عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
إجتمع القادة العرب في 13 آذار 1996 في شرم الشيخ بإقصاء سوريا وحضور الرئيس الأمريَي بيل كلينتون ورئيس المخابرات الأمريَكي ووفد عسكري رفيع المستوى.
يومها تم توجيه السؤال إلى شهيدنا الأسمى سماحة العشق عن الوضع.
سماحة الشهيد الأسمى لم يتطرق إلى الوضع السياسي أو أي أمر آخر وقال هذا هو موقفنا :
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍۢ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوٓءٌۭ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضْوَٰنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (آل عمران 175)
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظيمْ
واليوم وكل يوم وحتى نهاية الكون؛ ومهما عظمت المؤامرات وتحت أية حجة وذريعة، فلن يتغير الموقف القرآني.
واليوم المؤامرة مستمرة وقد إنتقلت أمريكا وإسرائيل إلى الخطة "ب"؛ وهي تقضي بإعتماد أمريكا وإسرائيل الخيارات السياسية لتحقيق الأهداف التي عجز العدوان عن تحقيقها عسكريًا.
وهناك مفهوم خاطئ أن المقاومة هزمت في عدوان ال 66 يومًا؛ فلا بد من التذكير بأن إسرائيل هي من طلب وقف إطلاق النار.
ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أصر على أن تفاوض الدولة بحضور وضمانة الوسيط الأمريكي والفرنسي لتنفيذ القرار 1701.
وبان المستور نتيجة الضغط الأمريكي والفرنسي، وضعف المفاوض اللبناني إذ خضعوا جميعًا للإرادة الإسرائيلية التي فرضت شرط حاجتها ل 60 يومًا للإنسحاب؛ وهي في الواقع لإستكمال الأهداف التي عجزت عن تنفيذها خلال العدوان. ومدد المهلة ترامب حتى 18 شباط وضمن الإنسحاب الإسرائيلي.
ولَكنه لم يفِ بتعهداته؛ وبالتنسيق معه إستحدثت جيش الإحتلال 5 مواقع جديدة داخل الأراضي اللبنانية للضغط على لبنان والمقاومة، ولتكون هذه المراكز إنطلاقًا للعدوان الجديد المتوقع، لتنفيذ إسرائيل الكبرى بدعم أَمريكي بدون حدود.
وضمن ذلك المخطط سيتم إحتلال جنوب لبنان حتى شمال نهر الأولي - لأن مساحة إسرائيل صغيرة كما قال ترامب-.
وسيكون تهجير أصحاب الأرض بوتيرة عالية جدًا وسيكون الإستيطان بوتيرة أسرع بمئات المرات.
وهنا لا بد من المقارنة لتفاوض المقاومة مع الجهات الدولية بعد عدوان 2006، إذ فرضت المقاومة الإنسحاب الإسرائيلي المذل في عتمة ليلة واحدة فقط. وفرضت عدم العدوان على اي هدف وعدم خرق السيادة. وعاد الأهالي إلى كافة القرى الأماَمية في اللحظة الإولى لبدء سريان وقف إطلاق النار مرفوعي الرأس وإستمر العصر الذهبي للبنان 18 عامًا.
شهد العماد عون قبل تسلمه سدة الرئاسة إعطاء أمريكا جيش العدو حرية العدوان في كل لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار. وقررت حكومة الرئيس نواف السلام الإستمرار بتعهدات حكومة تصريف الأعمال في تنفيذ الإعلان عن وقف إطلاق النار بموجب القرار 1701 بما فيها إعطاء جيش الإحتلال الضوء الأخضر في إستباحة السيادة اللبنانية .
وخفف الرئيس عون من خطورة تثبيت الإحتلال في 5 مواقع داخل الأراضي اللبنانية معتبرَا إياها غير إستراتيجية، وسيعتمد الديبلوماسية لتحرير هذه المواقع‼️‼️‼️‼️‼️‼️
وقد سافر الرئيس عون إلى فرنسا لطلب العون لترحيل النازحين السوريين، ولكنه عاد بخفي حنين.
وأجّل ماكرون ترحيل النازحين حتى إجراء إنتخابات في سوريا.
وكانت المفاجأة؛ إذ تبين أن قصر الإليزيه أعد لقمة مصغرة تشمل إلى الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون واللبناني جوزف عون الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس القبرصي كريستودوليديس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وبدأت حلقات سلسلة الَموأَمرة على المقاومة تظهر إلى العلن؛ وتتابع بسرعة عالية جدًا من خلال الموفدين أورتاغوس وبرّاك، والشروط الأمريكية. وقد لفتني َما قاله براك بأن فحوى المفاوضات الأمريكية اللبنانية يجب أن تحظى على الموافقة الإسرائيلية. وأصر برّاك على طرح تحديد جدول زمني لسحب سلاح المقاومة (تحت عنوان حصرية السلاح) على مراحل، في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة الآن؛ ويتحدثون عن السيادة‼️‼️‼️
لم تقوم حكومة ميقاتي أو رئيسي الجمهورية عون والحكومة سلام بالدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه وحماية الشعب اللبناني من أي إعتداء خارجي. ولم يصغيا للغة العقل لتحديد الأوليات في مواجهة الأخطار الداهمة وهي كالتالي :-
1- نسف إمريكا وإسرائيل القوانين الدولية وأصبح ترامب هو من يقرر.
2- وجود إحتلال صهيوني على الأراضي اللبنانية يقوم بالعدوان اليومي دون أي رادع، ولديه لأطماع توسعية . وقد أعلن كاليغولا العصر، مجرم الحرب المدان نتنياهو تنفيذ مشروع الشروق الأوسط الجديد بتاريخ 22 أيلول/ سبتمبر 2023.
3- خطر وجودي على الصيغة اللبنانية على الحدود اللبنانيية السورية بعد إستلام أبومحمد الجولاني السلطة في سورية، إذ تبين أن أمريكا كانت ولا تزال ترعى نشاط الجماعات الإرهابية. وترامب لن يغفر لمن أفشل المشروع الأمريكي لإقامة إمارة إسلامية في لبنان لها مَنفذ على البحر أي طرابلس.
4- إستلام إسرائيل حوالي 39مليون طن من السلاح والصواريخ المدمرة. ففي 27 أيار/مايو الماضي، أعلنت تل أبيب صراحة أن 800 طائرة و140 سفينة محمّلة بأسلحة أميركية وصلت تباعًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ضمن "جسر جوي وبحري" دعمًا لإسرائيل في حربها على غزة، ثم ضد محور المقاومة.
5- عدم ضمان تصرف ترامب بشكل عقلاني تجاه العالم عموما ولبنان خصوصًا.
فقد نشر الرئيس ترامب هذا التصريح على منصة تروث سوشال في 29 مايو 2025 أي بعد يومين مَن وصول الترسانة المخيفة إلى إسرائيل : "إنه في مهمة من الله ولا شيء يمكن أن يوقف ما هو قادم".
وهذه التصريحات تعكس تصرف ترامب بما يمليه عليه جنون عظمته وإضطراب نرجسيته في دعم إسرائيل غير المحدود.
وفي ظل وجود هذه الأخطار التي تهدد وجود الصيغة اللبنانية الفريدة، وإصرار الدولة على الخضوع للإملاءات الصهيو أمريكية؛ والإستمرار بإجراءات المؤامرة بتعيين جدول زمني بسحب سلاح المقاومة تحت عنوان حصرية السلاح؛ سيقول الشعب كلمته بعد أن أثبتت الدولة عمليًا بعجزها التام عن الدفاع عن السيادة اللبنانية وعن الشعب اللبناني.
وللتذكير فإن كافة القوانين في لبنان تصدر بإسم الشعب اللبناني والقوانين الدولية تعطيه حق المقاومة :-
1- ميثاق الأمم المتحدة: ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
2- إعلان حقوق الإنسان: يؤكد حق الشعوب في الحرية والاستقلال.
3-القانون الدولي الإنساني: يحمي حقوق الأفراد أثناء النزاعات المسلحة.
وبالتالي فقرار الثنائي الشيعي سيقرر مصير لبنان بناء على قرارات جلسة اليوم الحكومية.
وإنَّ غدًا لناظره قريب
05 آب/أغسطس 2025