أثبتت دراسة علمية جديدة أعدّها فريق من كلية علم النفس في جامعة موسكو أن رياضة الشطرنج لا تُعد مجرد لعبة ذهنية، بل تلعب دوراً محورياً في تحفيز نمو الذاكرة البصرية-المكانية لدى الأطفال، وهو ما يُترجم إلى أداء أفضل في مجالات معرفية مثل الرياضيات والتصميم.
وفقا للمكتب الإعلامي للجامعة، فإن الأطفال الذين يمارسون الشطرنج منذ سن مبكرة يتمتعون بقدرات إدراكية متقدمة مقارنة بأقرانهم الذين لا يمارسون هذه الرياضة الذهنية.
- الدراسة تسلط الضوء على الأطفال بين 4 و7 سنوات
ركزت الدراسة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وسبع سنوات، وهي المرحلة الحرجة في بناء الأسس المعرفية للطفل.
وخلص الباحثون إلى أن ممارسة الشطرنج لمدة تزيد عن ستة أشهر تساهم بشكل فعّال في تحسين الذاكرة العاملة البصرية-المكانية، مما يجعل الأطفال أكثر قدرة على تذكر مواقع الأشياء في الفضاء المحيط وتحليلها واسترجاعها بدقة.
- مقارنة بين الشطرنج والنشاطات الأخرى
وفي محاولة لتقييم مدى فعالية الشطرنج مقارنةً بغيره من الأنشطة التعليمية والترفيهية، قارن الباحثون أداء الأطفال الممارسين للشطرنج بأقرانهم المشاركين في دروس إضافية في الموسيقى والرياضة.
وكانت النتيجة لافتة: الأطفال الذين يلعبون الشطرنج تفوقوا بشكل واضح في تنمية مهارات الذاكرة البصرية-المكانية، وهي المهارة التي تلعب دوراً جوهرياً في التعلم الأكاديمي، خاصةً في المواد التي تتطلب تفكيرا تحليليا ومكانيا.
- الشطرنج وسيلة تعليمية متكاملة
أوضح مصدر في جامعة موسكو قائلاً: "الشطرنج لا يُعلّم الأطفال التفكير الاستراتيجي والتخطيط المسبق فحسب، بل يُسهم أيضا في تحسين قدراتهم على تحليل المعلومات البصرية وتخزينها واستعادتها عند الحاجة، وهو ما ينعكس إيجابا على أدائهم الأكاديمي، خاصةً في مواد مثل الرياضيات والهندسة والتصميم".
كما أن هذا التطور في المهارات الإدراكية ينعكس بشكل إيجابي على حياتهم اليومية، حيث يصبح الطفل أكثر قدرة على التعامل مع البيئة المحيطة بشكل منظم وفعّال.
- الشطرنج في روسيا: انتشار واسع ونتائج ملموسة
أشار المكتب الإعلامي إلى أن عدد الأطفال الذين يمارسون الشطرنج في روسيا قد تضاعف خلال العقد الأخير، ليصل إلى نحو مليون طفل.
ومع ذلك، فإن معظم الدراسات السابقة كانت تركّز على تأثير الشطرنج في البالغين، مما يجعل هذه الدراسة واحدة من أوائل الدراسات المتخصصة في الأطفال على هذا الصعيد.
نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية العالمية Frontiers in Psychology، وهي واحدة من أبرز الدوريات المختصة في علم النفس، مما يمنح نتائج البحث مصداقية وأهمية علمية عالية في الأوساط الأكاديمية.