كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Metabolism عن دور مصدر الدهون في النظام الغذائي، وليس كميتها فقط، في تحديد كيفية استجابة الجسم المناعية ونمو الأورام السرطانية لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، وقاد البحث فريق علمي تحت إشراف الدكتورة ليديا لينش من جامعة لودفيغ في برينستون، واستمر على مدى 10 سنوات، مما يعزز موثوقية النتائج.

السمنة والسرطان: علاقة أكثر تعقيدا مما نعتقد

تشير البيانات إلى أن  السمنة تزيد من خطر الإصابة بما لا يقل عن 13 نوعا من السرطان، بما في ذلك سرطانات الثدي والقولون والكبد، وتُضعف في الوقت ذاته مناعة الجسم. لكن الدراسة الجديدة أوضحت أن نوع الدهون المستهلكة – وليس فقط كميتها – هو العامل الحاسم في هذه التأثيرات.

الدهون الحيوانية تُضعف المناعة وتسرّع نمو الأورام

أظهرت التجارب على الفئران المصابة بالسمنة أن الدهون الحيوانية مثل الزبدة، شحم البقر، وشحم الخنزير أدت إلى تسارع نمو الأورام وانخفاض ملحوظ في فعالية الجهاز المناعي، خاصة في قدرته على مكافحة الأورام.

ويرجع ذلك إلى تراكم مركبات تُعرف بـالأسيلكارنيتينات ذات السلسلة الطويلة، وهي نواتج أيضية تثبط عمل الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية، وهما من أهم أنواع الخلايا المسؤولة عن تدمير الخلايا السرطانية.

الزيوت النباتية تحفّز المناعة وتبطئ السرطان

في المقابل، فإن تناول الزيوت النباتية مثل زيت جوز الهند، زيت النخيل، وزيت الزيتون حافظ على نشاط الجهاز المناعي، بل وساهم في تحفيز الاستجابة المناعية وتباطؤ نمو الأورام، حتى في ظل نفس مستويات السمنة.

وأظهرت التجارب أن زيت النخيل على وجه الخصوص حافظ على نشاط الميتوكوندريا – وهي مصانع الطاقة في الخلايا – ومنع ما يُعرف بـ"الشلل الأيضي" الذي يعطل وظائف الخلايا المناعية.

 بدائل غذائية بسيطة لتحفيز المناعة ومكافحة السرطان

أكد الباحثون أن النتائج تسلط الضوء على أهمية نوعية الدهون في النظام الغذائي، وليس فقط السعرات الحرارية، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بالسمنة أو الذين يخضعون للعلاج المناعي، وأوصت الدراسة بأن استبدال الدهون الحيوانية بالزيوت النباتية قد يُعدّ خيارا غذائيا بسيطا لكنه فعال في تعزيز المناعة ومقاومة السرطان.