النميمة الإيجابية.. سلاح سري لتعزيز الحب والسعادة بين الأزواج
دراسات و أبحاث
النميمة الإيجابية.. سلاح سري لتعزيز الحب والسعادة بين الأزواج
10 آب 2025 , 14:43 م

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Journal of Science and Personal Relationships، أن النميمة ليست مجرد حديث فارغ أو سلوك سلبي كما يعتقد الكثيرون، بل يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتعزيز الروابط بين الأزواج وزيادة جودة العلاقة العاطفية.

وأجريت هذه الدراسة على يد باحثين في علم النفس من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، حيث قاموا بتحليل دور النميمة في تحقيق نتائج إيجابية لكلٍّ من الأزواج من نفس الجنس والأزواج من الجنسين المختلفين.

- النميمة كدليل على قوة العلاقة

أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، تشاندلر سباهار، أن الجميع يمارسون النميمة، وأن وجودها في العلاقة قد يكون مؤشرًا على قوتها. وأشارت إلى أن هذه الدراسة تُعد الأولى من نوعها في تحليل ديناميكيات النميمة وتأثيرها على رفاهية العلاقات العاطفية.

- تفاصيل البحث وآليته

قام فريق البحث بدراسة 76 زوجا من الجنسين المختلفين ومن نفس الجنس في جنوب كاليفورنيا، حيث ارتدى المشاركون جهاز تسجيل إلكتروني صغير Electronically Activated Recorder (EAR) لرصد المحادثات، وتم تسجيل نحو 14% من أحاديثهم اليومية.

أظهرت النتائج أن الأزواج يخصصون في المتوسط حوالي 38 دقيقة يوميا للنميمة بشكل فردي، و29 دقيقة يوميا بشكل مشترك، وكانت النسبة الأعلى لدى الأزواج من النساء، اللواتي أظهرن أيضا أعلى معدلات جودة في العلاقة.

- النميمة ليست دائما سلبية

بيّن الباحثون أن النميمة في سياق العلاقة العاطفية ليست بالضرورة تهدف إلى الإساءة للآخرين، بل قد تكون ببساطة مناقشة أحداث وأشخاص غائبين، مثل تبادل الانطباعات بعد حضور مناسبة اجتماعية. وذكروا أن النميمة السلبية بين الشريكين بعد مناسبة قد تدل على تقارب أكبر بينهما مقارنة بأصدقائهما، في حين أن النميمة الإيجابية يمكن أن تطيل اللحظات الممتعة.

- دور النميمة في بناء الثقة والترابط

خلصت الدراسة إلى أن النميمة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، قد تكون مؤشرا على قوة الترابط بين الشريكين، إذ تساعد في تعزيز الشعور بالانتماء المشترك، وترسيخ الثقة، وتحسين جودة العلاقة، كما اعتبر الباحثون النميمة وسيلة لتنظيم السلوكيات الاجتماعية وتحديد التوقعات داخل العلاقة.

- نتائج تعزز أبحاث سابقة

تأتي هذه النتائج امتدادا لدراسة سابقة عام 2019 أجرتها الباحثة ميغان روبينز، والتي كشفت أن النساء لا يمارسن النميمة السلبية أكثر من الرجال، وأن ذوي الدخل المحدود لا ينمون أكثر من الأثرياء، لكن الشباب أكثر ميلا للنميمة السلبية مقارنة بكبار السن.

تؤكد هذه الدراسة أن النميمة ليست مجرد عادة اجتماعية مثيرة للجدل، بل أداة خفية يمكن أن تُعزّز الروابط العاطفية بين الشريكين، وتساهم في سعادة واستقرار العلاقة.

المصدر: interesting engineering