ابتكر مخترع صيني طريقة جديدة لعلاج السرطان من خلال حقن مادة الكلور السامة مباشرة داخل الأورام، رغم غياب أي دراسات سريرية أو موافقات طبية رسمية، ووفقا لتقرير نشره موقع Science Mail، فإن هذا العلاج المشكوك فيه يقدَّم للمرضى بمبلغ يصل إلى 20 ألف دولار للدورة العلاجية الواحدة، في محاولة مثيرة للجدل لاختراق السوق الأمريكية من بوابة " الطب البديل ".
ما هو ثاني أكسيد الكلور؟ من مطهر منزلي إلى "دواء لكل شيء"
ثاني أكسيد الكلور (Chlorine Dioxide) هو مركب كيميائي يُستخدم عادة كمبيض ومطهر، لكنه يُعرف أيضا في المجتمع الطبي كمكوّن رئيسي في منتجات زائفة مثل "محلول المعدن المعجزة" (MMS)، والتي تم الترويج لها سابقا كعلاج شامل لأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتوحد، دون أي أساس علمي.
عند استنشاقه أو ابتلاعه، يمكن أن يسبب الكلور حروقا وتسمما وتهيجا حادا في الرئتين، وهو ما يجعل استخدامه الطبي في غاية الخطورة.
حقن مباشرة في الورم تحت التخدير
في تطور صادم، لم يعد يُقدَّم الكلور بشكل فموي كما في السابق، بل أصبح يُحقن مباشرة داخل الورم بتركيزات تفوق عشرات المرات المستويات "البديلة" السابقة، الإجراء مؤلم لدرجة أن مبتكر الطريقة يوصي بإجرائه تحت التخدير الكامل.
ويتم تحضير المحلول يدويا في المنزل عبر خلط كلوريت الصوديوم مع حمض الستريك، وهي عملية خطيرة قد تؤدي إلى انفجارات، كما حدث بالفعل في إحدى الحالات، حيث أصيب المبتكر بحروق كيميائية خطيرة وفقا لتحقيق أجرته مجلة Wired.
لا دراسات ... لا تراخيص ... لا بيانات: فقط صور قبل وبعد
الطريقة لم تمر بأي اختبارات ما قبل سريرية أو سريرية، ولا تحمل أي موافقة تنظيمية طبية، كما لا توجد دراسات منشورة في المجلات العلمية. بدلا من ذلك، يعتمد مبتكر العلاج على صور "قبل وبعد" للأورام ومحادثات مع مرضى كوسيلة للإقناع.
ورغم هذه الفجوات، يسعى المخترع إلى تنظيم برنامج سريري داخل الولايات المتحدة، مع وعد بعلاج كامل مقابل 20 ألف دولار، دون الإفصاح عن التركيبة الدقيقة للمحلول أو آلية عمله أو آثاره الجانبية المحتملة.
انتهاك للقوانين وخطر على المرضى
يزعم المبتكر أنه وجد شركاء من الأطباء والعيادات الأمريكية، ويعوّل على دعم أنصار "الطب البديل". وتشير تقارير إلى وجود مناقشات في بعض الولايات الأمريكية حول التحايل على القوانين الفيدرالية، بإنشاء شبكة من العيادات الخاصة وإجراء "أبحاث" دون إشراف الهيئات الطبية المعنية، وهو ما يُعد خرقا للقانون وفقا للخبراء القانونيين.
أزمة أخلاقية تتجاوز حدود العلم
أكد التقرير أن هذه الظاهرة لا تقتصر على كونها مسألة علمية، بل تمثل إشكالية أخلاقية خطيرة، حيث يتم استغلال المرضى المصابين بالسرطان — وهم من أكثر الفئات هشاشة وضعفا — عبر الترويج لعلاجات غير مثبتة، في وقت تكون فيه كل لحظة من حياتهم ثمينة. هذه "العلاجات" لا تعالج، بل تزيد من الألم والمعاناة والأمل الزائف.