كتب الأستاذ حليم خاتون:

هل تعرض حزب الله للخديعة؟

قرار نواف سلام إشعال عود الثقاب سعودي بامتياز، وقد حصل!

من يوقف النار؟

عندما يكون السعودي أكثر ذكاء من قيادة المقاومة: هناك مشكلة!

تاريخ أخطاء حزب الله ليس قليلا...

لكن خطايا المرحلة الحالية تحمل تهديدا وجوديا بفضل عمى الألوان الذي لا ينفك يمشي من التعرض للخدائع الأميركية الواحدة تلو الأخرى...

الخطيئة الأولى منذ مرحلة وقف النار، كانت في اتفاق وقف النار نفسه...

خدع الأميركيون حكومة ميقاتي التي كانت قابلة جدا وتريد جدا أن تُخدع؛ فقامت هذه الحكومة بخداع الأخ الأكبر على الموافقة على أكثر من زلة في هذا الإتفاق...

حاول الشيخ نعيم تبرير الموافقة على هذه الزلات لأنها زلاته هو أيضا، كما هي زلات الرئيس بري...

البيئة آخر من يعلم!

أولى هذه الزلات وأهمها: الموافقة على تطبيق حزب الله مبدأ الإنسحاب من جانب واحد في محاولة لتكرار ما حصل في ٢٠٠٦...

إما أن حزب الله يعيش في كوكب آخر، او أن الرئيس بري أقنعه أن الاميركيين والاسرائيليين أغبياء ولم يتعلموا مما حصل سنة ٢٠٠٦...

توالى الخداع الأميركي عبر ضمانات يعطيها ويعرف ان احدا لا يجرؤ على مطالبته بها؛ وفعلا لم يجرؤ احد بما في ذلك حزب الله، على مواجهة الأميركي بأن الإنسحاب كان يجب أن يتم في ١٨ شباط/ فبراير...

إذا كان كلام المبعوثة (الأميركية!) أورثاغوس ليس ضمانة، لماذا لم يتحرك أحد في جمهورية الموز هذه للاصرار على تنفيذ أميركا تعهداتها؟

هل تعرفون لماذا؟

لأن أغبياء لبنان قاموا بنقل صلاحيات إدارة ملف ال ١٧٠١ من الأمم المتحدة على كل علاّتها، إلى أيدي الشيطان الأميركي الأكبر...

لو كان الخداع توقف على هذا فقط!

لو!!!

بدأ الضغط على حزب الله لتسليم السلاح الثقيل والدقيق...

وفقا لجوني منيّر، واجه الرئيس بري قيادة حزب الله بالسؤال التالي:

إذا كنتم لم تستخدموا تلك الصواريخ ردا على استشهاد السيد نصرالله؛ متى سوف تستخدمونها!!!

السؤال منطقي...

السؤال لا يدين الرئيس بري بقدر ما يدين قيادة المقاومة...

أساسا، هذا السؤال/التساؤل كان يتردد في كامل بيئة المقاومة مع الكثير من الغضب الذي كان يليه الإحباط...

وسبب هذا الإحباط كان يأتي من تصرفات المقاومة نفسها التي أجهضت هي نفسها بطولات شهداء الحافة الأمامية...

قد ترتفع أصوات مدافعة تقول إن هذا ليس صحيحا، وإن لا ثقة بما قاله الاستاذ جوني منيّر...

حسنا، لكن ماذا عن ناصر قنديل المقرب جدا من الرئيس بري، ومن المقاومة أيضا؟

عندما طرح كاتب هذه السطور وجود تيار يميني داخل مقاومة حزب الله يمشي بتسليم السلاح، تلقى من الملاحظات والتشكيك عددا غير قليل من التعليقات والهجوم...

ها هو الاستاذ ناصر قنديل يقول بالحرف أن قيادة المقاومة وافقت فعلا على تسليم جزء من السلاح...

أنواعا محددة!!

هل تذكرون نغمة سقوط نظرية الردع الصاروخي!!!

يخرج الشيخ نعيم في حديثه الأخير مستهجنا، يتحدث عن المطالب الأميركية الأخيرة بتجريد حزب الله حتى من ملابسه الداخلية...

صح النوم...

بعد عقود من الإشتباك المباشر مع الإسرائيلي، وغير المباشر مع الأميركي؛ اخيرا فهمت قيادة المقاومة انها كلما تراجعت خطوة سوف تتقدم أميركا خطوات...

المضحك المبكي في مواقف الاستهجان عند كتبة ومحللي المقاومة من الموقع السعودي في كل معادلة الصراع ضد الصهيونية...

تاريخ السعودية الأسود منذ عقود؛ تاريخ السعودية الأسود الذي توّجه محمد بن سلمان بكل القرف الذي كان يحصل والذي أعاد تتويجه بمحاولة غزو اليمن؛ تاريخ السعودية في العمالة لأميركا ضد مصر الناصرية، وضد كل حركات المقاومة؛ تاريخ تختصر النذالة فيه سيارة مفخخة ارسلها بندر بن سلطان لاغتيال السيد محمد حسين فضل الله دون أي اعتبار لاستشهاد العشرات وجرح المئات...

بعد كل هذا التاريخ، ذهبت المقاومة على رجليها لانتخاب رئيس أتى على جزمة أميركية سعودية، وحكومة فرضتها جزمة سعودية...

حتى اليوم يخرج بعض من يحاول تحييد الرئيس جوزيف عون!

ذنب جوزيف عون لا يقل عن ذنب نواف سلام، ولا عن ذنوب الوزراء الكومبارس...

إذا كان فؤاد السنيورة أفعى، فإن نواف سلام ثعبان ضخم جاء من المحافل الدولية التي تسيطر عليها الماسونية والصهيونية العالمية...

الخطة الأميركية محكمة...

ما جرى في الحكومة ليس مجرد قرار أميركي سعودي بحصرية السلاح...

القرار هو بناء جدران عالية حول الجنوب والبقاع والضاحية...

القرار هو محاصرة الطائفة الشيعية لكي لا تجد لها ملجأ حين تبدأ الحرب، والحرب سوف تبدأ قريبا جدا، وأقرب مما يتصور الكثيرون...

الخديعة الجديدة جدا، هي الإيحاء بخطة إسرائيلية مدعومة أميركيا لإعادة احتلال غزة...

يجري الحديث عن جمع خمسة إلى ست فرق عسكرية لهذا الأمر...

بالنظر الى كل ما يحصل في شوارع الدنيا حتى وإن كان السُنّة العرب والمسلمون نائمون، فإن هذه الشوارع لن تتحرك بنفس القوة عند غزو لبنان...

الفرق التي يتم إعادة هيكلتها هي لغزو لبنان بصفته مركز محور المقاومة العربية...

هذه الفرق حتى لو بدأت في غزة، فإنها سوف تنتهي في لبنان...

الفرق العسكرية سوف تحاول اجتياح الجنوب والبقاع بالتزامن مع قوات الجولاني المدعوم سعوديا وتركيا مع تحريك كل الخلايا النائمة التي دخلت لبنان ولا تزال تدخل بتسهيل من جهات لبنانية بما في ذلك ضباط في الجيش تم شراؤهم بالمال الخليجي...

إسرائيل تعرف... كذلك أميركا،

الذي حمل لواء المقاومة بعد سقوط منظمة التحرير الفلسطينية حيث آخر إفرازات السلطة النتنة تتلخص في محمود عباس والأربعين حرامي الذين يلعبون دور حرس حدود للعدو الصهيوني... الذي حمل لواء المقاومة هم حصرا بيئة حزب الله الشيعية...

بالنسبة لأميركا واسرائيل والسعودية، اجتثاث المقاومة في لبنان يتم فقط عبر ضرب الطائفة الشيعية ضربات عنيفة جدا إلى درجة الإبادة... هذا كان ملخص رسالة لقمان سليم في مؤتمر فك شيفرة حزب الله في أبوظبي...

حزب الله وحركة أمل يحاولان الحفاظ على شعرة معاوية مع جوزيف عون ونواف سلام رغم نجاسة هذه الشعرة، كما نجاسة صاحبها...

جوزيف عون ونواف سلام ليسا أكثر من دميتين في يد السعودية التي هي بدورها دمية شريكة في كل ما يحصل مباشرة في لبنان، وغير مباشرة في غزة...

من يريد التصدي لهذا العدوان الجاري الذي لم يتوقف أصلا؛ من يريد التصدي للخطوات التدميرية الآتية حتما؛ عليه الوقوف بحزم وإفهام الجميع أن الهيكل الشيعي إذا تهدد، فإن كل هيكل الشرق الأوسط سوف يتهدد، وأن جحافل هولاكو الآتية من سوريا ومعها من تم زرعه داحل لبنان سوف يؤدي إلى نهاية الجمهورية الركيكة أصلا لصالح قيام مجتمع MAD MAX هو أقرب إلى الجحيم على كل ارض لبنان...

قد يكون شارل جبور رفيقا لاسعد الشيباني في هذه المعمعة، لكن ١٥ الف مقاتل قواتي سوف يقوم الجولاني بذبحهم، وإذا هو لم يفعل، هناك من الإيغور والشيشان والأوزبيك والتركمان وغيرهم من اهل القرون الوسطى من يريد الدم المسيحي والدرزي تماما كما يريد الدم الشيعي وحتى الدم السني الذي لا يعجبه...

سوريا اليوم أفضل مثال!

حليم خاتون