة حيوية لفهم مخاطر البقاء الطويل في الفضاء، خاصة في إطار خطط إرسال رواد فضاء إلى القمر والمريخ، كما ستُستخدم نتائج هذه المهمة في تطوير أبحاث طبية مرتبطة بالحياة في المدار وما بعده.
مهام فضائية موازية
في الوقت الذي تُستكمل فيه التحضيرات النهائية لإطلاق "بيون-M2"، يستعد موقع إطلاق آخر في بايكونور لإرسال أقمار صناعية جديدة ضمن سلسلة "إينوسفيرا-M"، المخصصة لدراسة الرياح الشمسية والعواصف المغناطيسية.