الفرق بين تركيب الجليد الفضائي والجليد الأرضي
منوعات
الفرق بين تركيب الجليد الفضائي والجليد الأرضي
29 تموز 2025 , 15:23 م

كشف علماء من جامعة كوليدج لندن أن أحد أكثر المواد انتشارا في الكون، وهو ماء الجليد، يمتلك تركيبا معقدا يختلف عما كان يعتقد سابقا، حسبما ورد في مجلة Nature Chemistry. حيث تبين أن  الجليد الفضائي المعروف بالثلج الأمورفي منخفض الكثافة يحتوي على بلورات صغيرة دقيقة تعكس وجود "ذاكرة" لبنيته السابقة، خلافا للاعتقاد بأنه مادة غير مرتبة تماما.

الثلج الفضائي أمورفي وبنية معقدة تحتفظ بـ"ذاكرة" تركيبها

في المناطق البعيدة من النظام الشمسي، مثل أقمار الكواكب العملاقة وحزام كويبر وسحابة أورت، يتشكل هذا النوع من الجليد تحت ظروف بيئية تختلف جذريا عن الأرض، هذا الجليد يشارك في تكوين المذنبات والكواكب، ويُعتقد أنه يلعب دورًا في نقل الجزيئات العضوية الضرورية لنشوء الحياة.

تجارب علمية تحاكي تكوين الثلج عند درجات حرارة منخفضة جداً

قام الباحثون بمحاكاة سلوك الماء عند درجة حرارة تصل إلى -120 درجة مئوية، ودرجات تجميد مختلفة، حيث أظهرت العينات أن حوالي 25% من الثلج كان في شكل بلوري، مما يؤكد وجود مناطق مرتبة ضمن الجليد الأمورفي. هذا الاكتشاف يحمل دلالات كبيرة لفهم تكوين المواد غير المتبلورة، ليس فقط في الفضاء بل أيضا على كوكب الأرض، حيث تستخدم تقنيات متقدمة مثل الألياف الضوئية وشاشات OLED مواد ذات بنية مشابهة. وبالتالي فإن فهم التركيب البلوري الدقيق قد يساعد في تحسين كفاءة هذه التقنيات من خلال تقليل البلورات الدقيقة غير المرغوبة.

تأثير الاكتشافات على فهم نشوء الحياة ونظريات بانسبرميا

علاوة على ذلك، تدعم هذه النتائج النظرية المتعلقة ببانسبرميا، التي تفترض أن اللبنات الأساسية للحياة قد تكون قد وصلت إلى الأرض عبر أجسام جليدية من الفضاء، ونظرا لأن الجليد في الفضاء ليس عشوائيًا تمامًا، فقد يؤثر ذلك على مدى قدرة هذه الأجسام على حفظ الجزيئات العضوية. ومع ذلك، لا تزال الأجزاء الأمورفية من الجليد تعتبر حاويات محتملة لهذه الجزيئات.

جليد غانيميد: مفتاح لفهم إمكانية وجود محيطات وأشكال حياة خارج الأرض

كما يشير الاكتشاف إلى أهمية دراسة جليد قمر غانيميد التابع لكوكب المشتري، حيث تغطي سطحه طبقات من ماء الجليد، ويحتمل وجود محيط تحتها، هذه التركيبة الجليدية تثير اهتمام العلماء الذين يبحثون عن ظروف ممكنة للحياة في أماكن أخرى من الكون.